تجمع الدواوين يدعو إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية

دعا تجمع بعض الدواوين المواطنين الى التوجه إلى صناديق الاقتراع لممارسة حقهم الانتخابي في اختيار ممثليهم الى قبة البرلمان واستغرب التجمع في بيان له السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا وما رافقها من تجرؤ على مسند الإمارة وتهديد خطير لوحدة الصف ورفع شعارات شعبوية للذهاب بالبلد الى فوضى شاملة وفي نص البيان:

شهدت الكويت في ماضيها القديم والقريب محنا وشدائد كثيرة ولكنها تمكنت من تجاوزها بعون من الله عز وجل اولا، وبأصالة أهلها ثانيا والتفافهم حول نظام حكمهم الذي اختاروه أبا عن جد، وما توارثوه من سمع وطاعة لشرعيتهم، استطاعوا خلالها تنظيم شؤون حياتهم بعقد دستوري تفردوا به عن غيرهم، يحدد شكل وطبيعة العلاقة بحكامهم وما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، فكان لهم من دستورهم منعة ضد كل طامع فيهم بغدر أو متربص بهم بشر، فازدادوا تعلقا بوطنهم وتحلقا حول نظامهم.

ولكننا نشعر ونحن نتقدم بالتهنئة من مقام حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الامين ومن الشعب الكويتي الكريم في الذكرى الخمسين لتأسيس الدستور، بغصة وألم لما تتعرض له الكويت اليوم من ظلم وجور منظم على يد بعض ابنائها، ومن سلوكيات دخيلة على المجتمع الكويتي، لا تقل خطورة في تبعاتها عما واجهته البلاد من محن وشدائد، وما رافق تلك السلوكيات من تجرؤ مرفوض على مسند الامارة، وتهديد خطير وغير مسبوق لوحدة الصف وسلامة الوطن واستقراره، الامر الذي كشف عن مواقف معكوسة ومعايير هوائية ومزدوجة في تفسير الدستور والدفاع عنه، وانها لا تعدو عن كونها شعارات «شعبوية» للذهاب بالبلاد الى فوضى شاملة قد تؤسس «للاهوت سياسي جديد» قوامه تقديس الافراد، ونطاقه التمدد بالغوغائية وتكريس ديكتاتورية حكم الشارع، لتحييد اركان الدولة ومؤسساتها التشريعية والقانونية عن اداء واجباتها، وفرض حكم الامر الواقع على غرار بلدان اخرى.

لم تكن ممارسة الديموقراطية، ولا مسيرة التطوير والتنمية في يوم صكا ملكيا لأحد بعينه، ولن تتوقف الحياة عند هذا أو ذاك، أو تنتهي بمقاطعة هذه الجهة أو تلك العملية الانتخابية، وما الزخم غير المسبوق للترشح للانتخابات الحالية الا اصدق رسالة وابلغ دليل، فالكويت تزخر بالكفاءات والطاقات الخيرة، والنفوس المخلصة القادرة على حمل لواء المسؤولية، والتعامل مع كل ما ينتظرها من ملفات وقضايا بالغة الاهمية والحساسية، والتي يُعَوّل عليها في ان ترسم الشكل العام لحاضر البلاد ومستقبلها.

من اجل هذا كله نتوجه الى عموم رجال الكويت وحرائرها، وشبابها وشاباتها، ونستنهض فيهم وطنيتهم وندعوهم الى التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع لممارسة حقهم الديموقراطي في اختيار ممثليهم الى قبة البرلمان، واضعين مصلحة الكويت فوق أي مصلحة أو اعتبار، وان يستحضروا عند حسم اختياراتهم مثلث المسؤولية الربانية التي استودعها الله في كل منا بقوله عز وجل: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}، فلنحسن اداء امانة اختياراتنا لكي تحسن اختياراتنا الينا ولوطننا ولابنائنا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.