الصباح: غالبية انتخابات دول العالم بالصوت الواحد

رأى الناشط الاجتماعي والخبير الاقتصادي المهندس الشيخ فهد داود الصباح أن «توجيهات سمو الامير سواء في نطقه السامي او خلال لقاءاته مع وجهاء الكويت وممثلي المجتمع المدني والشخصيات الكويتية ترسم مسارا جديدا لعملية تطوير متكاملة للدولة تؤسس لكويت اكثر قوة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وبداية هذا التطوير في التعديل الجزئي لقانون الانتخابات الذي يؤدي الى جعل التمثيل النيابي أكثر عدالة بين مكونات المجتمع لان نظام الصوت المتعدد يعتبر من الانظمة التي عفا عليها الزمن، وكان معتمدا في اوروبا مع بدايات التمثيل النيابي، ولاسيما في العصور الوسطى، وكان الهدف من نظام الصوت المتعدد، اي ان الناخب يقترع لاكثر من مرشح في الدائرة الواحدة كما كان معمولا به في النظام الانتخابي السابق في الكويت، وفي اوروبا العصور الوسطى، كان المقصود منه تغليب فئة على ما عداها، واقصاء الفئات الاخرى».

واضاف: «ان غالبية دول العالم الديموقراطية تعمل بنظام الصوت الواحد غير المتحول، ومنها النرويج والسويد وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا وفرنسا والاردن والنمسا وغيرها من الدول المستقر ديموقراطيا».

وقال الصباح: «ان توجيهات صاحب السمو الامير للحكومة بتعديل جزئي لقانون الانتخابات تصب في اكبر عملية تطوير ديموقراطي للدولة، وبخاصة في تغيير النظام الانتخابي الى الصوت الواحد لانه يجعل المواطن يعبر عن موقفه بعيدا عن المفاضلة القبلية والطائفية، على الرغم من ان البعض يعتبر هذا النظام مزكيا للقبلية والطائفية، لكنه في الواقع يمنع ذلك اولا من خلال القضاء على الانتخابات الفرعية بالشكل الذي كانت تجري فيه، كما انه يحد من الانقسام الطائفي والمناطقي الحاصل في البلاد حاليا نتيجة الخلل الكبير الذي بني عليه النظام السابق».

وقال فهد الصباح: «هناك من يحاول التهويل على المواطنين من هذا التعديل، لكن في الواقع يجب النظر الى حرية اختيار المواطن فهذا المواطن حين يصوت لنائب معين، واذا كان اداء هذا النائب غير مستساغ من الناخبين او لم يلتزم بوعوده عندها سيكون العقاب الانتخابي في الدورة التالية، لكن اذا كان المواطن يستطيع ان ينتخب اربعة نواب في الدورة الانتخابية فانه سيراعي مسألة «الفزعة» للقريب او ابن القبيلة او الطائفة فيما هو يراهن على النواب الاخرين الذين انتخبهم بان يقدموا له الخدمات التي يريدها، الا ان في نظام الصوت الواحد فإن الناخب سيتأنى كثيرا في اختياره وسيفاضل بين المرشحين وفقا للبرامج، بالاضافة الى ان هذا النظام يحد بشكل كبير من شراء الاصوات، لان المرشح الذي كان يدفع ثمنا معينا للصوت الواحد في النظام السابق فهو الآن امام مشكلة كبيرة في شراء الاصوات، ما يعني تلقائيا القضاء على ظاهرة شراء الاصوات».

وختم بالقول: «ان تمسك صاحب السمو الامير بالديموقراطية يعبر عن مدى ايمان سموه بان الشعب الكويتي يستطيع بالوعي السياسي الكبير تخطي الصعوبات وينبذ الذين يحاولون تشويه هذه المسيرة الديموقراطية من خلال سعيهم الى فرض وجهة نظرهم على الشعب الكويتي، وهو ما احبطه الكويتيون بالتفافهم الكبير حول صاحب السمو الامير والتزامهم بتوجيهاته الحكيمة التي تهدف الى اعلاء مصلحة الكويت فوق اي اعتبار اخر».
المصدر”الوطن”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.