“فإن مع العسر يسرا, إن مع العسر يسرا ” (الشرح 5-6).
سألني أحد المستنيرين الوطنيين (قبل مغادرته هذه الدنيا الفانية) ومعلقاً على أحد مقالاتي حول التفاؤل بالأوطان: “من أين تأتي بكل هذا التفاؤل, وأين تراه في المجتمع?” فأجبته بأن عقلاء المجتمع وحكماءه هم حفظة التفاؤل وحراس مستقبل أوطانهم, فإذا فقد المتنورون والمثقفون الثقة في مجتمعاتهم وأبناء وطنهم, فما سيأتي بعد ذلك هي الكارثة! ولقد تذكرت تلك المحادثة المثيرة مع ذلك النابغة الكويتي, رحمه الله وغفر له, وأنا أقرأ آخر مستجدات أوضاعنا المحلية البرلمانية. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هذه الأيام حول ما يجري في بلدنا من بعض شد وتجاذب وبعض شخصانية سلبية هو ما الذي يشرعن ويبقي التفاؤل في قلوب بعض الناس وهم محاطون بأصوات احباطية ومُثبطة سمحت لليأس أن يتمكن من أفئدتها, ففقد هؤلاء المحبطون الأمل في تطور مجتمعهم وفي قدرة البعض القليل جداً من أبناء هذا المجتمع الكويتي على تجاوز أهوائهم ونوازعهم الشخصانية السلبية تجاه أنفسهم وتجاه بعض مواطنيهم الآخرين وتجاه مجتمعهم. اعتقد أننا ككويتيين نمتلك قدرة فريدة في مقاومة الظواهر الاجتماعية السلبية. بل نملك مهارة فريدة في الحفاظ على مرونة حضارية تمكننا من تجاوز عثرات المراحل الانتقالية التاريخية في مجتمعنا. بل اعتقد أيضاً أن نسيجنا الاجتماعي الكويتي يتميز بقدرته على امتصاص كل أنواع الشد والجذب وبعض مظاهر التناحر والمماحكة لأن نسيجنا الاجتماعي الكويتي شيد أساساً على مبادئ المحبة والتآخي والتعاضد والألفة بين الكويتيين.
وبالنسبة لي شخصيا, أنا المواطن الكويتي العادي خالد عايد الجنفاوي, أعاهد نفسي وأعاهد أبنائي وأعاهد وطني الكويت وأعاهد أبناء وطني وأعاهد ولي أمرنا قائد الأمة ونبراسها, أنني لن أسمح لليأس أن يتسرب إلى قلبي أو أن تسيطر الأفكار التشاؤمية على ذهني. بل اعاهد وطني الكويت من الآن فصاعداً أنه كلما زادت خطابات اليأس والإحباط في المجتمع, وكلما استشاطت مماحكات البعض وعلت أصواتهم النشازية والتفريقية, زاد تمسكي بالأمل وبأن الكويت تستحق منا الأفضل وتستحق التفاؤل, وتستحق مزيداً من المثابرة والعمل الصادق والحس الوطني النبيل. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق