كلما قرب موعد عيد من الأعياد تنهد (العربي) وتلفت حوله وقالها بالاسى الذي قاله فيه المتنبي:
عيد.. بأيه حال عدت ياعيد
بما مضى أم لأمر فيه تجديد
لكن كبيرنا (سمو الأمير) أبي الا ان يأتينا بالجديد من شقين: اولهما قد أسدل الستار على مسرحية الرؤوس المتصادمة في حرب غايتها الصعود الى القمة.
وعلي الاعراق التي تشابكت بحثاً عن الصدارة
وعلى توعد كل ضلع من اضلاع الوطن بالضلع الآخر والرّد بالتهديد
وعلي حسبة القوم لانفاس بعضهم بعضا والتشرذم فِرقا مابين (مع) أو (ضد).
وعلى وصلنا اليه من وصم مدارسنا بالجهل والتجهيل او الاشارة الى جامعاتنا بالشر المستطير.
وعلي الامواج العالية من الشكوك والوساوس التي اوشكت ان تغرق دستورنا وتهز اعمدة ديموقراطيتنا والاثنان هما مصدر عزّنا واعتزازنا.
اما الشق الثاني الذي لحق بإسدال الستار فقد ترجم ردّ فعل سموه والتعبير عما خالج خاطره فكان:-
الألم والتألم لما رآه من اسفاف مقيت في لحظة الخطاب والفجور في الخصومة.
والاسف يكون المؤزمون هم من ابناء الوطن الواحد.
والتعمد لوضع العصا في الدولاب من اجل عرقلة المسار نحو الحق والتنمية الذي ننشدها جميعا.
والحزن على مَنْ يرفض التوافق وياخذ من الشارع والساحات منبراً للاثارة باستخدام لغة الشحن والتمريض المؤدية الى منزلقات الضياع.
الرفض التام لغرس بذور الفتنة وتضليل الشباب مما يؤدي إلى هدم الامن والامان للمواطنين.
نعم يا سمو كبيرنا – لقد اثبت قضاؤنا – كما ذكرتم في خطابكم السامي – بانه كامل الاستقلال وانه مشهود له بالامانة والنزاهة مما يجعل منه قمة من قمم مصادر الامن والاستقرار.
لقد كان الخطاب بثاً للشكوى والنجوى وما انتظر سموه ان نعبر له عن الترحيب (بقوله الفصل) او ربما بالرفض – كما صنع الجاحدون.
بل ختم بما أثلج صدور كل حريص على لحمة هذه الارض ان تبقى صلبة ومتجانسة بثلاث من مراسيم الضرورة في لحظات كنا في أشد الحاجة الى مثيلاتها وهي:-
الأول: انشاء اللجنة الوطنية للانتخابات بدءاً من التنسيق وتنظيم الحملات الانتخابية حتى لحظة ضمان النزاهة بعد الاصوات.
والثاني: في نبذ الكراهية لحماية الوحدة الوطنية.
والثالث: فيما يخص مكافحة الفساد.
اما الاهم من المهم اخذنا بالنظامين الاوروبي والامريكي المتقدمين بالصوت الواحد للمرشح الواحد. رغم رفض الكثيرين ممن يغني كل منهم على ليلاه.
ألا يحق لي – كمواطنة – أن أفخر قائلة للعيد:
عيد بأجمل عيد عدت ياعيد
هدي النفوس وتعليق النواقيس
للاغلبية رؤية ما استطعت استيعابها نظرا للغة الطرح التي استخدمت والوسائل الخشنة التي بثتها للوصول إلى عقول الناس – وأظنها – هذه الخشونة هي التي حالت دون هضمي لاطروحاتهم، ولكننا نظل نحن مواطنون وهم مواطنون مثلنا لايزيد اي منا عن الآخر ولاينقص شيئاً، والكويت واحة صغيرة.. نعم لكن قلبها وضميرها اكبر منها.. ففيهما نسكن.. وفيها نستكين.. ونقول ليحفظك الله ياكويت.
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق