
“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْالمائدة 2 “.
أعتقد أن المشاركة في الانتخابات البرلمانية حق دستوري يتمتع به المواطن الكويتي. فإذا كان الترشح لمجلس الأمة والتصويت في الانتخابات من الحقوق القانونية, فهي أيضاً واجبات وطنية تتعلق بشكل مباشر بممارسة المواطنة الصحيحة. وهذة الأخيرة (المواطنة الصالحة) تتمثل غالباً في سعي عضو المجتمع الوطني الى ممارسة مواطنة هادفة تكرس التنمية والتطور الحضاري في المجتمع. ومن هذا المنطلق, إذا كان التصويت حقاً قانونياً وواجباً وطنياً ومسؤولية إجتماعية واضحة, وإذا كان التصويت أصلاً إختيارياً, فكيف بالفرد أن يتنازل عن حقه القانوني في المساهمة في بناء كويت الحاضر وكويت المستقبل?
البعض يعترض على الصوت الواحد, ويطالب البعض بأربعة أصوات, والمسألة في سياقها المنطقي ربما لا تتعلق كثيراً بحق التصويت ولكن بآلية تصويت يمكن تعديلها أو القبول بها بعد إنتهاء الانتخابات, ووفقاً للاجراءات الدستورية المتبعة. فالخلاف إذا حول الصوت الواحد والأربعة الأصوات لا علاقة له بأحقية الفرد المواطن بممارسة حقه القانوني في التصويت, فكيف إذا يبرر البعض المقاطعة ما دام حق الفرد المواطن مصونا دستورياً أي يملك المواطن الحرية المطلقة في هذا السياق في التصويت بحرية!
إضافة إلى ذلك, إذا كان التصويت في الانتخابات البرلمانية ينبع أصلاً من مشروعية الحرية الشخصية للمواطن الكويتي, فكيف يبرر البعض تدخلهم ومحاولتهم السلبية في ثني بعض المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم. بمعنى آخر, محاولة تحريض المواطنين على مقاطعة الانتخابات ربما تكون بشكل أو بآخر تدخلاً سافراً في حرياتهم الشخصية المصونة دستورياً.
وشخصياً كمواطن كويتي أملك الحق والحرية في التصويت ولا أقبل أن يتدخل مواطن آخر في حريتي الشخصية, أو أن يرغمني بأي شكل من الأشكال على التنازل عن حقي الدستوري في تكريس ديمقراطية كويتية هادفة وبناءة.
ومن جهة أخرى, لا تزال بعض خطابات المقاطعة تبدو مبنية على العاطفة, وعلى بعض تفسيرات وتحليل ربما ينافي في جانب كبير منه الواقع وربما يتناقض مع الأصل القانوني للتصويت.
وبالطبع, أنوي المشاركة في الانتخابات لأنني أؤمن أنني كمواطن كويتي أتحمل مسؤولية وواجبا وطنيا في إستثمار وقتي وجهدي الشخصي في تطوير شؤون بلدي. ولذلك, فمشاركتي في الانتخابات هي فرصة جديدة لبناء الوطن وسأستخدمها كآلية فاعلة أتمكن من خلالها من خدمة وطني ومجتمعي. وإذا أختلف معي البعض في طريقة مساهمتي في خدمة وطني, فعليه طرح ما هو أكثر منطقية مما أطرحه حول حق التصويت أو لإقناعي بشيء لا يمكنني الاقتناع به!
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق