قال رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة النظائر يوسف الرفاعي ان المنتج الوطني يعاني من غياب الدعم الحكومي من أي جهة حكومية، وبالاضافة الى ذلك كله فان هذا القطاع يواجه بمنافسة شرسة من قبل العديد من المنتجات المستوردة ذات الجودة المنخفضة التي تدخل الى الكويت دون أي رقابة تذكر.
وفيما يلي تفاصيل حوار ه مع جريدةالوطن :
< بداية.. حدثنا عن طبيعة نشاط مصنع النظائر؟
– كانت بداية عمل مصنع النظائر كأحد النشاطات المتعددة لشركة النظائر في مجال تصنيع أشرطة الكاسيت، ثم ما لبث المصنع وفي ظل الطفرة التكنولوجية الجديدة التي قلصت الطلب على أشرطة الكاسيت، ان تحول الى تصنيع اسطوانات الـDVD والـCD، والطباعة عليها بطريقة الأوفست بصور ذات نقاوة عالية تصل قدرتها التخزينية الى 10 جيجا مثل أقراص CD الموسيقية، وأقراص DVD/CD الخاصة بالشركات، وأقراص CD المعززة، وأقراص الأفلام VCD، وأقراص البطاقة الشخصية، وغيرها مما يصنع حسب الطلب، هذا الى جانب وجود قسم خاص بتصنيع كافة العلب الخاصة بالاسطوانات المدمجة وأغلفة لأقراص DVD/CD مستخدمين أحدث تقنيات الحقن لتشكيل الغلاف بصورة عالية الجودة.
معوقات الصناعة
< من وجهة نظركم ما المعوقات التي تعرقل مسيرة القطاع الصناعي بشكل عام ومصنعكم بشكل خاص؟
– تعاني المصانع الكويتية العديد من المشاكل التي تقف عائقا أمام تطورها، منها على سبيل المثال شح الأراضي الصناعية، والروتين الحكومي والاجراءات المستندية الطويلة، هذا بالنسبة للصناعة بشكل عام.
أما بالنسبة للمعوقات التي تواجه مصنعنا بشكل خاص، فان أهمها يتركز بالتغير المفاجئ في رغبات المستهلكين للمنتجات تبعا للتطور التكنولوجي السريع، ولعل ذلك الأمر يكلفنا المال الكثير، ذلك ان اعادة تجهيز المصنع ليتناسب مع المتغيرات التكنولوجية انما يتطلب الميزانية الكبيرة اللازمة لإعادة تأهيل المصنع وتجهيزه بالمعدات الجديدة التي يجب توفيرها باستمرار لمواكبة التطورات التكنولوجية، ومن ثم فإننا لا نبالغ اذا قلنا أننا نحتاج الى نحو مليون دينار سنويا لتطوير معدات المطبعة وتحديثها، وبالتالي الاستحواذ على المناقصات وتلبية متطلبات العملاء.
وبشكل عام يمكننا القول ان المصانع في الكويت تعاني من انخفاض ربحيتها وارتفاع أسعار منتجاتها بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج التي يدخل من ضمنها أجور العمالة، خاصة في ظل قانون العمل الجديد الذي أقرته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أخيرا، علماً بأن المصنع وبعد ان يقوم باستقدام العمالة من الخارج وتدريبها والاتفاق معها على أجر محدد بناء على مستوى تكلفة المنتج، فانه يفاجئ بعد فترة قصيرة من بدء العمل بأن العامل يبدأ بالضغط على المصنع لرفع أجره أو يهدده بترك العمل وهذا بدوره ينعكس بصورة سلبية على تكلفة المنتج وبالتالي عدم القدرة على منافسة الدول المجاورة لانخفاض تكلفة العمالة لديها.
المنتج الوطني
< هل ترى ان الجهات الرقابية تتخذ الاجراءات المناسبة لحماية المنتج الوطني؟
– يؤسفني القول إنني متألم جداً من جراء الاهمال الذي يعاني منه القطاع الصناعي من قبل الحكومة في الكويت، فالمنتج الوطني لا يحصل على أي دعم من أي جهة حكومية، وبالاضافة الى ذلك كله فان هذا القطاع يواجه بمنافسة شرسة من قبل العديد من المنتجات المستوردة ذات الجودة المنخفضة التي تدخل الى الكويت دون أي رقابة تذكر.
ولاشك ان غياب الدعم الحكومي هو الذي يؤدي الى تكبدنا تكاليف اضافية أثناء عملية الانتاج، حيث اننا ندفع ما يقارب من 10 آلاف دينار سنويا مقابل الحصول على خدمات الكهرباء والماء، اضافة الى أننا نعاني من الروتين وطول الاجراءات الحكومية ومثال على ذلك الروتين وطول مدة الموافقة على منحنا أي اعفاءات جمركية للاستيراد الى جانب ارتفاع تكلفة مصاريف الاستيراد من شحن وجمارك غيرها.
التأزيم السياسي
< من وجهة نظرك.. ما انعكاسات التأزيم السياسي الحالي على خطة التنمية وعلى قطاع الصناعة في الكويت؟
– كما هو معروف فان الحياة دورة متكاملة، فلا يوجد أي شيء يتعطل الا وله تأثير على غيره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فالسياسة في الكويت أصبحت جزءا من حياة المجتمع بأسره فالموظفون يترقبون الأحداث السياسية يوميا، بل وأنها أصبحت تأخذ حيزاً كبيراً من همومهم وتفكيرهم، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على انتاجيتهم سواء كانوا موظفين ام مسؤولين أم اداريين أم ملاكا، ولذلك نلاحظ ان الأوضاع السياسة المتأزمة باتت تعرقل مسيرة الاقتصاد بكل جزئياته وحيثياته، فلم ينج أي قطاع من الآثار السلبية التي لحقت بهم نتيجة التأزيم المستمر في الكويت.
الطاقة الانتاجية
< ما الطاقة الانتاجية للمصنع وما النسبة التي يتم تصديرها؟
– تبلغ الطاقة الانتاجية الحالية للمصنع حوالي 40 ألف قطعة يوميا بمعدل سنوي يصل الى 14 مليون قطعة يتم تصدير نحو %50 منها الى السوق الخارجي، حيث يشمل تصديرنا دولاً عديدة يأتي على رأسها السعودية ثم الامارات وقطر والبحرين، الى جانب بعض الدول الأفريقية مثل تونس ومصر، وبعض دول الشرق الأوسط مثل الأردن.
وتعتبر شركة روتانا أحد أهم عملاء الشركة في الوقت الراهن، حيث تنفذ «روتانا» معظم أعمالها الفنية لدى مصانعنا في الكويت، ناهيك عن ان «النظائر تحظى بانتشار محلي واسع وذلك من خلال استحواذها على عقود العديد من الوزارات والهيئات الحكومية في الكويت، من بينها وزارة التربية، ووزارة الاعلام، والأمانة العامة للأوقاف، وذلك كله مرجعة الى ان شركة النظائر تعد الشركة الوحيدة في الكويت التي تقوم بتصنيع هذا النوع من المنتجات في الكويت.
روتانا
< شركة روتانا هي شركة سعودية، فهل عدم وجود منافس لكم في السوق السعودي هو سبب تعاقدكم مع روتانا أم ان هناك أسباباً أخرى؟
– في الحقيقة ان هناك منافسين لنا في السعودية ودبي وغيرها من دول المنطقة، لكن يمكننا القول ان الثقة الكبيرة التي اكتسبها اسم «النظائر» منذ نشأتها حتى يومنا هذا هي التي جعلت عملاءنا يأتون من كافة أنحاء المنطقة.
ولعل «روتانا» ليست الشركة الفنية الوحيدة التي وضعت ثقتها في شركة «النظائر» لأسباب عديدة من بينها الخبرة الكبيرة في مجال تصنيع اسطوانات ال DVD/CD، اضافة الى تميزها بالأمانة الكبيرة والسرية التامة في عملها، خاصة وأن هذه الصناعة شبيهة بصناعة العملة الورقية، فالمنتجون يخشون من تسرب انتاجهم الفني والاعلامي الى السوق ومن ثم التعرض لخطر القرصنة الاعلامية قبل بدء عملية الطرح والتسويق، مما قد يعرضهم الى الخسائر والأضرار المادية الكبيرة.ونحن هنا نفخر بأن شركتنا استطاعت بخبرتها الواسعة ان تمنح الشركات الأمانة التي يريدونها، وتقدم لهم الرقابة العالية على منتجاتهم.
من بين الأسباب الأخرى التي تميزنا عن غيرنا من الشركات أننا نعد الوحيدين الذين نقوم بتصنيع DVD سعة 9 جيجات، وربما يمكننا القول إننا الوحيدون في الشرق الأوسط الذين تصنع هذا النوع من اسطوانات DVD حيث ان المصانع الأخرى تقوم بتصنيع «DVD 5 «جيجا الذي يعتبر ذا ربح أعلى لمصنعيه ولذلك يتجه اليه المصنعون.
مساحة المصنع
< ما المساحة الاجمالية للمصنع وهل هي كافية؟
– يقع مصنع النظائر الحالي على أرض تبلغ مساحتها الاجمالية نحو 2000 متر مربع، لكن بشكل عام فان هذه المساحة غير كافية لصناعتنا على الاطلاق، خاصة وأننا نسعى الى التوسع والى جلب المزيد من المعدات والمكائن الحديثة اللازمة للصناعة والتي لم تعد المساحة الحالية كافية لاستقبالها.
وللعلم فاننا لم نقف صامتين أمام معاناتنا الحالية مع ضيق المساحة الحالية، فقمنا أكثر من مرة بمخاطبة الهيئة العامة للصناعة من أجل الحصول على مساحة ارض اضافية نستطيع من خلالها التوسع، لكن ما زلنا حتى يومنا هذا ننتظر رد الهيئة وموافقتها على ذلك، على أمل ان يتم الموافقة على منحنا ارضاً في منطقة صبحان الصناعية، لنتمكن من استكمال خططنا التوسعية بأقل تكلفة ممكنة، خاصة وأن هذه المنطقة تتمتع برقابة عالية من قبل الهيئة العامة للبيئة.
المواد الأولية
< هل تتوافر المواد الأولية لصناعتكم في الكويت؟
– في الحقيقة أننا نقوم باستيراد المواد الأولية المستخدمة في صناعتنا من الخارج، حيث نقوم باستخدام مادة «البولي كربونيت» في تصنيع علب DVD/CD، علماً بأن هذه المادة غير متوفرة في الكويت لان مصنع البتروكيماويات لا يقوم بتصنيعها، بالاضافة الى أننا نستخدم مادة «البولي بربولين» والتي يتم تصنيعها من خلال مصنع واحد في الكويت بكميات قليلة جدا حتى أنها لا تغطي احتياجات السوق المحلي، ولذلك فاننا نضطر الى استيراد هذه المادة من الخارج.
وفي هذا المقام فإننا نتمنى ان تولي الحكومة اهتماماً اكبر بتصنيع مثل هذه المواد الهامة، لاسيما وأن الكويت تحتضن اكبر مصانع البتروكيماويات، كما وأن الدول المجاورة لنا تقوم بتصنيع مثل هذه المواد وتوفيرها للمصانع مما يؤدي الى انخفاض كلفة الانتاج لديهم، ثم أننا نحتاج الى المزيد من الصناعات البترولية لتغطية احتياجات العديد من القطاعات..فالكويت دولة نفطية ومن غير المنطقي ان تستورد المواد المشتقة من النفط من الخارج.
الحصة السوقية
< ما الحصة السوقية للشركة في السوق المحلي، وما خططكم المستقبلية؟
– تستحوذ النظائر على نحو %60 من انتاج السوق المحلي في الوقت الحالي ونخطط حالياً لتوسعة أنشطتنا المتعلقة باللوحات الاعلانية، اضافة الى رغبتنا في اقامة معارض لتسويق منتجاتنا، بالاضافة الى توسعة المطبعة وتزويدها بالآلات والمعدات الجديدة، أما في ما يتعلق بإنتاج DVD/CD والكاسيت فنحن مكتفون بإنتاجنا الذي يلبي حاجة السوق المحلي بشكل كامل.
قم بكتابة اول تعليق