استضافت رابطة الأدباء الكويتيين الإعلامية والأديبة أمل عبدالله في أمسية بعنوان «ذكريات أديب»، استعادت فيها مع جمهور الرابطة محطات من ذكريات رحلتها الحافلة مع الإذاعة والتلفزيون والكتب وبعض الدول التي قامت بزيارتها، الأمسية أدارها الكاتب والباحث طلال الرميضي.
استهلت أمل عبدالله حديثها بقولها ان ما ستبوح به اليوم هو انطباعات اختزنتها الذاكرة، وبدأت عبدالله حديث الذكريات من منطقة شرق، حيث نشأت وكونت صداقات مع بنات جيلها في المنطقة، واللواتي كانت تتبادل معهن الكتب، وتحدثت عن طفولتها، حيث تسبب اليتم المبكر وزواج الأم في تركها المدرسة، ولولا جدتها الرؤوم لعانت في حياتها هي وأختها الفنانة سعاد عبدالله.
ثقافة الخباز
وأشارت عبدالله إلى دور القراءة في حياتها، وكيف لعب خباز الحي دورا كبيرا في ثقافتها، حيث كانت تذهب لشراء الخبر فيلفه الخباز باوراق الصحف، وفي طريق العودة كانت تقرأ هذه الأوراق بنهم.
كما تناولت قصة إكمالها التعليم، حيث التحقت بمعهد الفتيات، ولكنها اكتشفت ان المعهد لا يعلم الفتيات سوى الطهي والتطريز، فقررت إكمال تعليمها عن طريق الدراسة المنزلية، وبعد حصولها على الشهادة الثانوية التحقت بمعهد الفنون المسرحية وحصلت على شهادة البكالوريوس.
وتذكرت أمل عبدالله عملها الاول في وزارة الصحة بوحدة مكافحة الدرن، الذي كانت تقوم به إلى جانب الدراسة المنزلية، وهناك التقت بالشاعر منصور الخرقاوي لأول مرة، حيث حدثت بينهما مشادة بسبب آرائها في شعره.
رحلة الإذاعة
وعن رحلتها مع الإذاعة، قالت أمل عبدالله ان هذه الرحلة بدأت في عام 1964 عندما طلبت الإذاعة الشعبية تعيين مذيعات، وتم قبولها فاستقالت من عملها بالصحة وتفرغت للإذاعة، وكانت أول صوت إذاعي نسائي ينطلق من الإذاعة الشعبية، وعندما سمعها الشيخ الراحل جابر العلي طلب من المسؤولين تعيينها بالتلفزيون، وكان البرنامج الاول لها فيه «اقوال الصحف».
محطات لافتة
وتوقفت أمل عبدالله عند أشهر السهرات، التي أجرتها مع كبار الأسماء في العالم العربي، مثل: أم كلثوم وابراهيم العريض ونجيب محفوظ وبنت الشاطئ والبردوني وخليفة الوقيان، وتذكرت أمل عبدالله بأسى كيف ان الأشرطة التي سجلت عليها أشهر المقابلات مع أشهر الأسماء في الكويت، مثل مقابلة الفنان الراحل عبدالله فضالة، تم مسحها وتسجيل أغنيات مطربة لبنانية عليها أثناء زيارتها للكويت.
وتحدثت أمل عبدالله عن تجربة الزواج المبكر الذي انتهي بالفشل، لكنه أثمر عن ثلاثة أولاد وبنت هم أثمن ما في حياتها على حد قولها، وتذكرت قصة كتابتها للأغنية وكتابة الشعر ودخولها عالم الإنتاج، الذي لم تنجح فيه، وتركته بعدما اكتشفت أنه يحتاج نوعية خاصة من الناس.
المسرح والسفر
وتناولت عبدالله تجربتها مع المسرح في بداية حياتها، لكنها كانت تسقط أثناء البروفات، واكتشفت أنها لا تصلح للمسرح فتفرغت للإذاعة. وعن أهمية دور السفر، قالت عبدالله انها زارت العديد من البلاد مثل: اليابان والهند والصين والمغرب وتونس وسوريا ومصر، التي عاشت فيها في حي السيدة زينب الشعبي لدى أسرة كانت تعرفها، بعد أن تقطعت بها السبل في أثناء وجودها بمصر أثناء اندلاع حرب 1967.
كتب متنوعة
وفي ردها على سؤال لأمين عام رابطة الأدباء الكويتيين صالح المسباح عن رحلتها مع تأليف الكتب، قالت أمل عبدالله ان لها العديد من الكتب، اهمها «حروف الأثير»، الذي وثقت فيه أهم اللقاءات الإذاعية التي قامت بها، كما الفت لمسرح الطفل وبعد الغزو أصدرت كتابا بعنوان «حوار من أجل الغد»، وكتاب «قلائد التاريخ» عن تاريخ الكويت، كما لها دراسة عن «الموال في الأدب العربي»، بالإضافة إلى أنها لها تحت الطبع حاليا عدة كتب، منها كتاب عن «تاريخ الإذاعة»، وكتاب آخر بعنوان «حكايات شاي الضحي»، ستحكي فيه اهم القصص والحكايات الشعبية التي كانت سائدة في طفولتها.
من جهتها، قالت الأديبة ليلي محمد صالح في مداخلة لها ان أمل عبدالله تمثل رحلة مليئة بالكفاح، وهي مذيعة استثنائية، وهي سيدة الحوار والمايكرفون. وتساءلت صالح في نهاية مداخلتها: لماذا لم تقدم أمل عبدالله نشرات الأخبار؟
قم بكتابة اول تعليق