مخطئ من يعتقد أن شباب المنبر أو التحالف أو التكتل الشعبي من نظم أحداث الأسبوع الماضي، وأقصد تحديداً مسيرة «كرامة وطن» حسب زعمهم.
المنظم والمعترض جماعة الإخوان المسلمين، ولا نقول «حدس»، لأن «حدس» هي التنظيم المحلي، وما رأيناه من التكتيكات التي استخدمت، ونقاط التجمع واستخدام الفساد في التظاهرة، يدل على أن أيادي خارجية لعبت الدور الأكبر في هذا الموضوع، ومن غير أم الدواهي، «الإخوان المسلمين» للعب هذا الدور السيئ.
الإخوان عقدوا العزم على الدخول إلى المياه الدافئة في إقليم الخليج، لأن إمداداتهم المالية بحاجة إلى تطوير، فقد انتقلوا من المقاعد الخلفية إلى المقاعد الأمامية، وهذه النقلة تحتاج إلى موارد أكبر لكي يستمر الأمر لهم.
من يشكك في هذه النظرية عليه أن يستذكر أحداث الربيع العربي، حسب التسمية المتداولة.
ففي تونس ابتدأت الثورة بحرق المواطن البوعزيزي نفسه، لتنتهي بالغنوشي وجماعته، وفي مصر بلشنا بـ«كفاية» وبعض شباب الفيسبوك، لننتهي بالشاطر والشاطر بألف، في المغرب الأمر مختلف، فقد قررت القيادة هناك تسليمهم قيادة مجلس الوزراء من باب تجنب الفتنة. على صعيد الكويت أفهم تعطش الإخوان للسلطة، ولكن ما أفهمه هو هذه القراءة الخاطئة لبعض الليبراليين، الذين لا يحللون المشهد بشكل ذكي، لأن جزءاً من جبروت الإخوان ساهم به وللأسف الليبراليون، عندما قرروا إطلاق رصاصات خمس ارتدت الى أقدامهم، وما زالوا مستمرين في لعب دور سيئ، إما بقصد أو من غير قصد.
لكن الأيام الماضية وعلى مرارتها، فإنها قد أرتنا بارقة أمل، فقد قرر من بيدهم الأمر مواجهة المؤامرة بشكل حازم، لأن المسألة وصلت إلى مرحلة متقدمة ولامست الخطوط الحمر بشكل سيئ، وجماعة المنبر والتحالف ما زالوا يتحدثون عن المادة 71 من الدستور غير مدركين أن المرحلة مرحلة تغيير الوجه السياسي للكويت، وهم الخاسر الأكبر من هذا التغيير.
جماعة المنبر عليهم أن يتذكروا عام 1981، عندما شاركت رموزهم في الانتخابات بمرسوم ضرورة، وهم بالإضافة إلى جماعة التحالف عليهم تذكر مرسوم قانون حقوق المرأة ومن صوّت عليه في عام 1999، مع العلم أن المرأة كانت جالسة في المنزل لمدة 37 سنة، ولا أعلم ما وجه الضرورة في ذاك الوقت، ولكن الكل صوّت وشارك.
نقولها ونعلنها من الآن، الكويت خط أحمر على الإخوان المسلمين وغيرهم. فلدينا شعب ذكي يقرأ ما بين السطور، ونحن، أي الشعب الكويتي، كنا ومازلنا وسنظل خلف صاحب السمو أمير البلاد في السراء والضراء.
فهل وصلت الرسالة؟… آمل ذلك.
قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق