لا ندري كيف تعاملت أو ستتعامل الحكومة مع الدعوات الاستفزازية المقصودة لجماعة المقاطعة للتجمعات والتظاهرات وأخيراً «المبيتات» في الساحات العامة. لكننا نعلم تماما ان الجماعة كانوا مفلسين، واليوم هم تماما على الحديدة، تظاهرتهم الطلابية التي دعوا طلبة الجامعة لها لم يشترك بها حتى ما يمكن ان يطلق عليهم أفراد. وتظاهرة «الصباحية» الشعبية التي قادها النائب مسلم البراك بنفسه خجلوا من وضع «فيديواتها» على الإنترنت كالعادة. هم يحولون الآلاف إلى مئات الآلاف، والمئات إلى آلاف.. لكنهم فقدوا الحيلة عندما لم يتجاوز عدد المتظاهرين مع النائب البراك العشرات.
هذا يعني ان الحكومة ستكسب كثيرا لو اكتفت بالفرجة، والتمتع بالاهانات التي يلحقها المقاطعون بانفسهم. نعلم انهم ينتهكون الدستور، ويناقضون المبادئ الديموقراطية التي يرفعون شعارات الدفاع عنها. نعلم انهم كذلك، لانهم انتهكوا شرعية مجلس 2009، المنتخب انتخابا صحيحا ـــ شاركوا هم فيه ـــ ويحاولون اليوم ان يطيحوا المجلس الحالي بعد ان شككوا في نتائج انتخاباته التي كشفت ضحالة حجمهم.
كل ما يشارف على النهاية، حيواناً أو جماداً، «يفرفر» من حلاة الروح، فدعوهم يفرفرون، يعبرون عن مأساتهم ويعلنون شهادة وفاتهم ولا ترسلوا لهم المقويات والمنعشات وما قد ينقلب عليكم.
ليس انحيازا ولا تساهلا معهم، لكن تبقى حرية التعبير حقاً لكل مواطن ومقيم، والمفروض في الحكومة ان تحترم حقهم في التعبير. فطالما لدى الحكومة إيمان بأن قضيتهم خاسرة وان مطالبهم لا يدعمها حق أو سند قانوني أو دستوري، فان الأفضل ان تدعهم يخسرون أكثر بعرضها ويتضررون أكثر في الاصرار عليها.
قريبا ستحكم المحكمة الدستورية في دستورية المرسوم موضوع الخلاف، ومع يقيننا بانهم لم ولن يحترموا الحكم، فانه سيبقى عاملا مؤثرا في دعم الحكومة في مواجهة الرفض الأرعن للمرسوم، وسيكشف إلى أي مدى يستهتر المعارضون لها بالدستور وبأحكام النظام الذي يدعون انهم وجدوا للحفاظ عليه.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق