سمّوا أنفسهم الاغلبية، حتى بعد ان انتهى المجلس.. سيّروا تظاهرات، جزء منها غير كويتي وقالوا الشعب الكويتي خرج للشارع.. طالبوا وتحدوا وقالوا نتكلم باسم الشعب الكويتي.. استخدموا حرف النون كأداة تحول تصرفاتهم المرفوضة بشدة من جانبنا الى صيغة الجمع.. فقالوا نطالب ونريد ونتحدى.. وتمادوا الى ان صرخوا متجاوزين عرف الاحترام والتقدير للمقامات الرفيعة.. والتي لم تخرج عن اطار حقوقها الدستورية، قائلين بكل تحدٍّ واستفزاز، حين اعلنوها بأعلى الصوت!
لسنا في موقع تذكر الآلام واجترار الماضي القريب المزعج، ولكني أردت فقط ان أقف عند التطورات الاخيرة التي اثبتت وستثبت – إن شاء الله – اننا نحن الاغلبية، واننا ارتكبنا خطأ في حق وطننا الغالي، حين تركناه وحيدا يعبث به من حصر طموحاته بمصالحه الضيقة التي خنقتنا وسممت وطننا.
مع هذه الحماسة غير العادية بالمشاركة انتخابا وترشيحا.. بعد ان تحرك الاشخاص والافراد والديوانيات والتكتلات – كل حسب امكاناته وجهده – أثبتنا كلنا ان الاغلبية الصامتة أزالت الكمام عن فمها وبدأت تتحدى وتواجه، بكل احترام وأدب، تعبر عن انزعاجها مما يدور حولها، وترسم آمالها وطموحها.
وحين تحركت الاغلبية الصامتة استطاعت ان تغير، واستطاعت ان تقول كلمتها بصوت عال بدا يُربك الجانب الآخر.
كلنا لسنا ضد ان يعبر الطرف الآخر عن رأيه.. فمن حقه المشاركة او المقاطعة في الانتخابات المقبلة. فطوال سنوات السبعينات والثمانينات تعودنا ان تكون هناك معارضة، تعترض وتحتج، ولكنها أبدا لم تتجاوز خلق الاعتراض والاحتجاج! فكان كل طرف يسمع للآخر من دون ان يهيج شارعا ومن دون ان يرعب مجتمعا بأكمله، ومن دون ان تقام صلاة القنوت في المساجد وتتردد ادعية النجاة والسلامة على لسان كبار السن الذين يخافون ان يضيع وطنهم وتتشرد وطنيتهم.
تحية اجلال واكبار لهذه الاغلبية الرائعة التي بدأت تبحث عن اي طريقة تعبر بها عما تريد قوله وما تستطيع فعله. تحية لكل الكويتيين الرائعين الذي قالوا كلمتهم، واحتجوا وأعربوا عن استيائهم مما يجري، فوصل صوتهم عاليا مدويا، وبدأ التغيير، وبدأ التأثير.
سلمت يد كل من عمل، وحفظ الله صوت من قال وعبّر، وأدام الله الصحة والعافية على كل من اعلن ان السكوت انتهى، وان الوقت حان ليسمع الآخرون صوتنا.. المدوي.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق