في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وتحديداً في مدرسة معن بن زائدة المتوسطة، قضيت أجمل لحظات حياتي الدراسية مع زملاء وأصدقاء وأخوة أعزاء مازلت أتواصل مع الكثير منهم إلى اليوم. المهم في الأمر أننا لم نكن نعلم حينها من هو السنّي ومن الشيعي بيننا، ولم تمر على مسامعنا مصطلحات كالمجوس والصفويين ومشركي قريش والوثنيين وغير ذلك من النعيق، الذي تردده “شلة الأُنس” ومدّعو الفضيلة والإصلاح من أصحاب الفكر الإقصائي هذه الأيام!
المهم في الأمر أن المنطقة التعليمية في تلك الأيام اجتهدت لمعرفة الطلبة المميزين عن طريق استحداث الاختبارات المفاجئة. الطريف أننا لم نكن نستطيع مقاومة الضحك عندما يعلن المدرس في الفصل أن “الاختبار المفاجئ سيكون في اليوم الفلاني”!
وبعد مرور السنوات، أصبحت أتذكر هذه الجملة المضحكة كلما نظرت إلى أفعال كتلة الأغلبية، التي بات واضحاً عدم اعتيادها على ارتداء ثوب الأغلبية الفضفاض، لأنها تجد صعوبة في نزع ثياب الأقلية الضيقة التي تكشف مساوئ من يرتديها من سياسيين بسهولة. كما أنها تفتقد لعنصر “المفاجأة” الذي يعطي نكهة للعمل السياسي، الأمر الذي انكشف من خلال طرح أعضائها وتلويحاتهم العشوائية بالاستجوابات التي تُظهِر خطر تفكك هذه الكتلة عند أول مفترق طريق!
لأجل ذلك أصبحنا نسمع التصريحات المتكررة لبعض المخضرمين في الكتلة، الذين يسعون جاهدين إلى الحفاظ على لم شمل كتلة الأغلبية بكل ما يملكون من قوة لمواجهة الاستهتار والرعونة السياسية للبعض الآخر من منتسبي كتلة “الاستجواب المفاجئ يوم الثلاثاء”!
خربشة:
بما أنني كنت من المحاضرين في “ملتقى النهضة” الذي احتضنته “جمعية الخريجين” منذ أيام، أتساءل اليوم “هل من توبة جزاكم الله خيرا؟!”.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق