في رده على مقولة المتظاهرين بأن الرسالة وصلت، على الرغم من تطرق سمو الامير في كلمته الى ان هذه المظاهرات التي تحدث غير مرخصة لا تخدم الكويت، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في تصريح صحافي على هامش مشاركته الاحتفال بالذكرى الـ67 لليوم العالمي للأمم المتحدة ان الكويت تحتكم الى الدستور وهي دولة قانون، والمهم ان كل الاجراءات التي تتخذ تتم ضمن الدستور والقانون هو ما يراه العالم في هذا البلد الصغير المتمسك بدستوره، الذي سنحتفل بذكراه الخمسين بعد اسبوع.
واستهل الخالد كلمته التي ألقاها أمام حشد كبير من الدبلوماسيين والسفراء ذكرى دخول ميثاق المنظمة حيز النفاذ بعبارة «نحن شعوب الأمم المتحدة»، مشيرا الى أنها العبارة التي دشنت حقبة جديدة في مفهوم العمل الجماعي والمصير الواحد، حيث لم يمض آنذاك، على انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 الا شهر ونصف قبل التوقيع على الميثاق في مدينة سان فرانسيسكو وولادة منظمتنا الأممية، وذلك بعد ان شهد العالم تجربة مريرة أكدت دون أدنى شك بأن ما يجري في أي رقعة منه ينعكس عليه بالكامل، فأقرت الدول المؤسسة الميثاق لانقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب المقيتة التي جلبت على الانسانية أحزانا وآلاما يعجز عنها الوصف.
وقال: فرحتنا بهذه الذكرى مضاعفة في الكويت ونحن على مشارف الاحتفال بالذكرى الـ50 لصدور دستور دولة الكويت الذي أكد على تفاعل الكويت مع قضايا المجتمع الدولي ومشاغله والعزم على الاسهام في نهضته وتطوره، حيث لخصت الديباجة هذا التوجه من خلال القول المأثور للمغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح حاكم البلاد آنذاك، عندما صدق على الدستور قائلا: «وايمانا بدور هذا الوطن في ركب القومية العربية وخدمة السلام العالمي والحضارة الانسانية».
واضاف: دولة الكويت لا يسعها الا ان تعرب عن اعتزازها بالعلاقة الوثيقة التي تربطها بالأمم المتحدة، فلا أحد في هذا البلد ينسى الدور التاريخي التي قامت به الامم المتحدة اتجاه أزمة غير مسبوقة في عالمنا الحديث وهو الاحتلال العراقي لدولة الكويت عام 1990 فرأينا المنظمة وبكافة أجهزتها تجسد الوقفة الصادقة للمجتمع الدولي الى جانب الحق الكويتي وتنفذ ما انشئت من أجله، فنبذت سياسة الغاب وكرست سيادة القانون.
وأشار ان الجهود الدولية حققت الكثير من الانجازات على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلال العقود السبعة المنصرمة، الا ان عالمنا لازال يواجه العديد من التحديات والتي تتمثل في الفقر المدقع لبعض الشعوب فضلا عن الكوارث الطبيعية والأمراض، مؤكدا ان الكويت لم تتوان عن بذل كل ما في وسعها لمواجهتها سواء من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أو البرامج والهيئات واللجان التابعة لمنظمة الامم المتحدة.
واوضح ان خير دليل على ايماننا الصادق بقدرة تلك الأجهزة على ايجاد الحلول المناسبة لتحسين الظروف المعيشية، يتمثل في استمرار دولة الكويت بزيادة اسهاماتها التي بلغت اضعاف ما كان يقدم سابقا لأجهزة الأمم المتحدة.
وقال: لابد لي بهذه الذكرى الهامة للامم المتحدة ان أشير الى القضية السورية، والتي اصبحت محط انظار المجتمع الدولي وعلى رأسها الامم المتحدة، واننا اذ نعرب عن تأييدنا التام لما اتخذ من قرارات في هذا السياق، نؤكد على ضرورة تنامي الدور المحوري للمنظمة في سورية للوصول الى حل فوري لوقف اعمال العنف التي يذهب جرائها آلاف الضحايا من الشعب السوري الشقيق، كما أنه من الضروري الاسراع بتقديم كافة أنواع الدعم الانساني لتخفيف معاناتهم اليومية.
ونحن، كلنا امل ان يصل المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية سعادة السيد الاخضر الابراهيمي، الى حلول قابلة للتطبيق في القريب العاجل.
واكد ان دولة الكويت تفخر باحتضان بيت الامم المتحدة انطلاقا من ايمانها بأن هذا البيت يترجم وبشكل قاطع المقاصد الانسانية السامية التي قامت من اجلها منظمتنا الأممية.
دعم
من جانبه اكد الممثل المقيم للأمم المتحدة ستين هانسن ان دولة الكويت لديها تاريخ ملحوظ من المشاركة في الجهود الانسانية والتنمية العالمية، ومن المهم جدا ان الكويت قررت ان تجعل هذا الاستثمار في الموارد البشرية بحيث تقدم للشباب الكويتي الفرصة لتوسيع آفاقهم المهنية والخبرة في العمل في الأمم المتحدة، والكويت هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تقدم حاليا هذه الفرصة لمواطنيها من الشباب.
ونأمل ان يحذوا الآخرين حذو الكويت، مؤكدا ان برنامج الأمم المتحدة الانمائي فخور بأن يكون شريكا ملتزما في تنفيذ جدول أعمال التنمية الوطنية الكويتية ونحن على استعداد لدعم المبادرات المستمرة في هذا الصدد.
ومن جهتها أشارت المنسق المقيم للأمم المتحدة بالانابة د.حنان حمدان الى ان فريق الامم المتحدة في دولة الكويت يسعى الى التعاون مع الشعب الكويتي في جميع الأنشطة وتعزيز الوعي لديه بعمل الامم المتحدة في الكويت وخارجها، مؤكدة انهم يتلقون كل الدعم من الحكومة في كل الجهود التي يقومون فيها، وان الشراكة مع الحكومة وكافة الوزارات والمجتمع المدني في دولة الكويت كانت ولا تزال عاملا جوهريا لنجاح برامج الامم المتحدة.
المصدر”الوطن”
قم بكتابة اول تعليق