جعفر رجب / تحت الحزام / أغبى ثلاثة قوانين


أما النواب لا يفهمون، أو انهم يتصورون أن الناس لا تفهم!
إما النواب أغبياء أو يتصورون أن الناس أغبياء!
وإلا ما كانت تقترح مثل هذه القوانين الخيالية، التي لا يستطيع حتى جني المصباح تحقيقها… والتي يعتبرونها ضمن الانجازات والأولويات، واعتبرها في مقدم القوانين الغبية!
القانون الأول، وهو الذي اقترحه ثلة من النواب المخضرمين، وتعرفون ما يحصل عندما يجتمع ثلة، وإذا لا تعرفون ماذا يفعل الثلة فلا تستحقون أن تكونوا من الثلة، وبعد هذه الثلة، عفوا على ثلثلة المقال، نرجع للاقتراح، اقترح النواب، إزالة جميع الوافدين من وزارات وإدارات الدولة، واستبدالهم بالموظفين الكويتيين المنتظرين لدورهم، خلال سنة واحدة فقط!
هذا الاقتراح التاريخي، لو حصل للمجلس «وشة» وأقرها، لاشك سيتبعه قانون «استثناء»، حيث سيستثنون، الأطباء، والممرضين، والمهندسين، والمعلمين، والفنيين، والعمال، والقانونيين، والمحاسبين، والمراسلين، وعمال النظافة، وحراس الأمن… وهذا يعني أن القانون وضع من أجل الضحك على ذقون المنتظرين لدورهم للعمل!
القانون الأغبى منه، والحاصل على الميدالية الفضية، هو اقتراح بقانون قصر العمل في الصيف بين السابعة وحتى الثانية عشرة ظهرا، من أجل التوفير، ومواجهة أعباء الطاقة الكهربائية، والذي اقترح هذا القانون طبعا كتلة التنمية، ويبدو ان التنمية عندهم مرتبطة بالنوم، وتنويم العمل، وتنامي التنبلة في صفوف الموظفين… مع تمنياتنا للجميع بموفور الصحة والعافية، وتمنياتنا ألا يقرها المجلس حتى لا نكون مسخرة للعالمين!
أما القانون الحاصل على الميدالية الذهبية في الغباء والاستغباء، فهو الذي أُقر بالفعل في الأسبوع الفائت، وهو إقرار إنشاء «كلية جابر للعلوم التطبيقية» خلال ثلاث سنوات فقط!
جامعة كاملة، بتخصصاتها، بمبانيها، بقوانينها، بإداراتها، بطلبتها، بمناهجها، بميزانيتها، بغرفة الحارس أمام مبناها… يفترض أن تنجز خلال ثلاث سنوات فقط، رغم ان البحث عن موقع للجامعة، والدراسات الأولية، والتخطيط لها، وعرض المناقصة… و… و… و… قد تأخذ أكثر من سنتين، قبل البدء بالبناء، هذا إذا سارت الأمور بصورة طبيعية، والنواب يريدون إنجاز الجامعة بغرفة الحارس بثلاث سنوات فقط!
النواب قدموا هذا الاقتراح الذي يشتري أصواتا بالهبل، وهم يعلمون أنه بعد ثلاث سنوات، إما الحكومة تموت، أو المجلس يموت، أو حمار جحا يموت!
انهم أبطال «غصبا علينا»، فهم لا يرون أهمية في أن يكونوا أبطالا، وينجزوا، المهم عندهم أن يشعر الناس أنهم أبطال، حتى لو كانوا أبطالا من ورق، ينجزون قوانين، ومشاريع، وجامعات ومستشفيات، ومصانع… من ورق!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.