لو كان ثمة نصيحة صادقة نقدمها لحكومتنا العزيزة فهي ضرورة حرصها على الاستمرار في ضمان الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمواطن الكويتي. فمقياس نجاح أي حكومة في العالم يرتكز على مقدار مساهمتها الفعلية في رفع مستوى معيشة المواطن العادي. وسعيها الى ضمان رفاهيته المعيشية وتمتعه بخدمات عامة عالية الجودة. فمن وجهة نظر منطقية: الجدال والجدل والتنافس أثناء انتخابات مجلس الأمة دار في السابق ويدور أغلبه حالياً حول من هو مؤهل أكثر لخدمة الناخب الكويتي. فكثير من الأخوة والأخوات الافاضل مرشحي مجلس الأمة يشاركون في ندوات انتخابية وزاروا في السابق ويزورون حالياً دواوين دوائرهم من أجل إقناع المواطن الكويتي بأنهم أكثر قدرة من منافسيهم على خدمته! فإذا كانت الحكومة تدرك هذا الأمر وتعرف تماماً أن المساهمات الحكومية والبرلمانية تدور بشكل مركزي حول كسب ود ومحبة ورضا المواطن الكويتي العادي, فالأحرى بالحكومة الاستعجال في تنفيذ المشاريع التنموية واتخاذ القرارات العملية بما يصب في مصلحة المواطن الكويتي.
خدمة الوطن تبدأ وتنتهي من خدمة المواطن الكويتي, بل وتطوير البلد وتنميتها تبدأ وتنتهي أيضاً من مد يد العون للمواطن العادي لكي يتمكن من تطوير حياته اليومية بشكل عصري, ويتمكن من تنمية مقدراته ومهاراته. وربط آماله وتطلعاته المشروعة في عيش حياة إنسانية آمنة في كل جوانبها النفسية والشخصية والمالية والاستهلاكية.
ولتتذكر حكومتنا العزيزة أن الإنسان الكويتي يبقى هو المحور الرئيس في كل خططنا ومشاريعنا التنموية المستقبلية, بل إن المواطن الكويتي العادي وبشكل خاص الأسرة أو الفرد الكويتي والذين يمارسون حياتهم اليومية بشكل هادئ وبعيداً عن أضواء وضوضاء الجدل والجدال الفكري والسياسي الجاري حالياً ربما يدوم كثير منهم من حكومتهم أن تفي بوعودها المتكررة تجاههم. فلتبدأ الحكومة إذاً تواجه وبشكل حاسم مشكلة الغلاء المعيشي, وتعالج بشكل جذري الأزمة المرورية, ولتبدأ بتفعيل خطط ناجحة لتطوير النظام التعليمي في البلد بما يرفع من مستوى البحث العلمي والتفكير الإبداعي لأبنائنا وبناتنا الطلبة. ولتسعى حكومتنا الى وضع حلول سريعة لمشكلات الرعاية السكنية إما بتوزيع مزيد من الأراضي السكنية أو بناء مدن حدودية. ولتبدأ حكومتنا بتسريع إجراءات التوظيف لأبنائنا وبناتنا. ولتبدأ بتطوير الخدمات الصحية بما يخدم المواطن الكويتي في المقام الأول, ولتعنى أكثر بمرافقنا العامة وتجدد بنانا التحتية وتكافح الواسطة بكل أشكالها وألوانها ونكهاتها. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق