«سوف يكون من الصعب على الرأي العام تقبل فكرة محاكمة النواب والشباب في قضية دخول المجلس». هذه العبارة بعض ما كتبه المحامي والكاتب محمد عبدالقادر الجاسم على موقع «تويتر»، تعقيبا على طلب النيابة من مجلس الأمة رفع الحصانة عن النواب مقتحمي مجلس الأمة.
أصبت بالذهول وأنا أقرأ هذا الكلام لشخص يفترض أنه ضليع في الجوانب القانونية، مثل المحامي محمد عبدالقادر الجاسم. هل أصبح الرأي العام مقياساً للحكم على الأشخاص في أمور اقترفوها؟ وهل الرأي العام يمكن أن يعفي أي شخص من جريمة أو خطأ ارتكبه؟ أم أن القضاء هو من يقرر ذلك، وفقا لما هو معمول به من قوانين؟! وتاليا، لماذا يتخوف محمد عبدالقادر الجاسم، ومن يعتقدون معه بصوابية اقتحام المجلس، من ذهاب النواب «المقتحمين» للقضاء، ليرى فيهم رأيه، وليتبين ما إذا كان ما فعلوا عملا بطوليا، كما يزعمون، أم كان فعلا مجرما قانوناً؟
الأمر الغريب الآخر في قضية اقتحام المجلس، هو توجه النواب المقتحمين للتمترس خلف الحصانة البرلمانية، وما يملكونه من أغلبية لرفض طلب رفع الحصانة. ألم يقل مسلم البراك في تعليقه على مشاركته في اقتحام المجلس إنه «لهذا اليوم ولدتني أمي». إذا كان مسلم البراك وبقية النواب المقتحمين يعتبرون ما فعلوه عملا بطوليا، ويعتبرون أن ما فعلوه لا غبار عليه من الناحية القانونية، فلماذا يتخوفون من الذهاب إلى القضاء والدفاع عن أنفسهم أمامه؟ المعروف عن النائب مسلم البراك أنه إنسان جريء ويتحمل مسؤولية تصرفاته، فلماذا يلوذ خلف الحصانة البرلمانية؟ وهل من الرجولة الزج بالشباب الذين كانوا معه في عملية الاقتحام إلى أروقة المحاكم، فيما هو يحمي نفسه بالحصانة؟!
النائب فيصل المسلم، وفي تعليقه على وصول طلب رفع الحصانة عن النواب المقتحمين صرح «بأننا مصرون على طلب رفع الحصانة عنا، وكلنا ثقة بالقضاء». هذا الموقف يحسب للنائب فيصل المسلم، ولمن سيكون على مثل رأيه، بشرط أن يكون هذا الموقف حقيقيا، وليس تكتيكيا بالتذرع بعد ذلك بأنهم طلبوا رفع الحصانة عنهم، ولكن المجلس لم يوافق. إذا كان النواب المقتحمون جادين في رغبتهم برفع الحصانة عنهم، فإنهم قادرون على إقناع زملائهم في كتلة الأغلبية بموقفهم، وماعدا ذلك سيكون لعبة مفضوحة.
نتمنى أن يتحلى مسلم البراك ورفاقه في الاقتحام بالبطولة، بالموافقة على رفع الحصانة عنهم، وأن يذهبوا إلى القضاء، لنرى ما سيحكم في هذه القضية التي شغلت الرأي العام الكويتي، وماعدا ذلك فليس من حق مسلم البراك ومن معه أن يدعوا البطولة.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق