هل هي مصادفة أن استمع الى طروحات قمة في الأخلاق والهدوء والطرح العقلاني من كثير من الوجوه المرشحة الجديدة التي تحدّت لغة التخوين والترهيب والاستهزاء والاستخفاف، التي مارسها بعض قيادات الطرف المعارض للأسف؟
أتابع ما تعرضه القنوات الفضائية لكل المرشحين الجدد ليتحدثوا عن برامجهم وطروحاتهم ورؤيتهم لما يحصل في بلدنا اليوم.. وتابعت أيضا السموم التي بثها البعض عبر «اليوتيوب» لمقتطفات من بعض أقوال مرشحين استُخدمت للضحك فقط والاستخفاف بأصحابها وزعزعة الثقة بهم.. وللبرهنة على أن مرشحي المجلس المقبل الأكفاء، الذين يكره بعض المعارضين نجاحهم.. أشخاص ليسوا أهلا للمجلس.
ما استمعت إليه من نسبة كبيرة من شباب الكويت وشاباتها ومرشحي المجلس المقبل، يجعلني أزهو فخرا وفرحا بهم.. وهؤلاء يخافهم المعارضون للانتخابات، فلا يجسرون على الوقوف عندهم أو الاقتراب منهم، لأنهم سيفضحون فشلهم وتخاذلهم.. وما ارتكبوه من جرائم بحق هذا الوطن.
وحتى تتأكدوا أني لا أتكلم من فراغ، فقد شدني منطق ورزانة وبُعد النظر عند ضيفين جديدين من مرشحي المجلس المقبل على قناة الراي يوم السبت الماضي 17 نوفمبر الجاري.. الذين أعرف جيدا أن ما طرحوه لن يكون مشروع «يوتيوب» لمقتطفات من المرشحين لإثبات أنهم دون المستوى، ولا يستحقون الوصول الى المجلس.
ما استمعت اليه من هذين الضيفين، والعشرات غيرهما، جعلني أتساءل: كيف سمحنا لديناصورات المجلس أن تعمينا عن أبناء وطننا المخلصين من الشباب كل هذه السنين.. بعد أن شغلتنا هذه الديناصورات سنوات طويلة في اجترار القضايا ذاتها من دون حلول.. ووضعتنا في فرّامة نتوجع منها ونصرخ فيها، وهي تواصل فرمنا كل يوم بالقسوة ذاتها والأسلوب ذاته.
لم يصلنا من تلك الفئة -للأسف- سوى التأزيم، ولا شيء غير التأزيم، حتى مزّقوا مجتمعنا وأثاروا الرعب والخوف والقلق على حالنا وحاضرنا ومستقبلنا.
الناخبون هم الذين سيصنعون المجلس المقبل، ومن ثم فمسؤولية الصوت الذي ستعطونه لواحد فقط مسؤولية غير عادية.. فدقّقوا ومحصوا واسمعوا واقرأوا.. ثم قرروا لمن ستعطون صوتكم الغالي.
صوتكم هو الذي يخيف الفئة المعارضة.. لأن هذا الصوت هو الذي سينحيهم جانبا، ويفسح المجال لأصوات جديدة ومنطق جديد وأفكار جديدة وأعضاء جدد ظلمناهم عندما نصبنا أعيننا ووجهنا آذاننا إلى زاوية فقط، ولم نر غيرها.
لقد آن الأوان أن نلتفت يمينا وشمالا ونسمع كل تغريدات الشباب الكويتي المحب، الذي شعر بأن وقته قد أزف.. وأن دوره قد حان.. ليبني هذا الوطن ويعينه على تضميد جراحه التي أدمتها أظافر طالت أكثر من اللازم فخربشتها، وهي تضحك وتزهو فخرا بذلك.. وظللنا نحن دهرا أسود ساكتين صامتين.
الصوت الواحد هو الصوت المرعب.. لأنه سيحدد شكل المجلس المقبل.. جملة رائعة قالها هؤلاء الرائعون الذين لم تغب عنهم روح التفاؤل في المرحلة المقبلة.
تفاءلوا.. فالقادم جميل، جمال رغبة كل المرشحين من الجنسين في خدمة وطنهم.. لا تخذلوهم وأعينوهم على إيصال المناسب منهم.
صوتك يعبِّر عن وطنيتك.. استخدمه يوم الانتخاب.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق