حسن كرم: جرائم الانتخابات

للانتخابات النيابية المقبلة والمقررة في الاول من الشهر المقبل خصوصية بما تتجلى من مظاهر غير مسبوقة على المشهد السياسي الكويتي بكل تفصيلاتها وآلياتها، فلأول مرة في التاريخ الانتخابي الكويتي تتولى لجنة قضائية عليا شؤون الانتخابات من الالف الى الياء أي من بداية فتح دفاتر الترشح الى اعلان النتائج النهائية، ولأول مرة يجري التصويت على اساس الصوت الواحد ولأول مرة (وهنا الأهم) انقسام الاطياف الاجتماعية ما بين مشارك في الانتخابات ترشحا وانتخابا ومقاطع ترشحا وانتخابا..!!
واذا كانت نسبة المشاركين تفوق عدديا على المقاطعين بيد انه يظل الصوت العالي والتحشيد وتهييج وتجييش الشارع واستغلال الثغرات هو الطابع الابرز للمقاطعين خصوصا ان هؤلاء (المقاطعين) قد جمعتهم المقاطعة وفرقتهم الاسباب، بينما انشغل المشاركون في معمعة الانتخابات متناسين ان المقاطعين عازمون على افشال الانتخابات ليثبتوا الى جماهيرهم، انهم كانوا على حق عندما قاطعوا الانتخابات لاسيما ان مقاطعتهم جلبت عليهم افدح الخسائر (طلعت رادي عليهم) اذا ما نجحت الانتخابات ونجح المجلس المقبل في مهمته، ومن ثم نجح في اكمال دورته الدستورية ونجحت السلطتان في مسيرة التعاون والانجاز بلا مشاكل وهو التحدي الاكبر لكل الفرقاء المقاطعين والمشاركين والحكومة، وعليه فكل طرف ينزع من جانبه لاثبات نجاعة موقفه، وفي كل الاحوال في تقديري بعض هؤلاء المقاطعين قد انتهوا سياسيا ولا امل للكثيرين منهم للعودة للحياة السياسية، والاجدر ان يُحملوا منذ الآن الى مكبة التاريخ، فالزمن لا يعود الى الوراء، والفوضى التي استمرأها هؤلاء لن تجدي نفعا ولا تقيم دولة، فالمواطن قد سئم المعارك الدينكيشوتية التي اجاد لعبها بامتياز بعض المقاطعين خلال السنوات الماضية، فكانت من نتائجها توقف الحياة في بلد عرف بالديناميكية والتجديد..
وعليه، فلن يتوانى المقاطعون – اغلب الظن – بما انهم قد خسروا كل شيء – حاضرا ومستقبلا – ان يسعوا الى هدم المعبد على الجميع، فلا يستبعد ان يلجؤوا مثلا الى تخريب العملية الانتخابية، مثل دفع الشباب للتحريض والتحرش والتظاهر من امام المراكز الانتخابية وغير ذلك من طرائق الشغب، والواقع ليس خوفنا على تخريب الانتخابات فهذا من شأن الجهات الامنية التي يفترض اثبات حضورها وجاهزيتها لكل الاحتمالات، الا ان خوفنا على شبابنا الغر والطري والمندفع من ان يستغلوا من قبل هؤلاء المقاطعين المفلسين ويقعوا تحت طائلة القانون والعقوبات الجزائية المنصوصة في قانون الانتخابات مثل الحبس والغرامة.
نقول ذلك لأن سوابق زج الشباب الذين لا مصلحة لهم في اتون الخلافات والازمات السياسية عديدة، وللأسف كان دائما الشباب هم الطاقة الكامنة التي استغلها السياسيون لتحقيق مآربهم ومصالحهم، لذا فنداؤنا للشباب اليقظة والحرص والحذر وعدم الوقوع اداة في يد هؤلاء المتربعين في ديوانياتهم الفخيمة يحتسون استكانات الشاي والزعتر والليمون، ويقهقهون ويطلقون النكت السخيفة والبايخة مع بطانتهم، ويربون الكروش المليئة من اموال السحت واستغلال النفوذ.
واذا كنا في هذا المقام ندعو الشباب الى الحذر واليقظة وعدم الانسياق خلف هؤلاء المقاطعين المفلسين، كذلك ندعو الاجهزة الامنية والاعلامية الى القيام بواجب الشرح والتوضيح وتبيان العقوبات المقررة في جرائم الانتخابات حتى لا يقع شبابنا تحت طائلة الجهل بالقانون.
لقد حدثت مواجهات صادمة مع قوات الامن في الشارع وفي اقتحام مجلس الامة وفي حرق وتخريب مقار انتخابية ومحطات تلفزيونية، وفي كل ذلك وضع الشباب في المواجهة فيما يبقى المحرضون في مأمون لم يطالهم القانون..!!
فيا حكومة أنتِ مسؤولة عن حماية شبابنا من الوقوع في شرك التحريض والجهل بالقانون، وأنتِ مسؤولة عن انقاذ هؤلاء الشباب من براثن وخدع المتمترسين في دواوينهم من سياسيي الفتنة وتهييج الغوغاء والفوضويين.

«نغزة» الزميل يوسف العنيزي

كتب الزميل الكاتب والسفير المتقاعد يوسف العنيزي مقالة في جريدة (الجريدة) حيث ذيلها بـ«نغزة» وجهها لمن كتب معارضا بناء جسر جابر ناعتا المعارضين بالحسد(!!) وباعتباري احد الكتاب الذين كتبوا وعارضوا الجسر، فإذا كان الزميل العنيزي يعنيني في نغزته، فأقول بأن الزميل قد اخطأ الهدف، والنغزة ردت الى حيث مصدرها، فلا انا يا عزيزي حسود ولا من شيمتي الحسد، ولا انا صاحب شركة مقاولات فخسرت المناقصة، لكنني بنيت معارضتي على خمسة اسباب؛ اولها: ان المسافة بين الصبية ومدينة الكويت سالكة، فلا تعرجات أو طرق جبلية، ثم انها قصيرة حوالي (1.20 ساعة). وثانيا: ان بناء الجسر قد يؤثر في البيئة البحرية ولا سيما الثروة السمكية التي في تناقص جراء الصيد الجائر وعدوان الجوار على مياهنا الاقليمية. وثالثها: قد يعرقل الجسر انسيابية مرور البواخر والسفن. ورابعا: ان تكلفة البناء بالمقارنة مع مشاريع مماثلة عالية والمردود اقل خاصة مع عدم فرض رسوم المرور على الجسر. وخامسا: حاجة الجسر للصيانة الدورية الدائمة ما يلزم رصد ميزانية اضافية على ميزانية الدولة. واخيرا لم تقدم الجهات المختصة شرحا وافيا ومقنعا عن بناء الجسر كذلك لن يخفف الجسر من الازمة المرورية، وللتذكير، فلقد كتبت سابقا معارضا بناء الجسر، كما وهناك آخرون متخصصون عارضوا، فأين دواعي الحسد يا مولاي، ان الحسد هو من لا يتمنى الخير لغيره، فهل ينعكس خير الجسر على شخص أم على البلاد والمجتمع حتى ننعت المعارضين بالحسد؟! وفي كل الاحوال، هذا رأي واجتهاد، فقد أكون مصيبا أو قد اكون مخطئا، هذا مع خالص المحبة والتقدير.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.