خروجاً عن الأحداث المحلية سياسيا، فإن السياسة ليست – فقط – التعليق على الأحداث، إنما كل عمل فيه تقدير لمنافع الناس ومصالح العباد هو عمل سياسي.
جنوب السرة، وهي مشروع محافظة كاملة، تقع في قلب المعمور الحضري، وتتكون من مناطق: السلام وحطين والزهراء والشهداء والصديق، وفيها مواقع حكومية، اختيرت في أوائل التسعينات لإبعاد الضغط الحاصل على المواقع الحكومية في قلب العاصمة، وأهم هذه المواقع:
– وزارة الأشغال العامة.
– وزارة الكهرباء والماء.
– هيئة الصناعة.
– الهيئة العامة للإسكان.
– بيت الزكاة.
– الهيئة العامة للمعلومات المدنية.
– مبنى أمن الدولة – الداخلية.
– الهيئة الخيرية الإسلامية.
وهذه المواقع على سبيل الأمثلة، لا الحصر، واليوم نرى وزارة الأشغال في دعايتها لكويت المستقبل تسوق مشروعين جديدين، هما:
– مبنى وزارة التربية.
– مستشفى الشيخ جابر الأحمد.
وهنالك موقع يبنى للتأمينات الاجتماعية، وتعج هذه المنطقة السكنية بالمدارس والأسواق المركزية، وكلما اكتملت خدمة نصبح أمام 125 ألف نسمة، حيث تحتوي المنطقة على 27 الف وحدة سكنية، وتدخل كل يوم مائة ألف سيارة صباحا ومساء، وحتى الآن لا يوجد أي مخطط لتلافي الاختناق المتوقع للمنطقة والضغط على الخدمات الحكومية، لقد شهدت نقاشا حول جنوب السرة في مجلس 2008 إيمانا منا بالحرص على خدمات مناطق الكويت في لجنة المرافق العامة، التي تشرفت بعضويتي فيها، ومنذ ذلك الحين لم أر أي مستجد لهذه المنطقة، التي تقع في قلب الكويت، وبالقرب من المطار، وهي الطريق الى قصر المؤتمرات في بيان، ووزارة الأشغال بكل مسؤوليها يمرون يوميا على هذه المنطقة، التي تختنق يوما بعد يوم، انه جرس إنذار قرعناه منذ 2008 للاهتمام مبكرا بحل مشاكل الخدمات والاختناق، وان مشاريع مستقبل الكويت يجب ان تواكبها دراسات تتجنب اختناق المناطق والخدمات وتؤدي إلى اختناق المواطن البسيط وحنقه على الدولة.
د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق