الرهان على تراجع الكويت عن مسيرتها الدستورية التي تجلت بالانتخابات النيابية الأخيرة رهان خاسر، فالناس بالكاد تنفست الصعداء بعد أن تجرعت المر نتيجة لاختطاف الساحة السياسية وتداخل عمل السلطات، وتفاقم التأزيم حتى بلغ مداه في المطالبات المريبة بالحكومة المنتخبة، وقد أمسى واضحا للعالمين أن هناك من يعمل على تهريب «الربيع العربي» الى داخل البلد الآمن والمستقر، وجعله بوابة لتفجير منظومة دول الخليج العربية.
هنا يبرز سؤال مهم وهو «إن كانت الكويت لن تتراجع عن مسيرتها فلماذا الإصرار على المستحيل؟» ولعل مجرد طرح هذا السؤال يؤكد الاستمرار بمحاولات تهريب «الربيع العربي» ذلك أن الإصرار على المستحيل، وتحريض الصبية الصغار على المصادمات مع رجال الأمن، جميعها جهود تسهم بنشر الفتنة التي تشكل بيئة مناسبة لتهريب أمر أكبر وأخطر، وهو ما غاب عن أذهان بعض المشاركين بحفلة البكاء على اللبن المسكوب.
أخلص إلى أن البلاد لاتزال تعبر في هذه المرحلة الحساسة منعطفا تاريخيا يتطلب يقظة وطنية عالية الانتباه لتحصين الأفراد والجماعات من السقوط في مهاوي النوايا الطيبة، كما يتطلب هذا المنعطف جهودا صادقة وذكية وعصرية وحاسمة تحصن المصالح العليا للكويت وتعيد قطارها إلى سكة التنمية، قبل أن يأتي يوم ونكتشف فيه أن الذي في الفخ أكبر من العصفور.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق