سيطرت عمليات البيع على مجمل أداء سوق الكويت للأوراق المالية خلال تعاملات الأسبوع الماضي بشكل واضح، وكانت هناك عدة أسباب وراء هذا التوجه أبرزها سعي المضاربين لجني الأرباح من الأسهم التي شهدت ارتفاعات كبيرة في جلسات الأسبوع قبل الماضي.
وكان هناك عامل آخر عزز من التوجه البيعي لدى المتعاملين وهو حالة الترقب التي سادت بين المتداولين عقب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية وما صاحب ذلك من نبرة تصعيد من قبل المعارضة وهو ما تجسد على أرض الواقع بخروج المسيرات الاحتجاجية مجددا.
وفي ظل هذه المعطيات تذبذب أداء السوق بين الارتفاع والانخفاض بشكل ملحوظ مع جنوح للانخفاض في أغلب فترات التداول، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير على مستوى المؤشرات، وخاصة المؤشر العام الذي خسر 65 نقطة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، فالمؤشر كان قد تخطى خلال التعاملات مستوى 6000 نقطة في الجلسة الافتتاحية ولكنه تراجع إلى مستوى 5878.9 نقطة، وهو ما يشير إلى زيادة العمليات البيعية خاصة على مستوى الأسهم الرخيصة والمتوسطة.
على مستوى المؤشرين الوزني وكويت15 فكان التراجع هو السمة البارزة لأداء المؤشرين، وخاصة كويت 15 الذي تأثر بتراجع مجموعة من الأسهم التي يتكون منها لينهي تعاملات الأسبوع مستقرا عند مستوى 1021.1 نقطة بعد ان تجاوز مستوى 1037 نقطة خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
وتراجعت القيمة النقدية المتدفقة للسوق بشكل ملحوظ نظرا لتوقف المحفظة الوطنية وعدد من المحافظ الحكومية الأخرى عن شراء الأسهم القيادية بكميات كبيرة، والعودة للاعتماد على الأسهم الرخيصة والمتوسطة سعريا، وبذلك تراجعت القيمة الإجمالية بنسبة 22.8%.
ومن المتوقع ان يواصل السوق اداءه على وتيرة التذبذب الحالي نظرا للأسباب التالية:
٭ أولا: ترقب تشكيل الحكومة الجديدة وهو ما سيترتب عليه طبيعة العلاقة المستقبلية بين السلطتين.
٭ ثانيا: ترقب ردة فعل المعارضة التي تدعو للتصعيد على المستوى السياسي وهو الأمر الذي أثبت ان انعكاساته السلبية تؤثر على مجمل أداء السوق.
٭ ثالثا: عودة التركيز على الاسهم الرخيصة والمتوسطة بشكل واضح، وذلك لأسباب مضاربية بحتة.
٭ رابعا: توقف تحرك البعض لبناء مراكز استثمارية جديدة انتظارا لما سوف تسفر عنه الأوضاع على الساحة السياسية.
٭ خامسا: تراجع مستويات السيولة إلى النصف تقريبا مقارنة مع أحجام السيولة التي كانت تضخ في السوق قبل الانتخابات البرلمانية.
وشهدت تداولات الأسبوع الماضي تراجع المؤشر السعري بمقدار 65 نقطة ليغلق عند مستوى 5878.9 نقطة بانخفاض نسبته 1.1%، وتراجع المؤشر الوزني بمقدار 5.5 نقاط ليغلق عند مستوى 418.4 نقطة بانخفاض نسبته 1.3% مقارنة مع الأسبوع قبل الماضي، وانخفاض مؤشر كويت 15 بمقدار 14.3 نقطة ليغلق عند مستوى 1021.1 نقطة بنسبة تراجع 1.4%.
وبلغ إجمالي القيمة المتداولة 143.06 مليون دينار بانخفاض بلغت نسبته 22.8%، فيما سجلت كميات الأسهم المتداولة انخفاض بنسبة 5% لتبلغ مع نهاية الأسبوع 2.008 مليار سهم نفذت من خلال 32.126 صفقة.
وشهدت أسهم 160 شركة من أصل 199 شركة تشكل 80.4% من الأسهم حركة تداول ما بين ارتفاع وهبوط، حيث سجلت أسهم نحو 36 شركة تمثل 22.5% ارتفاعا، فيما سجلت أسهم نحو 85 شركة تمثل 53.1% تراجعا، في حين استقرت أسعار أسهم 39 شركة تمثل 24.4% من إجمالي الأسهم المتداولة في سوق الكويت للأوراق المالية، وفي المقابل لم تشهد أسهم نحو 39 شركة تمثل 19.6% من إجمالي الأسهم المدرجة بالبورصة أي تداولات على مدار جلسات الأسبوع الماضي.
وبنهاية التداولات بلغت القيمة الرأسمالية للشركات المدرجة بالسوق 29.063.4 مليون دينار بانخفاض قدره 428.3 مليون دينار تعادل 1.5%، وبذلك تكون نسبة خسائر القيمة السوقية للشركات المدرجة من بداية العام وحتى نهاية الأسبوع الماضي بلغت 1.1%.
وعلى مستوى القطاعات جاء قطاع الخدمات المالية في صدارة القطاعات من حيث قيمة الأسهم المتداولة، اذ تم تداول 903.8 ملايين سهم بلغت قيمتها 56.1 مليون دينار تمثل نحو 39.2% من إجمالي القيمة المتداولة، فيما جاء قطاع العقار في المركز الثاني وذلك من خلال تداول 527.5 مليون سهم قيمتها 38.7مليون دينار تمثل نحو 27% من إجمالي القيمة، فيما حل قطاع البنوك ثالثا وذلك من خلال تداول 82.3 مليون سهم بلغت قيمتها 21.3 مليون دينار تمثل نحو 14.9% من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة.
1- «الوطني».. تصدر النشاط
تصدر سهم بنك الكويت الوطني نشاط السوق خلال تعاملات الأسبوع الماضي من حيث القيمة المتداولة، اذ تم تداول 10.9 ملايين سهم نفذت من خلال 175 صفقة بلغت قيمتها 10.7 ملايين دينار، وأغلق السهم مستقرا عند مستوى إغلاقه السابق 990 فلسا، وتداول السهم في حدود سعرية تراوحت بين 990 فلسا كحد أعلى و980 فلسا كحد ادنى.
شهد سهم «الوطني» نشاطا ملحوظا خلال جلسات الأسبوع قبل الماضي وغلب على أداء السهم عمليات شراء كبيرة دفعته لاستعادة مستوى الدينار، ولكنه لم يحافظ على هذا المستوى كثيرا نظرا لعمليات البيع التي سيطرت على السوق في اغلب الجلسات الأخيرة، حيث شهدت عمليات تصريف لأسهم قيادية شملت سهم الوطني، ومع ذلك حافظ السهم على مستوى 990 فلسا بعد نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، ومن المتوقع ان يزداد الإقبال على السهم خلال الجلسات المقبلة في حال عودة النشاط الكبير على الاسهم القيادية، وما يعزز الثقة في سهم الوطني تصدر البنك قائمة البنوك المحلية ومن أوائل البنوك العربية والدول الناشئة من حيث الاكثر أمانا في العالم حسب تصنيف فايينس غلوبل.
2- «صكوك».. خسائر سوقية
حل شركة صكوك القابضة في المرتبة الثانية من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 108.8 ملايين سهم نفذت من خلال 2041 صفقة بلغت قيمتها 9.05 ملايين دينار، وأغلق السهم مرتفعا بمقدار 14 فلسا ليتراجع الى مستوى 80 فلسا، وتداول السهم في حدود سعرية تراوحت بين 97 فلسا كحد أعلى و76 فلسا كحد أدنى. شهد سهم صكوك نشاطا مضاربيا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث خسر السهم 14.9% من مكاسبه السوقية، وجاء هذا الأداء للسهم بعد المكاسب الكبيرة التي حققها في الجلسات التي سبقت جلسات الأسبوع الماضي، حيث شهد السهم عمليات تجميع ملحوظة على وقع النتائج المالية الجيدة التي حققتها الشركة، حيث أظهرت النتائج تحقيق الشركة لأرباح بلغت 2.01 مليون دينار مقابل خسائر بنحو 2.53 مليون دينار للفترة المماثلة من العام الماضي، ما يعني تحولا إيجابيا في نتائج الشركة بعد تحقيقها ارتفاعا في تلك النتائج خلال فترات المقارنة بأكثر من 179%، كما ان الشركة قامت مطلع الشهر الماضي بتوقيع اتفاقية لجدولة 4 ملايين دينار مع احد البنوك المحلية.
3- «الخليجي».. مضاربة قوية
جاءت شركة بيت الاستثمار الخليجي في المرتبة الثالثة من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 167.8 مليون سهم نفذت من خلال 2189 صفقة بلغت قيمتها 8.2 ملايين دينار، وأغلق السهم متراجعا بمقدار فلسين ليتراجع الى مستوى 48 فلسا، وتداول السهم في حدود سعرية تراوحت بين 52 فلسا كحد أعلى و47 فلسا كحد أدنى.
واصل سهم الخليجي نشاطه المضاربي القوي الذي يشهده منذ فترة طويلة، وغلب على أداء السهم في تعاملات الأسبوع الماضي عمليات البيع، وعلى إثر ذلك خسر السهم نحو 3.1% من مكاسبه السابقة، وزادت عمليات البيع على السهم بعد ان تجاوز مستوى 52 فلسا لأول مرة منذ أكثر من 6 أشهر تقريبا، ومن المتوقع ان يستمر الزخم على السهم خاصة بعد تحول الشركة للربحية بعد ان كانت تحقق خسائر في الفترات المالية السابقة، حيث حققت الشركة أرباحا بلغت 1.32 مليون دينار مقابل خسائر بنحو 2.13 مليون دينار في ذات الفترة من العام الماضي.
4- «السلام».. مكاسب سوقية
جاء سهم شركة مجموعة السلام القابضة في المرتبة الرابعة من حيث القيمة، اذ تم تداول 33.1 مليون سهم نفذت من خلال 684 صفقة بلغت قيمتها 8.04 ملايين دينار، وأغلق السهم مرتفعا بواقع 14 فلسا ليرتفع إلى مستوى 250 فلسا، وتم تداوله في حدود سعرية تراوحت بين 250 فلسا كحد أعلى و236 فلسا كحد أدنى.
استمر سهم السلام في نشاطه الذي يشهده منذ فترة طويلة، وحقق السهم مكاسب سوقية إضافية بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي بلغت 5.9%، وسط توقعات بأن يستمر الزخم على هذا السهم خلال الجلسات المقبلة في ظل الإقبال الكبير الذي يشهده في الوقت الحالي كواحد من أنشط الاسهم التابعة لمجموعة المدينة، كما ان الشركة شهدت تحسنا ملحوظا على مستوى نتائجها المالية وحققت أرباحا تقدر بـ 241 ألف دينار في التسعة أشهر الأولى من العام الحالي وهو مؤشر جيد يدل على نجاح الشركة في تحقيق الأرباح بعد نجاحها في جدولة التزاماتها المالية، وببلوغ السهم مستوى 250 فلسا يكون قد بلغ أعلى مستوياته منذ أكثر من 6 أشهر.
5- «منشآت».. تراجع ملحوظ
جاءت شركة منشآت للمشاريع العقارية في المرتبة الخامسة من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 115.8 مليون سهم نفذت من خلال 1857 صفقة بلغت قيمتها 7.7 ملايين دينار، وأغلق السهم خاسرا 15 فلسا لينخفض إلى مستوى 60 فلسا، وتداول السهم في حدود سعرية تراوحت بين 78 فلسا كحد أعلى و59 فلسا كحد أدنى.
تراجع سهم منشآت خلال تعاملات الأسبوع الماضي بشكل ملحوظ، وعلى إثر ذلك حقق السهم 20% خسائر سوقية، وجاء هذا التراجع بعد الارتفاعات الملحوظة على المستوى السعري للسهم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين، ويتوقع أن يواصل السهم نشاطه المضاربي خلال المرحلة المقبلة بعد عودة السوق للنشاط المضاربي في ظل حالة الترقب للوضع السياسي، كما ان التوقعات تشير إلى ان الشركة بصدد تحقيق نتائج مالية جيدة بنهاية العام الحالي بعد ان كانت تحقق خسائر في الفترات المالية السابقة.
6- «الميادين».. خسائر كبيرة
حلت شركة الوطنية للميادين في المرتبة السادسة من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 371.8 مليون سهم نفذت من خلال 1762 صفقة بلغت قيمتها 7.3 ملايين دينار، وأغلق السهم محققا خسائر بلغت 4 فلوس لينخفض إلى مستوى 18 فلسا، وتداول السهم في حدود سعرية تراوحت بين 23 فلسا كحد أعلى و17 فلسا كحد أدنى.
تعرض سهم الميادين لعمليات بيع على نطاق واسع خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لدرجة ان كميات التداول لهذا السهم تقدر بـ 37% وهي كمية تداول كبيرة في أسبوع واحد، ويرجع السبب في ذلك لعمليات البيع التي قامت بها محافظ مالية ومتداولين على وقع إعلان الشركة عن تحقيق 8.4 ملايين دينار خسائر جراء صفقة بيع أسهم مملوكة للشركة في شركة مزايا لصالح أحد البنوك، وهي الخسائر التي ستظهر في النتائج الختامية للشركة، هذا بالإضافة إلى تراجع حقوق المساهمين بمقدار 6.7 ملايين دينار، علما ان الشركة بصدد اللجوء إلى القضاء لإلغاء عملية البيع التي تمت.
7- «المباني».. تراجع
جاء سهم شركة المباني في المرتبة السابعة من حيث القيمة، اذ تم تداول 5.6 ملايين سهم نفذت من خلال 191 صفقة بلغت قيمتها 6.8 ملايين دينار، وأغلق السهم متراجعا بواقع 60 فلسا ليتراجع إلى مستوى 1200 فلس، وتم تداوله في حدود سعرية تراوحت بين 1260 فلسا كحد أعلى و1180 فلسا كحد أدنى.
شهد سهم المباني عمليات بيع واضحة خلال تعاملات الأسبوع الماضي ما أدى إلى تراجع مكاسب السهم السوقية بنسبة بلغت 4.8%، وجاءت هذه العمليات البيعية بعد الارتفاعات الملحوظة على المستوى السعري للسهم في الجلسات التي سبقت الأسبوع الماضي، وكانت هناك عمليات تجميع قوية على السهم بعد إعلان الشركة عن افتتاح المرحلة الثالثة من مجمع الأفنيوز، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الإيرادات التشغيلية للشركة مع نهاية العام الحالي.
8- «زين».. انخفاض
حل سهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) في المرتبة الثامنة من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 7.2 ملايين سهم نفذت من خلال 298 صفقة بلغت قيمتها 5.9 ملايين دينار، وأغلق السهم متراجعا بمقدار 30 فلسا لينخفض إلى مستوى 810 فلوس، وتداول السهم في حدود سعرية تراوحت بين 850 فلسا كحد أعلى و810 فلوس كحد أدنى.
تراجع سهم زين بشكل ملحوظ خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وعلى إثر عمليات بيع شهدها السهم خسر 3.6% من مكاسبه السوقية، وجاءت عمليات البيع على السهم بهدف جني الأرباح بعد ان شهد ارتفاعات كبيرة في الفترة الأخيرة، لدرجة ان السهم تخطى أعلى مستوياته لأكثر من 8 أشهر ببلوغه مستوى 850 فلسا، ومتوقع ان يشهد السهم عمليات تجميع جديدة بعد عمليات التصحيح التي شهدها الأسبوع الماضي خاصة في حال عودة المحفظة الوطنية لشراء الأسهم القيادية.
9- «البيت».. ارتفاع جاء سهم شركة بيت الأوراق المالية في المرتبة التاسعة من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 96.06 مليون سهم نفذت من خلال 1541 صفقة بلغت قيمتها 5.1 ملايين دينار، وأغلق السهم مرتفعا بمقدار 11 فلسا ليرتفع إلى مستوى 56 فلسا، وتداول السهم في حدود سعرية تراوحت بين 62 فلسا كحد أعلى و45 فلسا كحد أدنى.
شهد سهم البيت أنشط تداولاته في جلسة الخميس الماضي منذ إدراج السهم في سوق الكويت للأوراق المالية على الإطلاق، وحقق السهم مكاسب سوقية بنهاية تعاملات الأسبوع 23.1%، ومتوقع ان يشهد السهم نشاطه الايجابي خلال المرحلة المقبلة مع تعرضه لعمليات بيع بهدف جني الأرباح بعد الارتفاعات الملحوظة على المستوى السعري.
10- «الأمان».. نشاط ملحوظ
حل سهم شركة الأمان للاستثمار في المرتبة العاشرة من حيث القيمة المتداولة، إذ تم تداول 76.2 مليون سهم نفذت من خلال 1370 صفقة بلغت قيمتها 4.6 ملايين دينار، وأغلق السهم مرتفعا بمقدار 11 فلسا ليرتفع إلى مستوى 61 فلسا، وتداول السهم في حدود سعرية تراوحت بين 69 فلسا كحد أعلى و50 فلسا كحد أدنى.
شهد سهم الأمان تداولات قوية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وحقق السهم على إثر هذه التداولات التي غلب عليها التجميع أعلى مستوياته منذ أكثر من 5 أشهر، وحقق السهم مكاسب سوقية بنسبة 22%، ومتوقع ان يظل السهم محط اهتمام المضاربين خاصة بعد نجاح الشركة في تقليص خسائرها بنسبة 48% في الـ 9 أشهر الماضية مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
قم بكتابة اول تعليق