افتتح سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح أمس المؤتمر السنوي التاسع والعشرين للاتحاد الوطني لطلبة الكويت تحت رعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.
وقال الشيخ سالم في الخطاب الذي ألقاه بعنوان (كويت أجمل.. بأياد تعمل) “إن ما يميز مؤتمركم هذا العام هو انعقاده في العاصمة واشنطن بعد حملة انتخابية حامية شهدتها الولايات المتحدة وشاهدها العالم بأسره ولا شك أنكم استمتعتم بها وتعلمتم منها”.
وأضاف “كما أن ما يزيد من تميز هذا المؤتمر حلوله بعد 11 يوما من الذكرى الخمسين للتصديق على دستور 1962 وقبل ثمانية أيام فقط من انتخابات مجلس الأمة القادم في الكويت”.
وأشار الى ان مصادقة أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح على دستور دولة الكويت شقت الطريق الذي تسير عليه الديمقراطية في الكويت والذي استمر لنصف قرن وسيستمر.
وشدد على ان الكويت في امس الحاجة الى ابنائها الذين يستمر بهم العطاء مذكرا بأنها لم تبخل على أبنائها في حالتي الفقر والغنى وأعطت شعب الكويت الملاذ والأمل بالحياة الجديدة قبل النفط وأغدقت عليهم بخيرات الدنيا بعد النفط. واستدرك بالقول “أعطوها كما أعطتكم.. واحموها كما حمتكم.. واحرسوا وحدتها التي هي وحدتكم ولا تنسوا أبدا أن النعمة تستحق الشكر.. الشكر بالقول والعمل كما أنها تحتاج المحافظة عليها لتبقى”.
وحذر الشيخ سالم من أن الكويت تمر بمنعطف حرج ولكنه اكد انها ستخرج منه بإذن الله أكثر قوة وأكثر وحدة مضيفا ان الأوطان لا تعشق بالأقوال وحسب بل بالأفعال ولا تصان بالتنافر بل بالتضافر ولا تتطور بالجدل بل بالعمل.
وقال “إنني لا أدعي كمال الشعب الكويتي لكنني أؤكد وأجزم أن العالم لن يرى شعبا كشعب الكويت في تآخيه وتلاحمه في الضراء قبل السراء شعب يلتف حول حكامه برابط تاريخي ودستوري وثيق رسخته السنون وزادته الأزمات صلابة ومتانة”. وأضاف “ولعل ما شهدناه قبل عدة أسابيع بعد إعصار (ساندي) يعد دليلا يؤكد ما لا أحتاج إلى تأكيده من أنكم على قدر كبير من التلاحم والمسؤولية… فلقد تواصلتم وتعاونتم فيما بينكم لضمان سلامة زملائكم وزميلاتكم في المناطق المتأثرة ولا يفوتني هنا أن أشيد بأعضاء الهيئة الإدارية لاتحادكم على جهودهم الجبارة والمشكورة في التعاون مع السفارة والمكتب الثقافي لضمان سلامتكم أثناء ذلك الإعصار المدمر وغيره من الكوارث الطبيعية”.
وأعرب سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح في ختام خطابه عن الفخر بأبنائه الطلبة وبما يمثلونه لوطنهم وأهلهم أهل الكويت الذي يعقدون عليهم الآمال ليعودوا إلى أرض الوطن بأقوى سلاح لدى البشرية وهو العلم الذي به تبنى الأمم وتحفظ وتثرى به الكويت.
وقال محافظ بنك الكويت المركزي الدكتور محمد يوسف الهاشل في كلمة افتتاح المؤتمر وقال “أغلى ما نملك في بنك الكويت المركزي ليس الذهب ولا احتياطياتنا من العملات الأجنبية إنما أغلى وأثمن ما نملك هو العقول والطاقات الكويتية التي يحفها الإخلاص والحب الصافي للوطن”.
وشدد الهاشل على القول ان السعيد من عمل بجد واجتهاد لا من أجل تحقيق رغباته الذاتية فقط بل من أجل دينه ووطنه ومجتمعه.
وحث الطلبة على الاستفادة من فترة وجودهم في الولايات المتحدة الأمريكية واطلاعهم على آفاق ثقافية جديدة ومتنوعة وبما يسهم في صقل أفكارهم وخبراتهم العلمية والعملية مع الحفاظ والتمسك بهويتهم وموروثهم الثقافي.
وأكد أن مجالات العمل في الكويت تفتح أبوابها على مصراعيها أمام الكفاءات الوطنية من الشباب كونهم الأساس الحقيقي للبناء والتنمية والتطور.
وناشد الطلبة والطالبات الالتزام بالمنهج العلمي في التفكير المنطقي عند تناول أو معالجة أي قضية أو موقف من المواقف التي تتطلب اتخاذ قرار مشددا على اهمية الموضوعية والشمولية ووضوح الرؤى بتبعات ذلك القرار.
قم بكتابة اول تعليق