
سبروا غور مجلس الامة المقبل الذي مازال طي الغيب وفي ظلال المجهول، ليكشفوه لنا شكلا ومضمونا، وتفضلوا علينا وأعطونا صورة بانورامية واضحة وبالالوان الطبيعية، وبصوت شديد الوضوح للمجلس النائم في رحم الغيب.
وعرفنا مع الاسف ان المجلس المذكور سيكون بصاما ممئمئا مطئطئا مرتشيا قبيضا تابعا جاهلا مطيعا تابعا بذلة وانكسار.
هكذا كشفوا عليه بجهاز «السونار» الذي يكشف ما في ارحام النساء، ويبدو ان جماعتنا اولئك اكتشفوا جهازا مماثلا ولكنه لا يكشف على بطون الحوامل بل يفضح ما في بطون الاوطان وهو جهاز متطور لم يجر استخدامه من قبل في اي من بلدان العالم ويستخدم هذه الايام في الكويت وللمرة الاولى على مستوى العالم.
وهو لاشك انجاز كويتي نباركه ونشكر مخترعيه وصنّاعه ونطالب باعطائهم جائزة نوبل للعلوم.
لماذا صار مجلسنا بتلك الشاكلة المعيبة؟
سؤال نوجهه لاصحاب «السونار» الوطني، فيجيبوننا بعدما حركوا الجهاز على شاشة الزمن الكويتي: لان المجلس المقبل سيتم انتخابه بناء على نظام الصوت الواحد لذلك هو مجلس «قبيضة» ومجلس انبطاحي مائي لا لون له ولا طعم ولا رائحة ولا فائحة!
يا للهول ويا للعار! كل ذلك الحيف سيحيف بنا وكل ذلك العار سيشوبنا من أخماص اقدامنا الى قمم رؤوسنا بسبب الصوت الواحد؟!
ويحك «قتلتني مرتين يا عاقد الحاجبين»!
قاتل الله هذا الصوت الواحد القاتل الذي يأتي الحذر من مأمنه فيقتله بصمت لا يخشى الحراس ولا العسس ولا جيوش الفرس ولا كتائب الروم ولا صواريخ «غزة»!
كم انت خبيث أيهذا الصوت الواحد «الله يخليك ويرحم والديك خف علينا شوية ترانا عيال حلال وما نستاهل»!
طيب يا «سونار» كيف استطعت ان تسبر غور المجهول وتخرج بهذه النتائج الكارثية كلها؟
يجيب «السونار»: هذا سر المهنة.
نحترم حفاظه على اسرار مهنته ويبدو، ولأنه «سونار» وطني شريف، نسي ان المجلس الاسبق رباعي الاصوات هو الذي جاء بـ «القبيضة»!
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق