باحث تركي: الكويت نموذجا للتقدم السياسي في المنطقة

قال باحث سياسي تركي ان دولة الكويت بمسيرتها الديمقراطية تعد نموذجا للتقدم السياسي في المنطقة العربية معتبرا أن العملية الانتخابية في الكويت أصبحت ثقافة متأصلة بعد عقود من العمل الديمقراطي.

 وأضاف الباحث في المركز التركي لدراسات الشرق الاوسط وافريقيا التابع لمنظمة الابحاث الاستراتيجية الدولية علي باكير في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) هنا أنه “بانطلاق المسيرة الديمقراطية الكويتية عام 1961 كانت الكويت احدى الدول القلائل في المنطقة العربية التي قررت أن تضع نفسها على السكة الصحيحة وقد انعكس ذلك بشكل ايجابي على كافة الصعد من رفع سقف الحريات الى النشاط الاقتصادي الى الحراك السياسي”.

 واوضح ان “الكويت شكلت على مدار تلك العقود نموذجا في مستوى التقدم في مجال الحركة الدستورية على مستوى المنطقة عموما والخليج خصوصا” لكنه رأى أن شيئا من الارتخاء حصل اخيرا بسبب عوامل داخلية ناجمة عن التغير السريع في البرلمانات وعدد الحكومات.

 واعتبر أن هذه العوامل قد لا تؤمن الاستقرار للبلاد وتعرقل مسيرة التقدم على كافة المستويات بيد أنه أكد على أن الكويت بما لها من تجربة دستورية وتراكمات سياسية ستتمكن من التغلب على هذه العوامل واستيعاب التحولات الحاصلة بما يعيد اليها قوة انطلاقتها الاولى.

 وقال أن “الخصوصية التي تتمتع بها الكويت على مستوى الدولة والمجتمع والحكمة التي لدى القيادة والشعب قادرة على توظيف التراكمات السياسية بشكل ايجابي في عملية اعادة الزخم الى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد وبشكل لا يمس بالثوابت المتعارف عليها”.

 وبرغم تأكيده أن لا دولة عربية بمنأى عن التحولات التي يمر بها العالم العربي فانه قال ان الأوضاع تختلف من دولة الى اخرى ومن منطقة الى اخرى وان منطقة الخليج العربي لها خصوصية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

 وأضاف ان بامكان الكويت أن تغتنم الفرصة الحالية لاعادة تهيئة الدولة والمجتمع بما يستوعب المتغيرات الاقليمية والتحولات الاجتماعية والسياسية المحيطة بها خصوصا وبمنطقة الخليج عموما.

 وبشأن الانتخابات البرلمانية التي ستجري في الكويت في الاول من ديسمبر المقبل أوضح الباحث باكير أن “الانتخاب ثقافة وان الديمقراطية أيضا مسيرة وليست محطة وعليه فان العملية الانتخابية التي تأتي في سياق الانطلاقة نحو مسيرة ديمقراطية في المنطقة ليست خالية من الشوائب او التجاوزات والانحرافات تماما”.

 وأكد أن مسار العملية الانتخابية يتحدد منذ اليوم الاول لانطلاقها بدءا من الحملات الانتخابية مرورا بالتصويت وعملية فرز الاصوات وانتهاء باعلان النتيجة النهائية مشيرا الى أن هذه العملية تحولت الى ثقافة متأصلة لدى المواطن الكويتي.

 وأعرب عن اعتقاده بأن “الارث الديمقراطي في الكويت منذ الستينيات وحتى اليوم اتاح تحقيق تراكمات في ثقافة الانتخابات فالكويتي لم يكن مغيبا عن ادارة الشأن العام بطريقة او بأخرى”.

 وقال ان “التحدي اليوم يكمن في الارتقاء بهذه العملية الى مستوى الشفافية التي تعكس هذا التراكم الذي حققته الكويت ويرضي طموح التطوير والاصلاح لدى مختلف الفئات”.

 وعن انطباعات الرأي العام التركي حيال النموذج الديمقراطي الكويتي أكد الباحث السياسي أن الشارع التركي ما يزال حديث عهد بالعالم العربي لذا ما تزال معلوماته شحيحة في هذا الاطار وتشكل اللغة عاملا طاردا للاهتمام بالشأن العربي.

 وأضاف ان الانفتاح التركي على المنطقة العربية برمتها هو انفتاح حديث يعود الى عام 2002 لكنه لاحظ أن الحكومة التركية عملت في السنوات القليلة الماضية على تذليل العقبات التي تحول دون تواصل قوي مع الدول العربية عموما والكويت خصوصا.

 وأشار الى الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى الكويت في عام 2011 على رأس وفد سياسي واقتصادي بالاضافة الى الزيارات المتكررة لمسؤولين اتراك اخرين كبار من بينهم الرئيس عبدالله غول الذي حضر احتفالات ذكرى الاستقلال والتحرير في الكويت في 25 فبراير من عام 2011.

 وقال ان الحرص الرسمي التركي على توطيد العلاقات مع الكويت جذب اهتمام شرائح سياسية واعلامية واكاديمية داخل المجتمع التركي لمعرفة المزيد عن الكويت مؤكدا أن ثمة ادراك داخل الشارع التركي بأن الكويت من أكثر الدول تقدما من ناحية الحركة الدستورية والمسيرة الديمقراطية في منطقة الخليج العربي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.