استطاعت عائلة كويتية طموحة أن تثبت وجودها في عالم «البزنس»، فبعد أن كانت الفكرة مجرد اقتراح، أصبحت اليوم واقعاً ملموساً، يعيشه ثمانية أبناء ووالدتهم مع كل إشراقة يوم جديد.
فأنشأت أول كافيه يعمل فيه مجموعة من الشباب الكويتيين ووالدتهم، يقدمون من خلاله المشروبات والمأكولات، بحرفية ومهنية عالية لا تقل جودة وأهمية عن غيره.
• حدثينا عن طبيعة مشروعك الخاص؟
– عُرضت فكرة المشروع من قبل زوج ابنتي خالد، وكانت وليدة اللحظة تحديداً في وقت «الزوارة»، كانت جميلة وغريبة نوعاً ما ونالت استحسان جميع أفراد العائلة دون استثناء، وهي عبارة عن افتتاح كافيه خاص يقدم المأكولات والمشروبات في جو حميم ودافئ أشبه ما يكون بغرفة معيشة، وكان شرطي الوحيد لقبول هذا المشروع هو أن يعمل به جميع أفراد العائلة بدءا مني ووصولاً إلى أصغر أبنائي، وبالفعل قمنا بتوزيع المهام في ما بينا، كاستخراج الأوراق الرسمية واختيار الموقع «اللوكيشن»، وأعمال أخرى توزعت كل على حسب خبراته وقدراته الشخصية.
• حدثينا عن اختيار الموقع؟
– تم اختيار «الكافيه» في مجمع يضم شركات ومكاتب، حيث إن أغلبية رواده من الموظفين والمراجعين، ففي البداية اعتمدنا اعتمادا كليا على خدمة التوصيل «الدلفري» إلى المكاتب، ومن ثم بدأنا باستقبال الزبائن وتقديم المشروبات والأطعمة المختلفة، ونجح الأمر ولله الحمد، ووجدنا تشجيعا وقبولا من عدد لا يستهان به من العملاء، وهذا ما كنا نصبو إليه وهو تقديم الفطور ووجبات ما بعد الظهيرة في فترات راحة الموظفين، ومن الجميل هو عدم اقتصار الأمر على موظفي الشركات فحسب، فبعد فترة وجيزة بدأ «الكافيه» باستقطاب مجموعة من الزبائن خارج المجمع، والذين بدورهم استدلوا على الموقع عبر برنامج «الانستغرام»، إضافة إلى تبادل الأحاديث بين الناس.
• وماذا عن الديكورات كيف وقع الاختيار عليها؟
– استلمنا أنا وابنتي «نورة» الموقع وكان مشيدا بالأسمنت فقط، ولم يكن مؤهلاً فالديكورات والتوصيلات الكهربائية وغيرها من أمور كانت مهمتنا نحن الاثنتين، فقررنا حينها أن نقوم بتنفيذها دون الاعتماد على الشركات المعنية وبمبلغ مالي محدد، في بادئ الأمر قمنا بجلب فنيين لتمديد التوصيلات الكهربائية والصحية، ومن ثم بدأنا بعمل الديكورات الداخلية والخارجية، من تجهيز المطبخ وصالة استقبال الزبائن واختيار الأثاث وغيرها من الأمور الخاصة بالتصميم الداخلي، وهنا تجدر الإشارة إلى أننا حرصنا على أن تكون الديكورات مريحة بحيث توحي لمرتادي «الكافيه» أنهم في غرفة معيشة، يقصدونها كلما احتاجوا الى قسط من الراحة بعد ساعات شاقة من العمل.
• وماذا عن « قائمة الطعام» كيف قمتم باختيار محتوياتها؟
– جاء الاختيار بعد نقاش جماعي مطول، قمنا بعده باعتماد المشروبات بأنواعها، إضافة إلى الأطعمة بأنواعها من شطائر وأطباق أخرى ساخنة.
• برأيك ما الذي يميزكم عن «الكافيهات» الأخرى؟
نحرص في «كافيه برانش» على تقديم الأطعمة الطازجة، كما أننا نعتمد على ميزة «الأوبن كتشن» اي المطبخ المفتوح، بحيث نوفر الأطباق ذات السعرات الحرارية المخفضة بناء على اختيار الزبون، فضلاً عن تقديم الأطباق الخاصة للنباتيين وغيرها العديد من المميزات، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى راحة وإرضاء الزبون.
• كثرة فريق العمل في «الكافيه» ألم تسبب لكم نوعا من التشتت خصوصاً ان الموظفين تتفاوت أعمارهم؟
– إطلاقاً، لم يحدث شيء من ذلك، لأنهم في واقع الأمر أبنائي، فمن السهل التعامل معهم خصوصاً أننا في المنزل وفي حياتنا الخاصة، كثيراً ما نتبادل الآراء في أمور حياتية واجتماعية مختلفة فهذا ما جعل الأمر أسهل وأكثر متعة.
الحرص على النجاح
• كيف وجدت التعامل مع الأبناء في العمل؟
– لمست في الأولاد جانبا جميلا ومهما جداً، فهم حريصون على نجاح المشروع كما احرص أنا، ومن اللافت أنهم يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه عملهم، فعلى الرغم من انشغالهم في دراستهم إلا أنهم يولون عملهم اهتماماً كبيراً، غالباً ما يشعرني بالفخر تجاهه.
• كيف تم توزيع المهام على طاقم الموظفين؟
– المهام تم توزيعها بناءً على رغبة الأبناء وقدراتهم، في البداية قمنا أنا ونوره باستلام المهام الخاصة بالبناء والديكورات كما أسلفت إضافة إلى الأعمال الأخرى كاستقبال الزبائن وتوصيل الطلبات وغيرها، أما دلال فكان اعتمادنا عليها في الرسومات، أما عطاف فقد كان لديها حس عال في الطبخ ولمسنا ذلك أثناء تلقيها دروس الطهي بإشراف احد الطباخين المحترفين، وفي ما يخص ريم فهي تملك خبرة لا يستهان بها في إعداد القهوة والأطعمة باختلاف أنواعها، فقد كانت لها تجربة خاصة في العمل في احد «الكافيهات» المعروفة، فهي تملك حسا عاليا في انتقاء الأطعمة، ونعتمد عليها اعتمادا كليا في تطوير وإضافة أطباق جديدة في قائمة الأطعمة، وريم خريجة جامعة وتعمل حالياً على الحصول على شهادة الماجستير، وهي متفرغة تفرغا تاما للكافية بدوام كامل، كما هو الحال مع زوجها خالد، أما يوسف فعلى الرغم من صغر سنه إلا انه بدأ يعد القهوة بشكل جيد جداً، ومهمته الأساسية هي توصيل الأطعمة للزبائن داخل المجمع، إضافة إلى عمل حملات للدعاية والإعلان، فضلاً عن الأعمال الأخرى والتي يقوم بها محمد على حد سواء، فنحن نعمل جميعاً في مهام مختلفة لسد الفراغ مثل الوقوف على «الكاشير» وتنظيف الطاولات وغسل الصحون، أما راكان ففضل ان يدعمنا معنوياً ويراقبنا عن كثب.
• ما هي الأهداف التي ترنون إليها من وراء هذا المشروع؟
– الربح كهدف أساسي، إضافة إلى استثمار طاقات أبنائي والتي أؤمن بها إيمانا تاما، فالفكرة بمثابة انطلاقة ناجحة لهم في عالم «البزنس».
• حدثينا عن ردود أفعال الزبائن كونكم عائلة كويتية تعمل في هذا المجال؟
– كانت ردود الأفعال إيجابية بشكل لافت ولله الحمد، فكثير من الزبائن كانوا يشعرون بالدهشة لأننا عائلة كويتية كاملة تعمل في كافيه.
• برأيك هل ردود الأفعال كانت من المحتمل أن تكون متشابهة، لو أقمتم هذا المشروع قبل عشرة أعوام؟
– إطلاقاً، وربما اعتبرنا البعض في حينها، بأننا عائلة متحررة وليس لها أي قيود أو قيم، بعكس وقتنا الحالي فهناك تطور على جميع الصعد ففي الأعوام العشرة الأخيرة، اثبت الشاب الكويتي والمرأة الكويتية على حد سواء جدارتهم في شتى المجالات وفي «البزنس» تحديداً.
• ما سبب اختياركم للاسم؟
– هو اختصار لـ«بريك فاست & لانش» وبوتيك تعني المحل الصغير، وهذا بالفعل ما نقدمه وهما وجبتا الفطور والغداء، وهنا أود أن اشير الى أننا نعمل من الصباح حتى السادسة مساء فقط.
• هل هناك ألقاب تطلقونها على بعضكم اثناء العمل؟
– يوسف «دلفري بوي» فقد اثبت أنه يستحق اللقب عن جدارة ، وريم «البرستا» لأنها أفضل من يقوم بإعداد القهوة، وخالد «الكاشير» فهو متميز ونعتمد عليه في هذه المهمة.
• كيف تقيمين هذه التجربة على المستوى العملي؟
– لمست تحسنا ملحوظا في أداء أبنائي، إضافة إلى اكتسابهم خبرة لا يستهان بها في العلاقات العامة وفي مجال «البزنس».
• وماذا عن قائمة الأسعار؟
– حرصنا على أن تكون أسعارنا بسيطة جداً، فعملاؤنا يقصدون «الكافيه» بشكل يومي، ففضلنا أن نضع هذا الشيء في عين الاعتبار، فمن صميم أهدافنا راحة الزبون مادياً ومعنوياً.
• ما المأكولات التي تحرصون على تقديمها؟
– كل ما يرغبه الزبون، فنحن معتمدون على قائمة طعام قابلة للتعديل بحسب رغبة الزبون، فضلاً عن طلبات أخرى يختارها هو ونقوم بإعدادها، وكأنه في مطبخه المنزلي الخاص بحدود موادنا الاستهلاكية المتوافرة.
• ما الذي يسعدك بعد يوم شاق من العمل؟
– سؤال يوجهه الجميع لي وبدون استثناء «يمه جم طلعنا اليوم» فغالباً ما يغمرني هذا السؤال بالسعادة فهم حريصون على أن يقدموا ما بوسعهم لتحقيق النجاح والأهداف المرجوة، فقد باتوا أكثر مسؤولية وحرصاً على نشاطهم المهني.
• برأيك ما مقومات المشروع الناجح؟
– الإيمان، والحب، والأمل هي دعامة الإنسان الأساسية لنجاح أي عمل.
• ما طموحاتكم المستقبلية على المدى البعيد؟
– أطمح أن تكون جميع «الكافيهات» والمطاعم المحلية صحية، إضافة إلى إرضاء طموحات أبنائي في تحقيق النجاح، متمنية تعاونهم ومساندتهم الدائمة لي ولبعضهم.
المصدر “الجريدة”
قم بكتابة اول تعليق