رأى خبير التنمية البشرية عبدالله مبارك الحجرف ان هناك ثلاثة أمور مهمة ينبغي توافرها لدى المرشح تعد من أكثر الوسائل والطرق نجاحا لناحية اجتذاب أصوات الناخبين قبل استخدام أي وسيلة اعلامية أو اعلانية مساندة وهي الشخصية المتزنة والسلوك القويم والاسلوب المؤثر الفعال.
وقال الحجرف لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الشخصية المتزنة للمرشح تأتي كنتاج للفطرة الانسانية في التكوين بالدرجة الاولى وكذلك البيئة المحيطة من منزل ومدرسة ومجتمع جعلت في مجملها لتلك الشخصية المقدرة على التفاعل المتوازن من خلال مواجهة الصعاب والمواقف الدقيقة وحتى المحرجة والمنافسة ما يجعل تلك الشخصية قادرة على الاتزان في التفاعل وفي التصرفات حيال أي موقف.
وأضاف ان من مواصفات الشخصية المتزنة الجاذبة للمرشح هي الشخصية المنتجة التي تستخدم كل عوامل الخير في ذاتيتها في سبيل الوصول الى أهدافها وذلك حسب المطالب والغايات سواء كان في ميدان مادي اجتماعي أو سياسي.
وأوضح ان هناك صفة جذابة للشخصية المتزنة للمرشح ألا وهي المرونة اذ تساهم في التعامل مع مختلف أنماط الناخبين بطريقة مهارية والتكيف والتأقلم معهم فضلا عن القدرة على التخطيط الواقعي للانتخابات “وهي تعد صفة أساسية ومن أهم المفاتيح للنجاح والتفاعل الاجتماعي الفعال مع الناخبين وقضاياهم”.
وذكر ان المرشح لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن ناخبيه فهو دائما في تواصل مستمر ويتلمس مشكلاتهم واحتياجاتهم ويسعى الى تلبيتها من خلال علاقاته مع المسؤولين.
أما بالنسبة للصفة الثانية التي تساعد المرشح على النجاح وهي (السلوك القويم) بين الحجرف انه على المرشح عند وعيه ونصحه وارشاده لناخبيه أن يكون أول من يطبق ذلك على نفسه ويجب أن تكون تصرفاته قويمة وألا يمارس أي سلوك غير سوي من خلال تواصله مع ناخبيه.
وعن الوسيلة الأخيرة الجاذبة للناخبين (أسلوب المرشح الفعال المؤثر) أشار الى انها ترتبط بمدى المخزون الثقافي والمعرفي لدى المرشح خلال تواصله مع ناخبيه اذ تبين قدرته على تحويل القول الى عمل واستلهام القلوب وأسره للعقول من خلال تبيان مشكلاتهم ووضعه الحلول المناسبة عند وصوله الى المقعد الاخضر وقدرته المميزة على التأثير والاقناع.
وقال الحجرف ان مجمل ما سبق ذكره يعتبر من الوسائل المهمة لأهم عنصر في الحملة الانتخابية ألا وهو (المرشح) أما الوسائل الأخرى فتتمثل بقوة اللجان في الحملة الانتخابية للمرشح وكذلك طبيعة الاستراتيجة الاعلامية والوفرة المالية المتاحة أمام تلك الحملة وعندما يسير كل ذلك وفق خطة انتخابية تدار بعقلية سليمة كانت وسيلة ناجحة لاجتذاب أصوات الناخبين.
وعما اذا كان ممكنت أن يكتسب المرشح مهارات الاجتذاب من خلال التعلم أوضح أن الانسان لا يولد ممتلكا ناصية العلم بل قدم الى الحياة صفحة بيضاء لا تحوي أي شي بل يبدأ بالتعلم من خلال تواصله بالاخرين عبر مراحل حياته التي مر بها وكما قيل (انما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم).
واضاف الحجرف ان الذي لديه الرغبة في إثبات الوجود وتحقيق الأهداف يمكن ذلك بإكتسابه العلم من خلال وسائله المتعددة وهنا يبدأ المرشح البحث عن طرق وكيفية القدرة على التأثير على الآخرين بمعنى ان المهارة لاجتذاب الناخبين لا تولد وانما تكتسب.
وأشار الى مهارة (القدرة على أداء عمل معين وفق ضوابط محددة) مستعرضا ضمن هذه الضوابط انتقاء المفردات واستخدام الصوت ولغة الجسم ومعرفة ثقافة الناخبين والقدرة على مخاطبة عقول الناخبين المختلفة والنزول الى تلك العقليات بطريقة مهارية.
وذكر ان المرشح الذي يرغب بالوصول الى قبة البرلمان عليه ألا يكابر بتاريخه السياسي أو بماله أو مكانته الإجتماعية أو الوظيفية على تجاهل مهارة الخطابة.
ورأى من أهم المواصفات الواجب ان يتحلى المرشح بها هي (سلامة النطق) التي تعين المرشح في ايصال أفكاره وأهدافه بطريقة واضحة وبافتقادها يفقد القدرة على التأثير بجمهوره وتسهم في تشتت انتباههم ما يجعل الجمهور يصل الى درجة “التعاطف”.
ونبه الى أهمية الثقة بالنفس باعتبارها من أهم صفات المرشح الناجح فالثقة بالنفس تعين المرشح على الابتعاد عن الارتباك خلال تواصله مع ناخبينه وتجعله يرتب أفكاره بطريقة متسلسلة ويستمتع بحديثه قبل جمهوره على أساس ان القاعدة تقول (الواثق من نفسه الأكثر وصولا الى قلوب وعقول الاخرين) فعلى أي مرشح يفتقد الى هذا الصفة أن يحاول الاستعانة بالمختصين للتشخيص واكتساب هذه الصفة.
ولفت الى اهم صفات المرشح الناجح وهي سعة الثقافة والاطلاع وهذه الصفة تقدم بطاقة إحترام متبادل بين المرشح والناخب عند التماس الجمهور بكم المعلومات والثقافة التي يمتلكها مرشحهم وطريقته في أخذهم من محطة الى أخرى بهذا الكم من المعلومات دون أن يشعروا بعامل الوقت.
واستطرد قائلا ان الثقافة مطلوبة ووسائل اكتسابها متعددة اضافة الى الالمام بنفسية الجمهور من خلال التواصل معهم “فالمرشح المتميز هو الذي يعي جديا نفسية مرشحيه من خلال ايماءاتهم عندما يتواصل معهم ويسعى جاهدا لئلا يتسرب الملل اليهم بل يحاول اثارتهم وجذب انتباههم من خلال إكتساب مهارات التواصل معهم”.
وعن وسائل الاتصال الجماهيري كالتلفزيون مثلا وكفايته في وصول المرشح الى قلوب ناخبيه أفاد الحجرف بأن وسائل التواصل المرئي من الوسائل المهمة في الحملة الانتخابية للمرشحين لكنها تجعل المرشح في القالب الرسمي في التواصل.
واعتبر من أهم الوسائل التي تعين المرشح للوصول الى قلوب ناخبينه هو الاحتكاك المباشر معهم من خلال زيارة تجمعات جماهيرية بأي شكل كانت به هذه التجمعات “ما يكسر من حدة الرسميات ويكون فيه المرشح على طبيعته حتى بإستخدام الفكاهة والمرح معهم” مبينا ان التواصل المباشر هو بطاقة تعريفية للمرشح عن قرب للناخبين ويعطي شعورا جميلا للجمهور عندما يحتك بمرشحه مباشرة ويعطي احساسا بالاهتمام بهم من خلال هذا التواصل.
ونصح الحجرف المرشحين للانتخابات بالاعداد الجيد في أي لقاء مع ناخبيه سواء تلفزيونيا أو عبر ندوات جماهيرية “حيث يساعد الاعداد على زرع الثقة لدى المرشح وبذلك يسهل عليه السيطرة على أي موقف خلال تواصله مع ناخبيه ومن ثم تصل رسالته واضحة ومؤثرة اضافة الى تجنب الأحاديث الطويلة عند تواصله مع جمهوره لأن ذلك سوف يسبب الملل وعدم التركيز”.
وحث المرشحين على الابتعاد عن الكلمات غير الواضحة والمفردات الجارحة فالكلمات تعتبر أشبه بالقالب الذي تصب فيه الأفكار وعلى من يريد أن يكون محل احترام واهتمام من قبل ناخبيه ان ينتقي كلماته بتأن وأن يعي بأن لكل مقام مقال.
قم بكتابة اول تعليق