تفاصيل اجتماع ترتيب البيت الليبرالي بديوان الصقر .. بارقة أمل ومصالحة وتنكر السعدون للتيار والانتخابات المقبلة أقرب مما نتصور

عقد النائب محمد الصقر في ديوانه مساء أمس الخميس جلسة مصالحة بين أقطاب التيار الليبرالي بهدف ترطيب الأجواء وإعادة ترتيب البيت الليبرالي من الداخل وترميم العلاقة بين المنبر الديمقراطي والتحالف الوطني الديمقراطي.

وعلمت “هنا الكويت” من مصادرها الخاصة أن الاجتماع هدف بالدرجة الأولى إلى إعادة الحياة في التيار الليبرالي بعد تطورات الفترة الأخيرة وخسارة التيار لمقاعده بالبرلمان وانحسار شعبيته لمصلحة الإسلاميين وكتلة العمل الشعبي وهو ما يتطلب إعادة ترتيب البيت وتجاوز مرحلة الخلافات بين رموز التيار وإعادة التواصل مع المجتمع بهدف حشد الجهود والعودة بقوة إلى الساحة.

ونقلت مصادر عن أجواء الاجتماع وجود بارقة أمل وتفاؤل بعد دعوة الصقر للنائبين السابقين محمد العبدالجادر وصالح الملا بحضور رئيس تحرير الجريدة خالد هلال المطيري وأمين عام التحالف الوطني خالد الخالد، معتبرة ذلك أول خطوات الحل القائم على “المصارحة قبل المصالحة”.

وأضافت المصادر أن دعوة الصقر للعبدالجادر والملا تحية رد عليها النائبين السابقين بأفضل منها عندما حضرا وشاركا بالاجتماع، كونهما أكثر من تعرض لـ”تصفية” داخل التحالف الوطني، وصلت إلى حد انصراف بعض كوادر التحالف عن دعهما وتفضيل العمل بالانتخابات الأخيرة مع عناصر بعيدة عن التيار الليبرالي.

وبحسب المصادر، فإن الحضور اتفقوا على تشكيل لجنة تنسيق برئاسة عبدالله النيباري وعضوية عبد المحسن المدعج وموضي الحمود وعادل الفوزان ويوسف الشايجي وخالد الخالد، تكون مهمتها رسم خارطة طريق جديدة بعد اجتماعات مفصلة ستعقدها وتستأنس فيها برأي كوادر التيار والمقربين منه، وبالأخص الشباب بعد ملاحظة القياديات عزوف الشباب عن المشاركة في أنشطة التيار ومنها الجمعية العمومية الأخيرة للتحالف الوطني الديمقراطي التي عقدت الأسبوع الماضي، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عامين.

ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع عقد خصيصا لقيادات تجمعي المنبر الديمقراطي والتحالف الوطني الديمقراطي، ولم توجه دعوة للنائب علي الراشد أو أي من الشخصيات المقربة من التيار، حيث اقتصر الحضور على: محمد الصقر، عبدالله النيباري، عبدالمحسن المدعج، شيخة النصف، فيصل الشايع، موضي الحمود، مها البرجس، محمد عبدالجادر، صالح الملا، أحمد العبيد، محمد بوشهري، خالد هلال المطيري، خالد الخالد، حامد العيبان، يوسف الشايجي، حمد القصار، عادل الفوزان، سعود العنزي، عبدالكريم الشمالي، صلاح المضف، عبدالمحسن جمعة، نادية الشراح.

وبحسب المصادر التي تحدثت إليها “هنا الكويت” فإن الداعي محمد الصقر بدأ الاجتماع مرحبا بالحضور ومعترفا بسوء التنسيق خلال المرحلة السابقة ما أدى إلى سقوط مرشحي التيار، وأنه يعاني داخل المجلس الحالي من كونه وحيدا فلا يمكنه المبادرة أو التنسيق لأنه لا يملك العدد الكافي، ولا يمكنه العمل بهذه الأجواء في ظل وجود اختلاف بين الأغلبية والأقلية، وتوقع أن تكون الانتخابات البرلمانية أقرب مما نتصور.

وأضافت المصادر لـ”هنا الكويت” أن النائب السابق صالح الملا تحدث عن ضرورة حسم أسماء مرشحي التيار للانتخابات المقبلة من الآن، حتى يتمكنون من الآن التحرك والتنسيق بدلا من اللحظة الأخيرة، وبالتالي ضياع الجهود وعدم استثمار الوقت.

كما تضمنت أحاديث بعض المشاركين إشارات واضحة إلى رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، الذي اعتبروه أكثر من استفاد من التيار الليبرالي لكنه تنكر للتيار وقواعده، وحصل على دعم الليبراليين ثم نسق مع الأطراف الأخرى خلال الانتخابات الأخيرة وتحديدا قواعد الإخوان المسلمين والإسلاميين المستقلين، وأن هذا الموضوع لم يعد يقبل المجاملة بعد اليوم، فالتيار ضحى بأبنائه لمصلحة السعدون وسايره في حملاته ضد الحكومة ورئيسها السابق، فكانت النتيجة أن السعدون عاد رئيسا للمجلس وخسر التيار جميع مقاعده، فكان هو الرابح الأكبر ومع ذلك انقلب على التيار وأيد تعديل المادة الثانية من الدستور ووقف موقف مغاير لتعهداته السابقة التي قدمها للتيار خلال الانتخابات الأخيرة.

وتطرق بعض الحضور بحسب المصادر لما اعتبروه بداية انحسار التيار الليبرالي بعد تراجع دور الشباب وفقدان بعض المواقع مثل الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، وهو ما يتطلب ألا نعيد تكرار أخطاء الماضي، وتصفية النفوس بين القيادات.

واتفق الحضور بعد ذلك على تشكيل لجنة تنسيقية برئاسة النائب السابق عبدالله النيباري تعمل على رأب الصدع وترميم البيت من الداخل ورسم خارطة طريق جديدة تتضمن منهجية وآلية تمكن التيار من العودة بقوة للبرلمان واستعادة دوره الوطني بمواجهة زحف السلطة والتيار الإسلامي والشعبي على الحريات والمال العام.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.