ثمن المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة منصور عياد العتيبي حرص السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون على الدفع بتنفيذ العراق التزاماته المتبقية وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والإسراع بغلق كافة الملفات العالقة حتى يتسنى للبلدين الانطلاق بالعلاقات الثنائية الى آفاق أوسع.
جاء ذلك في تصريح أدلى به العتيبي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) هنا الليلة الماضية بمناسبة الزيارة المقررة لبان للكويت يومي 5 و6 ديسمبر.
واعتبر توقيت الزيارة مهما لأنها “ستستفيد من الزخم الحالي في العلاقة بين البلدين وستدفع باتجاه انهاء بقية الالتزامات التي يتعين على العراق تنفيذها وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمها صيانة العلامات الحدودية بين البلدين وإزالة التجاوزات وما نص عليه قرار المجلس 899 من تعويض المزارعين العراقيين” إضافة الى موضوع المفقودين الكويتيين واسترداد الممتلكات الكويتية.
وأشار الى أن العراق اتخذ أخيرا خطوات “مشجعة جدا” واعتبر أن الأمور “تسير في الاتجاه الصحيح” وأن الأسابيع القليلة القادمة ستشهد غلق العديد من الملفات المهمة وأن ذلك سوف ييسر حسم مسائل عدة ما سيفتح المجال امام تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والدفع بها الى ما فيه خير البلدين ومصلحتهما.
وشدد على أن دولة الكويت تحدوها “رغبة صادقة” في فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع العراق وإبرام العديد من الاتفاقيات معه في مختلف المجالات العلمية والثقافية وغيرها من المجالات التي يخدم التعاون فيها مصلحة البلدين قائلا إن “الوقت حان لاتخاذ الخطوات التي تساعد على الانطلاق في العلاقة بين البلدين الى أفق أوسع”.
وأضاف العتيبي “من جهة أخرى أن زيارة السكرتير العام مناسبة مهمة لبحث ومناقشة عدد من المسائل والقضايا الدولية الأخرى ومنها العلاقة “الجيدة والمتينة” التي تربط الأمم المتحدة بدولة الكويت.
وشدد على ان الكويت “دأبت على تأكيد التزامها بدعم جهود السكرتير العام لاسيما في الأولويات المحددة التي حرص على تحقيقها خلال ولايته الثانية التي بدأت في يناير الماضي وأبرزها تعزيز دور الأمم المتحدة في مجال الدبلوماسية الوقائية وحل النزاعات بالطرق السلمية والتصدي لظاهرة تغير المناخ إضافة الى تحقيق تقدم في مجال التنمية المستدامة”.
واعتبر أن هذه الزيارة فرصة لاستكمال بحث القضايا التي نوقشت خلال اجتماع سمو رئيس مجلس الوزراء مع بان في سبتمبر الماضي على هامش مناقشات اجتماعات الجمعية العامة في دورتها السابعة والستين ومنها تطور الأحداث في سوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط والمنطقة ككل.
وقال السفير العتيبي إن زيارة السكرتير العام لدولة الكويت تعبير عن التقدير لها وتأكيد للدور البارز الذي تقوم به في دعم جهود الأمم المتحدة ومساعيها لتحقيق السلم والأمن الإقليمي والدولي وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الأعضاء.
ووصف دور الكويت بأنه فاعل ومميز في دعم جهود الأمم المتحدة في المجالين الإنساني والتنموي من خلال دعمها للكثير من الوكالات والبرامج والصناديق الدولية واستضافتها لعدد من المكاتب الدولية والإقليمية وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأضاف أن هذه العلاقة الجيدة بين الكويت والأمم المتحدة تجسدت أخيرا في تعيين عبدالله المعتوق مبعوثا شخصيا للسكرتير العام للشؤون الإنسانية في الكويت وقال ان ذلك يعد “اعترافا وتقديرا من الأمم المتحدة بالدور الذي تقوم به الكويت في مجال العمل الإنساني وتعبير عن الثقة في أن ما تقوم به الكويت من أنشطة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية متوافق ومتسق مع المعايير والقوانين الدولية”.
وذكر في هذا الصدد أن الكويت اتخذت أخيرا قرارا بالتبرع بمبلغ عشرين مليون دولار لمساعدة النازحين السوريين في الداخل والخارج عن طريق الهلال الأحمر الكويتي والهيئة الخيرية العالمية الإسلامية وكذلك بمبلغ عشرة ملايين دولار الى عدد من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة العاملة في الميدان.
وأعرب بالمناسبة عن قلق الكويت إزاء المعاناة الإنسانية الناجمة عن هذا النزاع لاسيما عقب نزوح عدد كبير من السكان ومساندتها لجهود الأمم المتحدة وجهود الممثل المشترك الأخضر الإبراهيمي.
وأمل في التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية مشددا على أنه رغم خيبة الأمل وعجز المجتمع الدولي عن التوصل الى حل للأزمة في سوريا فإن “الجهود يجب أن تستمر”.
وزار بان الكويت في شهر مارس الماضي وقبلها في يناير 2009 حيث شارك في أعمال القمة العربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وافتتح مقر بيت الأمم المتحدة.
قم بكتابة اول تعليق