منذ ان بدأت العواصف السياسية تعبث بأجواء الكويت والناس من المواطنين المهتمين بالامر يتوافدون على ديوان سمو الامير الرسمي منه والخاص وبأغراض مختلفة ومتفقة.
البعض يريد ان يبرئ ساحته مما يحدث، والآخر يجامل ويبقى ما في القلب والضمير في مواقعهما، ومنهم من كان يحترق خوفا وقلقا على وطن يحترم اختلاف الرأي والرؤية ويحميه دستوريا وقانونيا ويشهد العبث بذلك لأن فريقاً آخر تضخمت الذات عنده اكثر مما ينبغي مما لا يجعل الاقتراب منه آمنا فلا الرؤية الا ما يرى ولا الحل الا ما اقترح ولا المسار الا ما يرسم.
وهكذا تمر كل هذه الشؤون والنساء تشارك وتراقب وتتألم وتتقاذف كرة اهتمامها ما بين الرضى والرفض والتذمر وغطاء الخوف يشمل الجميع.
وكان مفتاح التجمع النسائي وزيارته لسمو الامير.
همست كل مجموعة لصويحباتها بالرغبة وكان التأهيل من الديوان… فكان يوم الاثنين الخامس من نوفمبر 2012 لمفاجأة الجميع جمعهن في جمع ما عرفناه من قبل كان بالنسبة لي شخصيا خيرا وبركة ولولا ضيق الوقت واختلاف الامزجة وغياب الحسّ الحزبي للجميع لخرجنا من ذاك التجمع يدا بيد لعل في ذاك قوة للعصبة النسائية.
وكان اطرف ما في الامر نظرات النساء بعضهن لبعض باحثات عن الاطار المحيط بالمجموعات المختلفة أهي جمعيات؟ ام مجرد جارات؟ ام مجموعة صديقات؟ ام مجرد معارف؟ ام مشتركات مهنيات؟ ولا اظن ان منسق اللقاء قد دار بخلده ما عبر رؤوسنا.
لم يتعد الغرض في اذهان الاغلبية سوى حمد الله وشكره والثناء على صبر سمو الامير وشجاعته والتزامه بالدستور.
لقد ضمت القاعة ما يمكن ان يقرب من المائتين من النساء وسط مجموعة مضاعفة من الرجال.
لقد تحدث سموه بحلو القول الذي تناقلته وسائل الاعلام وما استطاع ان يخفي قلقه على الكويت وعلى المواطنين وكأنه يقول بأن القيادة السياسية والشعب جسد واحد لكن الانحراف بالخطاب السياسي وعلى تلك الشاكلة المستهجنة – لدينا نحن المواطنين – لا يمكن ان تأتينا بثمار ايجابية.
نعم يرفض سموه ونرفض معه اثارة الفتن، ونمقت ايضا معه الفوضى والعبث بقواعد السلم والسلام وترهيب المواطنين.
نشد على يده في التزامه بتطبيق القانون على الجميع بالتساوي.
ويشد – بدوره – على ايدينا ان التزمنا بالقواعد والقوانين العامة وطبقناها باحترام.
لكن سموه لم ينس التوقف عند المرأة بالكثير والكبير من الاهتمام وكم نتمنى نحن اللاتي اجتمعنا في ديوانه وتكلمن اللاتي لازمن البيوت ان ينقل هذا الاهتمام العظيم الى حكومته – الرشيدة بعون الله – لأنه اصبح يبدو بوضوح شديد ان اول ما يقوم به أي وزير جديد انما هو اسقاط المرأة من جدوله لأن جمعا ينتظره للتوظيف، فيضطر للتضحية بالنساء من اجل عيون الشباب.
فلا المستقيلة أو طالبة التقاعد تسأل عن السبب بل تجد السمع والطاعة يسبقها دون حاجة لمعرفة الاسباب لأن (ذكرا) على الباب ينتظر مقعدها.
ومن جهة اخرى، اذا ترك مسؤول رجل وظيفته لاسباب شخصية – له كل الحق بها – يدخل مرة اخرى من الشباك بصفة استشارية أو لجنة جديدة أو مجلس خارج الكادر فيظل جدول التنفيع مفتوحا حتى يأتي غيره فيقفله ليفتح جديدا خاصا به… هذا مشهد يسقط من مسلسل النساء. وهذا قليل من كثير.
سيدي صاحب السمو نحن نساء الكويت والصغيرات الشابات منهن بالذات هن امانة في عنقك فلا ملاذ آمن لهن سوى صدرك.
جعله الله ومنّ عليه بالصحة والسلامة.
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق