التعاون الذي كان قائما بين الحكومة برئاسة سمو الشيخ جابر المبارك واغلبية مجلس 2012 الذي تم حله بناء على حكم المحكمة الدستورية كان تعاونا بلا سقف والى ابعد الحدود، وهو ما دفع البعض الى القول بأنه لايزال قائما حتى هذه اللحظة، وان حبال الود موصولة، والتنسيق بين الطرفين يتم من خلف الكواليس بعيدا عن الانظار، على الرغم من شراسة هجوم نواب الاغلبية المبطلة على الحكومة التي تقابله بصمت مطبق، وكأنها من خلاله تعزز هذه الفرضية التي لا نؤيدها، ونرى انه على الحكومة ممثلة برئيسها ان تكون على مسافة واحدة من جميع الكتل والتيارات السياسية، وفي نفس الوقت عليها الا تلتزم الصمت حيال ما تتهم به وان تفند ذلك حتى لا تتهم بالضعف او الاصطفاف الى جانب طرف على حساب البقية.
٭٭٭
النائب السابق خالد السلطان يريد حكومة مشلولة الاطراف، تترك له ولزملائه حرية العمل ضد مرسوم الصوت الواحد لافشال الانتخابات دون ان تحرك ساكنا، لذلك استهجن على حد تعبيره استخدام «السلطة المنابر الى جانب تخصيص مليوني دينار لتشغيل الآلة الاعلامية بهدف تشجيع وحث الناخبين على المشاركة في الانتخابات» رافضا «الممارسات التي تقوم بها السلطة من تجنيد وتسخير كافة تلك الجهود بهدف التأثير على قناعات الناخبين»! نحن نتساءل هل تريد يا أبا الوليد ان تشارك الحكومة «السلطة» كتلة الاغلبية في المقاطعة أم تريدها دعوة الناس اليها؟ وهل تجهل يا أبا الوليد ان ابوالسلطات هو من اصدر مرسوم الضرورة ودعا الى الانتخابات؟ وانه يجب على الحكومة كونها احدى تلك السلطات ان تساهم في انجاحها بشتى السبل، ماذا تريد ان تفعل الحكومة لكم؟!
٭٭٭
السيد أحمد السعدون لديه عقدة اسمها «الاصلاح»! فأي شخص يزكيه أو يقول بانه «اصلاحي» لابد وان ينقلب عليه، وهذا ما حصل في السابق مع سمو الشيخ ناصر المحمد الذي وصفه بأنه رجل المرحلة والاصلاح ثم انقلب عليه ويحصل اليوم مع سمو الشيخ جابر المبارك الذي قال عنه ايضا انه رجل المرحلة ورجل الاصلاح، تذكرت ذلك حين عرض السيد السعدون في الاجتماع الاخير للاغلبية وثيقة ابناء الاسرة التي وقعوها بعد التحرير حول تمسكهم بالديموقراطية والدستور قائلا «الآن لا يلتزم الشيخ جابر بما وقع عليه بالامس»! ولا نعلم ماهية الالتزام الذي يعنيه السعدون، هل يعني الالتزام بالديموقراطية ان يسلم سمو الشيخ جابر المبارك وحكومته مقاليد البلاد ومصير العباد للسيد السعدون؟ أم يريد الاقرار بصحة كل ما يتبناه ويتم تنفيذه دون نقاش او اعتراض؟ وهل بهذا التسليم ان حدث يصبح سمو الشيخ جابر رجلا ديموقراطيا من وجهة نظر السعدون واغلبيته؟ أفيدونا أفادكم الله!
< نقطة شديدة الوضوح:
قال النائب الفاضل عبداللطيف العميري «مرسوم الصوت الواحد جريمة بحق البلد لانه سيأتي بنواب تم دفع اموال لهم»! ونحن نقول لعبداللطيف العميري اذا كنت تعلم بأن هناك اموالا دفعت لاي جهة كانت بغير حق فعليك ان تتوجه الى النيابة العامة لتقدم بلاغا بذلك، والا ستكون مشاركا في الجريمة! متمنين الا تتبع نهج من يدعي دائما بلا سند ولا دليل، والا تزاحم ركاب «اليوكن الاسود» الذي لا تزال الامة تنتظر الحصول على «رقمه»!
مفرج البرجس الدوسري
maldosery@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق