أكد حازم النوري ممثل تجمع بعض دواوين أهل الكويت أن الديمقراطية الكويتية هي الارتقاء بلغة الحوارِ واحترام الرأي الاخر وهي طريقة حياة وأسلوب تعامل وليس فقط انتخابات مبينا أن هذه الامور التي نشأت عليها الكويت الغالية بصورة عفوية وفطرية علي يدِ الآباء والأجداد.
وقال نوري في لقاء جمعه مع مجموعة (62) أمس الاثنين ان ما نمرُّ به هذه الأيام من مُحاولةٍ لتفريقِ الشعب الكويتي لهي أزمةٌ ومِحنةٌ تمَّ اختلاقها من قبلِ مجموعةِ أشخاصٍ ضيَّعوا صوتَ العقل.
وفيما يلي نص اللقاء
رسالة نابعة من قلبي إلى وطني
الديموقراطيةَ الكويتيةَ هي الارتقاءُ بلغةِ الحوارِ وإحترام الرأي الآخر وهي طريقة حياة وأسلوب تعامل وليس فقط إنتخابات وهي الأمورُ التي نشأت عليها الكويتُ الغالية بصورةٍ عفويةٍ وفطرية علي يدِ الآباء والاجداد مُنذ تأسيسِ الكويت وحتى يومنا هذا نعيشها ونُمارسها في حياتنا وإن إختلفت أشكالهُا ومُسمياتُها فكنّا مثالاً يُحتذى به بالحريةِ وإبداءِ الرأي، ولازلنا فنحنُ بنعمةٍ نُحسد عليها.
ولقد قُدّر لنا نحن الكويتيون أن نمرَّ بأزماتٍ ومحن، وما نمرُّ به هذه الأيام من مُحاولةٍ لتفريقِ الشعب الكويتي لهي أزمةٌ ومِحنةٌ تمَّ إختلاقُها من قبلِ مجموعةِ أشخاصٍ ضيَّعوا صوتَ العقل يزرعونَ فينا بإسم الديمقراطية بُذورَ الترهُّلِ والتخلُّف والفساد ونحن في بلدِ الرَّفاهِ والخير والأمان ديمقراطيَّتِهم عبارةٌ عن صِراخٍ وشعاراتٍ مستوردة يتكلَّمون ما يشاءون ويسبُّون من يشاءون وفي المقابل يُنادُون بحريةِ التعبيرِ وعدم تكميم الأفواه!! لم يُقدّموا شيءً للديره لسنواتٍ عديدة بل بسببهم أُغفلت جميع جوانب التنميةَ والإصلاح وأدخلونا وشبابَنا في صراعاتٍ وتكتلاتٍ وتفرقة، أبعدت الناسَ الشريفةَ عن العمل الجاد، يرفعون شعاراتِ محاربةِ الفساد وهم مُشاركون فيه يُسيؤون لِسُمعة الكويتِ وأهلها وحكامِها في الداخل والخارج هم لا يمثّلوننا وإنما يمثّلون علينا.
– وهذه المجموعة وللأسف أجبرتنا علي أن نُقسِّم ولاءنا للكويت إلى مجاميع وتكتلات وأصبح كلُّ منّا وكأنّه يمثل “كويت” غير “كويت الآخر”، منهجهم: رمي إخفاقاتهم على غيرهم والنتيجة: أشاعوا الفوضي وثقافة كسر القانون وتمّ إلهاؤنا وإشغالنا عن مشاكل الكويت الحقيقية والتي عجزوا هم عن حلّها وكنا قاب قوسين أو أدني من تدمير وطننا.
– أساؤا لمفهوم حرية الرأي والديمقراطية وظن البعض من الشباب وصغار السن بأن ما يجري في الساحة من لغو وصراخ وتحدي للقانون وكسر لهيبة الدوله هي حرية الرأي والديمقراطية.
– كما خلقت هذه المجموعة صورة غير حضارية لعضو مجلس الأمة وأصّلت وللأسف، (ومع وجود التخاذل من بعض الوزراء) مبدأ كسر هيبة الدولة والقانون حتي أصبح تطبيق القانون يحتاج إلى واسطة منهم.
– وكم من وزير إصلاحي وشريف فقدناه بسبب الإستخدام الخاطئ لأداة الإستجواب وما يتبعها من تجريح وإساءات شخصية.
– هم يُقلّلون ويُسفّهون ويُشكّكون بكلّ نجاحٍ حكومي والسبب أن أي نجاح للطرف الآخر يعني خسارة لهم!!
– شعارهم محاربةَ الفساد والتجاوزات وفي المقابل العديد منهم مُشاركٌ فيها، لأنها وغيرِها كلماتٌ مهمة في شعاراتهم وفي مجالسهم وعند مقابلاتهم.
وأسفي والله،، على بعض “وأقول بعض” الرموز في الكويت كنّا نعدّهم من الحكماء إنجرفوا وراء من أراد تفرقتنا وغيرّوا مبادئهم ولبسوا الأوشحةَ الدخيلةَ علينا بألوانها المختلفة وساهموا مع من أراد تفرقتنا حتى في البيت الواحد وخلقوا لنا أزمة أخري من لا أزمة!! فإثبات المواطنةِ وحب الكويت هو بالعمل على وحدتنا وليس بلبس الأوشحةِ وإستخدام شعارات وعناوين دخيلة، تفرقنا!!!
وفي المقابل وما أثلجَ صدورنا وأحسّنا بالأمن والأمان هو تدخّل سمو الأمير حفظه الله وبعض رجالات الكويت المخلصين الأوفياء من ذوي المكانة والرأي السديد، في حل الأزمه وتجنيب الكويت الوقوع في الهاويه.
– علما بأنه ولسنواتٍ عديدة ونفس الأشخاص يتكلّمون عن محاربة الفساد، والطائفية، والقبلية، والمستقبل المبهم للشباب ومشاكل الإسكان والصحة والتعليم وغيرها والأوضاع كما هي!! بل هي من سوء إلى أسوأ سنةٍ بعد أخرى!! ولم يَعلموا أنهم هم سبب الأزمة والمحنة التي نحن فيها!!
فلنحكّم عقولنا ولننظر إلى أين وصلنا بسببهم؟؟ ولنصلح مجلسنا بالتغيير، ليصلح حالنا وأحوالنا.
– لقد حوّلوا كل شيء جميل إلى شيء قبيح، وشكّكوا حتي بولائنا للأمير وأسرة الحكم، وفسّروا كل منحّةٍ للمواطنين على أنها شراءٌ للولاء الله أكبر وهل يحتاج الكويتي إلى ثمن حتي يحب أُسرة الحكم؟؟ ألم يعلموا بمنطق مشاركة الشعب بالثروة أنا لا ألومهم لأنها موجوده فقط في الكويت وهم لا يفهمونها.
– أخذوا قضايا الشباب المخلص وتبنّوها بطريقة طرحهم السيء حتي أساؤا للشباب وقضاياهم،، حتي ظن البعض أن رأي شباب الكويت وتفكيرهم محصور برأي وتفكير هذه المجموعة.
– وأنا أقول للشباب على وجه الخصوص: إعلموا يا أحبتي بأن الكويت أنجبت شباب يُضرب فيه المثل بوطنيته وحبه للكويت وأهلها وحكامها، فالشباب هم من أدار الكويت من الداخل وقت الغزو وهم من يدير العديد من شركات القطاع الخاص بنجاح وإنجاز وهم من يدير ثروة الكويت النفطية، وهم من يدير بعض الإدارات الحكومية الناجحة ومنهم خيرة الأطباء الذين يعالجوننا وغيرهم من الشباب الكويتي المخلص، فلن نَغفل ولن ننسي دورهم وإمكانياتهم الإيجابية.
– فليسَ المهمُّ إن إتفقنا أو إختلفنا على مرسوم عدد الأصوات،، ولكن المهمَّ (والذي أعتقد أن الكل متفق عليه) هو أن تغيير العقليات والوجوه في مجلس الأمة أصبح “ضرورةً قصوي”، ولمن يشكك في حق سمو الأمير في تقدير الضرورة فليتذكر حالنا وأحوالنا منذ إقرار الخمس دوائر وبأربعة أصوات!!! وعلى من يقول غير ذلك فنقول له: لا تطبق مبدأ “الطغيان بإسم حرية الرأي” فالفصل في مراسيم قوانين الضرورة لا يناقش في الشوارع، وإنما كما قال المختصين، يناقش عن طريق المحكمةَ الدستوريةَ ومجلسُ الأمة.
– لقد أصبح وللأسف كل واحد فينا فقيهٍ دستوري وفقيهٍ ديني، وأصبحنا نُسفِّه رأي من أمضي حياته ووقته وعمله في دراسة القانون والفقه.
فأرجوكم إتركوا الفتاوي لإصحابها!!
– لقد جرّبنا عدّةَ مجالس أمة بعقلياتٍ معيّنه وإن إختلفت الوجوه ولم نجني غير السوء في الفعل والقول فلنجرّب التغيير فهو أملنا في الإصلاح.
– وأنا أُجزم بأن إصلاح الوضع الذي نحن فيه ومحاربة الفساد يبدأ من مجلس الأمة!! فالفساد مشترك بين الحكومة والمجلس والشعب؟؟ فلا نضحك علي بعض،، فالكل له يد فيه،، وعلي الكل تحمل مسؤوليته.
– فأعضاءٌ حريصونَ على الكويت وأهلها، بلا شك ستولِّد حكومة حريصةً على الكويتِ وأهلها.
– ومجلس أمة لا يوجد به نوابُ خدمات!! سيولِّد حكومة تطبق القانون على الجميع ويسهل محاسبتها.
– ومجلس أمة به نوابٌ شباب أكاديميون وقانونيون ومن ذوي الخبرةَ والكفاءةَ والإختصاص، مؤمنين بالديمقراطيةَ لا بالصراع، وبالحوارِ لا بالصراخ بلا شك سيكون عوناً للحكومةِ في معالجةِ مشاكل الشباب والقصور في القوانين والإجراءات.
– فنحن نملك جميع مقوّمات النجاح والتنمية والتقدم، ولدينا مُخرجات شبابية رائعة من وزارة التربية والتعليم العالي لم يتم الأستفادةَ منها، بسبب التعامل معها كأرقام فقط، ودون النظر إلى إمكانياتهم الهائلة.
– وما نريده لتحقيق ذلك هو جيل جديد من نواب ووزراء شبابٌ متفائلٌ بمستقبل الكويت يحترم هيبة الدولةِ وقوانينِها يبتعد عن النظرة التشاؤمية، متسلّحٌ بالعلمِ ووسائل التكنولوجيا الحديثة وقادر علي التعاون والإنجاز.
وأنا شخصياً لست من المتحمسين لمتابعة نسب المشاركة لأن ذلك لن يؤثر على دستورية المجلس،، ولكنني متفائلٌ جدا بتشكيلةِ مجلس الأمة القادم حيث الأهم هو النوع وليس الكم.
فمجلس الامة ليس غاية وإنما وسيلة لتحقيق الإصلاح المنشود عن طريق الرقابة والتشريع.
– ويجب أن نكون صادقين مع أنفسنا بأن التغيير وإن بدأ فلن يكون سريعا،، فلنعطي الجميع الفرصة لإنجاح هذا التغيير، كما وإننا لن نصل إلى المجتمع المثالي، ولن نصل أيضا إلى ما وصلت إليه بعضُ الدولِ المجاورةِ لإعتباراتٍ عديدة، ولكنني على الأقل أرغبُ في رؤية وطني يتقدم إلى الأفضل ويحافظ على الأقل على القلّةِ القليلةِ من عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا.
– والأهم أرغبُ في أن يتم إعادة الإعتبار لمجلسِ الأمةِ على أنه عاملٌ مساعدٌ، والذراعُ اليمنى للسلطةِ التنفيذيةِ وليس فقط معارضٌ ومعرقلٌ لها.
ورسالةٌ أخيرةٌ أوجّهُها إلى من يفكِّر في أن يقاطع الإنتخابات وخصوصا “الشباب” فأقول:
يا شبابَ الكويت،، أنتم مستقبلُ الكويت وهدفُ التنمية، وأنتم بنفس الوقت الوسيلةَ لهذه التنمية!!
وأنا لا ألومكم على موقِفِكم بسبب الوعود الكثيرة التي وُعدتم بها ولم تُنفذ، وأيضا لا ألومَكم على خوفكم من المستقبل،، ولكن أقول لكم وبقلبٍ مخلصٍ بحُب الكويت الغالية،، وعاشقٌ ومحبٌ لأولاده الإثنين والذين هم شباب أيضا ويهمّني مُستقبَلَهم:
– إنْ كُنتم تُؤمنون حقاً بالدُستور فأنتم تمنعون أنفسكم من ممارسةِ حقٍ يحلم به الكثير وكَفَلَه لكم الدُستور.
– وهل سأل أحدكم نَفسَه: ماذا بعد المقاطعة؟؟ وما الفائدةَ منها مُستقبلا؟؟ فإذا كان القصد توصيلَ رسالةٍ إلى أصحاب القرار فهي بالفعل قد وصلت وبوضوح؟؟
ثمَّ والله لقد حاولتُ أن أُقنع نفسي بوجهةِ نظرِ من يدعوا إلي المقاطعة،، وخصوصا الشباب ولم أسمع منهم سوي كلام مكرر ومحفوظ وعندما أسمع كلام من يحمل زعامة المقاطعة فلا أسمع سوي كلام معاد ومعاد ومعاد وهدفٍ واحدٍ فقط وهو إضعافُ عددُ الناخبين،، ومحاولةٍ لتشويه الإنتخابات!!! ولم أري أي رُؤي أو برامجَ واضحةً لما بعد المقاطعة سوي التهديد والوعيد، والدعوةَ إلى التحدي والفوضي وكسر القانون، لأنهم يعلمون جيدا أن المقاطَعَة لن تؤثِّر على دُستوريةِ مجلس الأمةِ القادم أيا كانت نسبة التصويت
– وأقول لكم بأنني سأشارك لأساهم في بِناء “كويتُ المستقبل” عن طريق إختيارِ الأفضل لمجلس الأمة حتي يُعيننا على تحقيقِ طُموحاتِنا وطموحاتِ أولادي وأنا أُجزمُ لكم بوجود العديد من الوجوهِ الجديدةِ المستقلة الكفؤ المخلصة والقادرةَ على خدمةِ الكويت،،
– وسأشاركُ لأنني مؤمنٌ بأن تقييم القياداتِ يأتي بإدارة الأزمات ومعالجة أزمة الغزوِ لهو دلالةٌ أكيدةٌ علي أنَّ الكويتَ كانت ولا زالت بأيدي أمينة،، فكرامة الكويتي حفظت عندما مسحت الكويت من الخريطة بفضل الله وبفضل قيادات من أسرة حكم نكن لها كل تقدير وإحترام وولاء
– وسمو الأمير حفظه الله قد أمر بالإصلاح فلنُعينه،وخِطاباتهِ الأخيرة غير،ولم تكن إنشائية، بل شخَّصت المرضَ والعلاج، ولمسنا فيها الألمَ من الأوضاع والصَّدقَ والحرص علي الإصلاح والتنمية وتجاوز أخطاء الماضي.
– أليس هذا ما كنّا نَطلُبهُ ونتمنَّاه؟؟
– إذن لماذا عندما بدأ تحقيق ما طلبناه،، نبتعد ونُقاطع ولا نُعين سموِّه على التغيير للأفضل بإختيار الأصلح لمجلس الأمة؟؟ أليس هذا دليلٌ علي عدم مِصداقية الطرفِ الآخر في الإصلاح،والهروب من تحمِّل المسؤولية؟
– فالمسؤوليةَ هُنا مشتركةً بين الجميع (شعب ومجلس أمة وحكومة) والتاريخُ أثبت لنا أننا نستطيعُ أن نَحُلَّ مشاكِلنا إذا أردنا، بإتِّحادنا وليس بفِرْقَتنا، ونستطيعُ بأيدينا إختيار ذوي الكفاءةَ من نوابٍ يساعدون في تحقيق طُموحاتِنا وآمالَنا وفي المقابل تقع المسؤوليةَ على وُلاةَ أُمورنا في إختيار وزراء وقياديين قادرين على تحقيق هذه الطموحاتِ والآمال.
“فالكويتُ أمانة ،، فلا يجب أن نتخلَّي عنها،، ومن يقاطع فأنا أقول له أنك لن تشارك في بناء الوطن”
“فاللهم يسّر لنا كلّ عسير في إصلاح أحوالِنا، فإنَّ تيسيرَ العسيرَ عليك يسير”
المواطن: حازم حامد عبدالله النوري
لقاء مع مجموعة (62) يوم الإثنين 26 نوفمبر 2012
بارك الله فيك يابوبدر وكثر الله من امثالك