في لقائه مع قناة “روسيا اليوم” حدثنا وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح عن التطورات السياسية الأخيرة التي تشهدها دولة الكويت، وما يمكن أن تنتظره خلال المرحلة القادمة.
– مرحباً بكم معالي الوزير على شاشة قناة “روسيا اليوم”
– أهلاً بك وشكراً لمنحي هذه الفرصة
– معالي الوزير، امير الكويت قبل استقالة الحكومة وكلفها بتسيير الأعمال. ماذا ينتظر الكويت في الأيام المقبلة؟
– عزيزي الكويت مقبلة على إجراءات دستورية حتمية فبعد النتائج الرسمية للانتخابات، يرفع مرسوم بدعوة مجلس الأمة المنتخب حديثاً للانعقاد ثم تستقيل الحكومة، يجري حضرة صاحب السمو المشاورات التقليدية لتسمية رئيس الوزراء، ثم يصدر أمر أميري بتسمية رئيس الوزراء، يمنح رئيس الوزراء فترة وجيزة جداً لتشكيل الحكومة يعرضها على حضرة صاحب السمو، يصادق عليها صاحب السمو، تجتمع الحكومة تؤدي القسم أمام حضرة صاحب السمو من ثم تتعامل مع المجلس الجديد. هذا ما تنتظره الكويت خلال الأيام القليلة المقبلة إن شاء الله.
– هل الحكومة الكويتية راضية عن الانتخابات ونسبة المشاركة فيها، خصوصاً أنه للمرة الأولى في تاريخ الكويت تقل نسبة المشاركة في الانتخابات عن أربعين بالمائة؟
– لا يخفى عليك، وقد لايخفى كذلك على المشاهدين أن الانتخابات الحالية واجهت مطالبات بالمقاطعة من أعضاء سابقين ورموز سياسيين، ولا شك بأن أي عملية مقاطعة في أي مجال تؤثر سلباً على النتيجة، نسبة المشاركة في هذه الانتخابات حسب تقدير لجنة المراقبة الدولية أو حسب اللجنة القضائية المشرفة قرئ بأربعين بالمائة، فالبعض قرأه 40.3% والبعض قال 39.7%، ولك أن تختار بين الرقمين، تجد بأن المقاطعة استطاعت أن تؤثى على 20%، مما يعني بأن ثلثي من أدلى بصوته في الانتخابات الماضية أدلى بصوته في هذه المرة. هل نحن راضين عن ذلك؟ لاشك بأن الحكومة تطمح إلى أن تكون المشاركة في الانتخابات 100% ولكن كما تعلم لا توجد انتخابات في العالم لديها هذا الرقم إلا في بعض الدول التي شهدتها قديماً، ولكن إن شاء الله بأن تكون هذه الانتخابات انطلاقة جديدة لكويت المستقبل إن شاء الله.
– لكن معالي الوزير المعارضة تقول بأن الانتخابات فاشلة وتشكك بنزاهتها وتصفها بالفضيحة المدوية. كيف تعلقون على ذلك؟
– استخدمت ثلاث مفردات أخ محمود، فاشلة وفضيحة والثالثة؟
– النزاهة
– النزاهة، اشير مرة اخرى إلى تقرير لجنة المراقبين الدوليين والعرب وهذا التقرير منشور في الأوساط الإلكترونية ولا تستطيع الحكومة التأثير على هؤلاء الأشخاص أو على رقابتهم أو على ما قدموه من آراء وتوصيات. التقرير إذا تسمح لي بأن أجيزه بين بأن هذه الانتخابات تعتبر في مصاف الانتخابات التي تجرى في الدول الغربية، في مستوى النزاهة وفي مستوى المشاركة وفي السماح بالمشاركة وكذلك المراقبة. فمن ناحية الفضيحة، أطلب من وجه لك هذا الاتهام أن يتباحث في هذا الأمر مع اللجنة الدولية. أما عن قضية الفشل المدوي لدينا مثل كويتي وعربي شهير “كل من يرى الناس بعين طبعه” حينما يخشى الإنسان من الفشل لذاته يصف الآخرين بالفشل لكي يكون متساوياً معهم، وأكتفي بالرد في هذا المقام.
– معالي الوزير، المعارضة أيضاً تعتبر تعديل قانون الانتخاب انقلاباً على الدستور لأنه جاء في ظل عدم وجود مجلس الأمة وعدم حدوث طارئ لإجراء هذا التعديل. ما رأيكم بذلك؟
– أنا باستطاعتي أن أرد من واقع الدستور ذاته، والدستور نص في المادة 71 منه على أن للأمير حق إصدار مراسيم يكون لها قوة القانون حينما هناك طارئ لايحتمل التأخير. هذا النص، وأتت المحكمة الدستورية بحكم تفسيري لها في سنة 1982 وفسرت في أن من يقدر الضرورة ومن يقدر الظرف الذي لايحتمل التأخير سلطة تنحصر في شخص رئيس الدولة فقط، بهذه المفردة، هذا حكم المحكمة الدستورية. فأعيد وأكرر ما قلته في السابق، من لا يعجبه النص الدستوري من الواجب عليه أن يشارك في العملية السياسية، ان يصل إلى المجلس المنتخب، وأن يتعامل مع الصلاحيات والحقوق الممنوحة للمجلس المنتخب من أجل تغيير النصوص الدستورية التي لا يراها في مصلحة الوطن. ولكن الجلوس في الخارج وإلقاء اللوم وإلقاء التهم جزافاً، هذا لم نعتاده في الديموقراطيات، وأتمنى إن شاء الله أن نعود إلى الرشد جميعاً إن شاء الله.
– التقينا مع أحد أطياف المعارضة البارزين وقال بأن هناك خططاً وأفكاراً تعد من قبل المعارضة ضد المجلس الجديد وضد الحكومة، ومن هذه الأفكار إنشاء مجلس الظل. ألا تعتقدون بأن ذلك يشكل خطراً على دولة الكويت؟
– كيف يشكل خطراً؟ اسمح لي يا أخي هؤلاء الرموز الذي تكلمت عنهم سبق لهم أن صرحوا في السابق بأنهم يرفضون تماماً تشكيل مجلس ثان أو مجلس شيوخ في الكويت لأنه يعارض الدستور. بودي أن توجه لهم السؤال، من أين أتوا بقضية مجلس الظل، إلا إذا كان ما يحكمهم شيء غير الدستور الذي طالما كانوا ينادون بتطبيقه وبالالتزام به. أمر مستغرب بالنسبة لي، ولكن أعيد واكرر، أتمنى الهداية لنفسي قبل الغير والرشد لي ولإخوتي إن شاء الله.
– معالي الوزير هل تعتقدون ان المجلس الجديد لن يكمل فترته الدستورية كسابقاته، بسبب إصرار المعارضة على إسقاطه؟
– أتمنى أن تكون انتخابات 1/2/2012 كما أشرت في المقدمة نقطة انطلاق لكويت المستقبل، كويت التنمية، كويت الازدهار. اتمنى من كل قلبي أن يستطيع المجلس القادم والحكومة القادمة ان تقوم بتنفيذ الاستحقاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها للشعب الباسل الذي يستحق هذه الاستحقاقات وتطوير الخدمات العامة والعمل الدؤوب من اجل تحقيق أمنيات ورغبات الشعب، لذلك أتمنى من كل قلبي أن يستمر هذا المجلس ويكمل فترته الدستورية لأربع سنوات، وأن تستطيع المعارضة كذلك أن يهدأ بالها شيئاً ما ونفسها شيئاً ما وتعيد حساباتها من أجل الانخراط في العملية السياسية الدستورية، إلا إذا أرادوا الاستمرار خارج الإطار الدستوري وخارج الإطار العقلاني في الكويت وهذا شأنهم. وطالما استمر عملهم تحت سقف القانون فهم مرحب بهم.
– يرى بعض المراقبين أن الأزمة السياسية في الكويت تتجه نحو التصعيد، هل تتخوفون من ذلك وما هي الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومة للحد من ذلك؟
– كلمة تصعيد ـ أخ محمود ـ كلمة واسعة وكلمة … أي تصعيد، وأكرر أي تصعيد ضمن الإطار القانوني مرحب به، وأي عمل من أي طرف خارج الإطار القانوني قامت الحكومة السابقة التي تشرفت وكنت عضواً فيها وطبقت القانون على الخارجين على القانون، وأتوقع وأتمنى إن شاء الله أن الحكومة القادمة ستقوم بذات الآلية وبذات الأسلوب من أجل ردع كل خارج على القانون إن شاء الله.
– لماذا لم تدعو الحكومة المعارضة إلى الحوار من اجل إخراج الكويت من الأزمات المتتالية؟
– لا، أنا أريد أن تسأل المعارضة لماذا لم تلبوا دعوات الحكومة لطاولة الحوار.
– المعارضة تقول أنكم لا تستجيبون لمطالبهم!
– لا، أنت سألتني لماذا لم تدعو المعارضة إلى طاولة الحوار، ورديت عليك وقلت إسأل المعارضة لماذا لم يلبوا دعوات الحكومة للحوار. حتى هذه اللحظة لم يجلسوا معنا على الطاولة أو عبر هاتف، أو عبر وسيط، من أجل الحديث، فكيف يعلمون بأن الحكومة غير راغبة في التعاون معهم إذا لم يقوموا بالخطوة الأولى وهي الجلوس على طاولة واحدة.
– هناك تكهنات بأن الأخوان المسلمون يقفون وراء الاحتجاجات الأخيرة لقلب نظام الحكم. هل الأخوان يهددون الكويت؟
– لا أعتقد بأن هذه المجموعة تخطط للانقضاض على النظم الدستورية في الكويت، ولكن لا شك بأن رياح ما يسمى بالربيع العربي أدخلت الشك في ضمائر الكثير من المراقبين السياسيين. وأسهل ما يمكن الاتهام به هو أن الأخوان، وبعبع الأخوان آت للتغيير، فأعتقد أن هذا سبب سماعنا لتكرار مثل هذا الكلام.
قم بكتابة اول تعليق