أكد محللون ان السوق سيتعرض للعديد من الضغوطات خلال جلسة الغد في ظل التضخم الكبير الذي تعاني منه الأسهم نتيجة الارتفاعات القوية التي شهدتها البورصة خلال الاسبوع الماضي.
وقالوا ان الضغوطات السياسية ستتواصل على السوق في ظل عدم وضوح الى أين ستنتهي عملية التأزيم السياسي، بالاضافة الى عدم طرح المقترحات الاقتصادية والتي سبق ان أعلنت عنها الحكومة أخيراً حتى تتحرك العجلة الاقتصادية في البلاد، حيث مازال الامر غير واضح خاصة بالنسبة لصغار المتداولين الذين يأملون ان يتم تفعيل هذه المقترحات على أرض الواقع لتحريك العجلة الاقتصادية في الكويت.
في البداية يقول المحلل المالي محمد أشكناني ان السيولة بدأت في التراجع بنسبة كبيرة من الجلسات السابقة وذلك بسبب الأوضاع السياسية التي كان لها مردود سيئ وسلبي على نفسية المتداولين، لافتاً الى ان المضاربين استغلوا ما تشهده الساحة السياسية من الضغط على بعض الأسهم الصغيرة والمضاربية مثل سهم ميادين الذي شهد عمليات مكثفة وذلك بسبب بيع اسهم شركة مزايا. وأضاف اشكناني ان السيولة التي جاءت الى السوق نتيجة عمليات خروج ودخول سريع وذلك في ظل تراجع اداء المحفظة خلال الفترة الحالية وهو ما اثر بالسلب على السيولة الموجهة الى السوق عكست ما كان يتم خلال جلسات الاسبوع الماضي.
وأضاف أشكناني ان اخطاء نظام اكستريم مازالت مستمرة وتم ارسال كتب عدة بهذا الأمر الى ادارة التداول ولم نتلق رداً أو يتم اجراء حلول وفي مقدمة هذه المثالب عمليات الربط بين اكستريم والاتصال مع شركات الوساطة. من جانبه، قال المحلل المالي علي العنزي ان العامل السياسي هو المؤتمر الوحيد في السوق خاصة ما شهدته البلاد أول من أمس وبالتالي تأثر بنفسيات المتداولين ورأينا عمليات بيع وتصديق وخروج في النصف ساعة الأخيرة من الجلسة، موضحاً ان نسبة المتشائمين أصبحت أكثر مع الضغط الذي تتعرض له الاسهم المضاربية الصغيرة التي شهدت ارتفاعات كبيرة خلال الفترة الماضية، وبالتالي كان التراجع توقع في ظل تراجع اداء المحفظة. وأضاف العنزي ان المؤشرين الوزني وكويت 15 لم يتأثرا من عمليات الضغط بسبب استقرار الأسهم القيادية التي استطاعت ان تركز قواعدها السعرية خلال جلسة الأمس تحديداً.
ويرى العنزي ان هذا السلوك سوف يستمر خلال المرحلة المقبلة في ظل غياب الرؤى الاستثمارية في السوق والتركيز حالياً على عمليات الشراء.
وأوضح المحلل المالي عدنان الدليمي ان السوق معرض للضغوطات في ظل التضخم السعري لاسعار الاسهم الصغيرة نتيجة الارتفاعات القوية التي شهدتها البورصة خلال فترة الانتخابات. وأضاف ان الضغوطات ستستمر خلال الفترة المقبلة لحين وضوح الرؤية وبدأ طرح المقترحات الاقتصادية التي سبق الاعلان عنها أخيراً من الحكومة لتحريك العجلة الاقتصادية في البلاد. مدير شركة الرباعية لوساطة الأوراق المالية، أحمد الدويسان، قال ان السوق تراجع برعاية من المشهد قال السياسي، والمقصود به مشهد ما بعد الانتخابات البرلمانية التي تمت قبل يومين أو ثلاثة، مشيراً الى ان ما حدث اليوم هو ردة فعل عما حدث من تداعيات بعد اجراء الانتخابات، حيث نزلت المعارضة الى الشارع في مسيرات مما اثر على نفسيات وقرارات المتداولين، وهو ما انعكس بصورة سلبية على تداولات أمس. ويرى «الدويسان» ان الأهم في تداولات أمس هو ما لوحظ في الأسهم، حيث لاحظنا شركات بالحد الأعلى واخرى بالحد الأدنى، وهو ما يعطينا انطباعاً بان السوق الكويتي يتعامل وفقاً لمعطيات الوضع السياسي وليس وفقاً لمؤشرات اقتصادية تستدعي هذا التخوف والهلع، الذي اعتاد مسألة المسيرات الاحتيجاجية التي تنظمها المعارضة، ويتجاوز معها وأكد الدويسان ان السوق كردة فعل طبيعية لما يدور حوله، متوقعاً ان يعود السوق مرة اخرى للارتداد بعدما شهده من تراجع.
قم بكتابة اول تعليق