دعت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة خاطف القابضة فاطمة البدر إلى حل مشكلة الائتمان المتفاقم والناتج عن أعوام سابقة بخلق محفظة للديون المتعثرة شبيهة بمحفظة المديونيات الصعبة التي عالجت أزمة سوق المناخ، والتي تم سدادها بمشاركة من الحكومة والقطاع المصرفي عن طريق فوائد مخفضة ومد أجل الدين وغيرها.
ورأت البدر في مقابلة مع صحيفة الراي أن سوق الائتمان المحلي شبه مشلول، والسبب هو الطلبات الكثيرة من الجهات الرقابية واعتبرت أن النمو بنسبة 5 أو 6 في المئة غير طبيعي لسوق حيوي مثل الكويت»، مشيرة إلى أن تحفيز الائتمان جزء من حل المشكلة الاقتصادية.
وقالت البدر إن تأسيس شركة خاطف جاء بهدف إضافة منظومة عمل جديدة إلى الاقتصاد الكويتي، مشيرة إلى أن منظومة عمل «خاطف» تقوم على تقديم فكر جديد، بعيدا عن الاستثمار التقليدي من ودائع وأسهم وعقار، إنما تقوم على الاستحواذ على شركات صغيرة ومتوسطة، وهي شركات قائمة ولها وجود وكيان وليست متعثرة مالياً.
وأوضحت البدر أن «خاطف القابضة» تأسست في بداية العام 2008 برأسمال مصدر بقيمة 15 مليون دينار مدفوع منه 7،500 مليون دينار، مشددة على أنه لم يكن للأزمة العالمية أي تأثير يذكر على رأسمالها.
واعتبرت البدر أن السوق الكويتي يستوعب وجود شركة استحواذات مثل شركة خاطف، فهناك مجال لاستحواذات في جميع القطاعات، مشيرة إلى أنه وفي ظل العديد من المعوقات أصبح من الصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة التوسع وزيادة الأعمال، ما يخلق فرصاً لشركة مثل خاطف للاستحواذ على حصة والمشاركة بهذه الشركات.
ولفتت إلى أن هناك أكثر من معوق في الاستحواذات، التي نفذتها «خاطف»، أهمها قبول الشريك المؤسس المشاركة في الإدارة ومبدأ تفويض السلطات للغير، فضلا عن كيفية تحويل العمل في الشركة من إدارة بشخص إلى إدارة بأشخاص، إضافة إلى المعوق الأساسي وهو تحويل الطاقة التشغيلية من حجم الى حجم آخر وانعكاس ذلك على إيرادات ومصادر الشركة.
وفي نص المقابلة:
• ما الأسباب التي دعت لتأسيس شركة خاطف القابضة؟
– خاطف القابضة تأسست لتضيف منظومة عمل جديدة الى الاقتصاد الكويتي، فالجميع يتطلع الى الاستثمار التقليدي من ودائع وأسهم وعقار، علماً أن هناك استثماراً مستقراً في الشركات العائلية التي لم يسفر أداؤها عبر السنين عن تذبذب وركود وإنما استقرار وعائد. خاطف تستثمر أموالها في مشاركات لشركات قائمة وأداؤها جيد ولكن بحاجة إلى شريك متخصص ينقلها للمرحلة التالية.
• كان تأسيس خاطف في العام 2008 وهو العام الذي بدأت فيه الأزمة العالمية، فهل كان لذلك تأثيرعلى بدء نشاط الشركة؟
– تأسست خاطف القابضة في بداية العام 2008 برأسمال مصدر بقيمة 15 مليون دينار مدفوع منه 7،500 مليون دينار فلم يكن للأزمة العالمية تأثير يذكر على رأس المال وإنما تأثير الأزمة على الاقتصاد الكويتي عموما وفي بعض الاستثمارات قصيرة الأجل.
• ما منظومة الاستحواذ التي تقوم عليها خاطف القابضة؟
– المنظومة التي تعمل بها «خاطف»، هي تقديم فكر جديد إذ يقوم مبدأ عمل الشركة على الاستحواذات على شركات صغيرة ومتوسطة (SMEs)، وهي عبارة عن شركات قائمة لها وجود وكيان وليست متعثرة مالياً، ولكنها وصلت الى درجة لم يعد باستطاعتها أن تكبر أو تتطور أكثر.
ومن واقع خبرتي كمصرفية في مجال الشركات، معظم المشاكل التي تواجه الشركات أنها وصلت في إدارتها الى الجيل الثالث أو الرابع، وهنا تبرز مشكلة الاستمرارية، في ظل اختلاف وجهات النظر بين الجيلين الثالث والرابع، والجيلين الأول والثاني، اللذين أسسا الشركة.
وهناك الكثير من الشركات الكويتية التي تحظى بوكالات أجنبية منذ أكثر من أربعين عاماً، وبسبب تميزها ترغب الشركة الأجنبية بمنحها وكالاتها لمنطقة الخليج كلها، لكن بعض الشركات الكويتية تخشى التوسع خارج بلادها في سوق لا يعرف مداخله ومخارجه. وفي هذه الحال يمكننا أن نساعد بامتلاكنا لخط اتصالات وتواصل مع مستثمرين وشركات، للخروج بهذه الشركات الى الخليج والشرق الأوسط.
بالإضافة إلى أن العديد من الشركات كانت تدار من قبل عرب وأجانب، سيضطرون بنهاية المطاف الى الرجوع الى بلدانهم، ليجد الكويتي نفسه فجأة غير متفهم إدارة شركته، وهنا تأتي «خاطف» بمنظومتها الإدارية للاستحواذ على الشركة والمشاركة في إدارتها.
الاستحواذات
• هل يستوعب السوق الكويتي وجود شركة استحواذات مثل شركة خاطف؟
– بالطبع فصناديق الملكيات الخاصة موجودة بكثرة ولا يزال هناك مجال لاستحواذات في جميع القطاعات. وفي ظل شح التمويل المصرفي وزيادة متطلبات البنك المركزي وهيئة أسواق المال أصبح من الصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة التوسع وزيادة الأعمال إلا عن طريق زيادة رأسمالية ما يخلق فرصاً لشركة مثل خاطف للاستحواذ على حصة والمشاركة فيها.
• ما الفرق بينكم وبين صناديق الملكيات الخاصة؟
– الفرق الرئيس أننا نقوم باستغلال أموال الشركة للاستحواذ وندير استحواذنا مباشرة، أما صناديق الملكيات الخاصة فهم يستحوذون بأموال مساهمين الصندوق ولا يديرون الشركات مباشرة بل يشرفون عليها ويديرون أموال مساهمين الصندوق مباشرة بدل من الشركات.
• كيف تأثر سوق الاستحواذات بالأزمة؟
– في ما يخص الاستحواذات بالعكس كانت الأزمة في صالحنا حيث قيم الشركات انخفضت لتمثل القيمة الحقيقية للأعمال بدل القيم المضخمة التي كانت في الأعوام السابقة.
• هل شكلت الاستحواذات خياراً جيداً لمشكلات التعثر خليجياً ومحلياً؟
– اعتقد أن الاستحواذات أحد الحلول للحد من تعثر أي شركة وهناك حلول أخرى مثل هيكلة البنوك لشركات والدخول بدينهم كشريك وغيرها.
• ما حجم الاستحواذات التي نفذتها الشركة منذ تأسيسها؟
– قامت الشركة بدراسة سلسلة من الاستحواذات شركات ومشروعات منذ تأسيسها وتقييم جدوى الاستثمار بها وبعد دراسات متمعنة قمنا منذ التأسيس بالاستحواذ على 9 شركات مباشرة وغير مباشرة. والأبرز منهم هي « شركة فجر الإيمان للتجارة العامة والمقاولات» وهي الشركة الرائدة في مجال التشطيبات الداخلية والخارجية والتي تخصصت في تشطيب العديد من المنازل الفاخرة وبالأخص «قصر سلوى»، كذلك فهي الشركة الأولى في ترميم المباني الأثرية مثل «القصر الأحمر» و«المستشفى الأميركي» و«بيت العثمان» وغيرهم.
كذلك فإن أحد استحواذاتنا كان في قطاع الخدمات التقنية وهي شركة « الشبكات» التي تقدم خدمات في قطاع خدمات البنية التحتية والبرمجة والتي قامت في مطلع عام 2012 بالشراكة مع شركة Promastar السعودية والتي تعتبر الحليف الاستراتيجي لشركة Oracle في المنطقة وذلك بما يخص برامج وخدمات المشاريع Project Management وبالأخص برنامج Primavera حيث أصبحت الشبكات بهذه الشراكة شريكاً بلاتينياً لـ Oracle في دولة الكويت.
• ما الذي أضافته خاطف القابضة على استحواذاتها؟
– هذا سؤال جيد، كما بينت من قليل ان كل استحواذ له خاصيته فلو قمنا بالتحدث عن «شركة فجر الإيمان» قامت خاطف بأكثر من هيكلة على صعيد النمو الطبيعي «Organic Growth» من خلال التوسع في أعمال التشطيبات داخل وخارج الكويت (كمشروع سرايا العقبة بالأردن) والذي تم إنجازه في 2010، كذلك خلق أنشطة متكاملة للتشطيبات مثل الصيانة والمقاولات المتخصصة ورفع تصنيف الشركة لدى لجنة المناقصات المركزية من الدرجة الرابعة الى الدرجة الثالثة. وعلى صعيد آخر تنمو الشركة عن طريق استحواذات تخص بأعمال مثل مصنع مواد مساح Jadix وشركات مكملة لنشاطاتها.
• ما هو حجم حصة شركة خاطف من السوق الكويتي بالمقارنة مع الشركات ذات النشاط المماثل؟
– لا يمكن قياس حصة شركتنا من السوق في غياب المعلومات عن حجم سوق الاستحواذات وعدد الشركات العائلية وحجمها وإيراداتها وغيرها من المعلومات.
• ما أحجام النمو في الشركات التي استحوذت عليها «خاطف القابضة»؟ وهل نجحت إعادة هيكلتها ورفع قيمها السوقية؟
– حجم النمو في الشركات يختلف من قطاع لآخر، ففي قطاع نظم المعلومات أسفر استحواذنا الى نمو الشركة 300 في المئة أما في قطاع المقاولات فقد زاد النمو 200 في المئة علماً بأن القيمة السوقية ارتفعت أكثر من 3 أضعاف، وفيما يخص بقطاع الصناعة فالنمو مرتبط بالعرض والطلب على المنتج في السوق المحلي.
• وما آخر استحواذات الشركة التي نفذت هذا العام؟
– آخر استحواذ لشركة خاطف هو الاستحواذ على حصة مؤثرة في شركة « أروى الخليج» لتعبئة المياه والتي تعمل بالعلامة التجارية Aqua Cool ونحن متفائلين بهذا القطاع وفي زيادة النمو الصناعي في الكويت.
كذلك فالشركة هي الموزع المحلي للقهوة المشهورة على مستوى العالم LAVAZZA ومعداتها.
معوقات
• ما أكبر المعوقات في هيكلة الشركات التي استحوذتم عليها؟
– هناك أكثر من جانب معوق في الاستحواذات فأكبر تحد هو قبول الشريك المؤسس المشاركة في الإدارة ومبدأ تفويض السلطات للغير لأنه الأسلوب الوحيد لزيادة حجم الأعمال بطاقة تفوق طاقة الشخص أو الشخصين كما هو في السابق.
كذلك كيفية تحويل العمل في الشركة من إدارة بشخص الى إدارة بأشخاص يخلق نوع من الارتباك في البداية للموظفين الذين يجب أن يرتقوا للعمل المؤسسي وتحديث الطاقم الفني والإداري والمالي لمواكبة هذا التحديث.
أما المعوق الأساسي فهو تحويل الطاقة التشغيلية من حجم الى حجم آخر وانعكاس ذلك على إيرادات ومصادر الشركة. كذلك وضع نظم جديدة ورقابة داخلية قد يكون غير مستحب للشركات الصغيرة.
• هل تعتزم خاطف الدخول في أسواق أخرى غير الكويت؟
– لقد كانت سياسة الشركة البدء بالسوق الكويتي لأنه المركز الرئيسي للشركة ثم التوسع الى دول الخليج العربي ثم الشرق الأوسط وعام 2013 سيشهد بداية دخولنا أسواق أخرى مثل المملكة العربية السعودية.
• ما دور التمويل المصرفي في نشاطكم؟
– كانت منظومة دراسة جدوى الشركة ترتكز على تمويل استحواذاتنا من أموال الشركة بالشراكة مع تمويل من البنوك المحلية. ولكن عزوف المصارف عن تمويل هذا النوع من الائتمان وطلب البنك المركزي ضرورة وجود ضمانات عقارية أو أسهم مدرجة لأي تمويل جديد، حد من استحواذاتنا وخفض قيمها حتى لا نستنفذ رأسمالنا بالكامل.
• ما حالة سوق الائتمان المحلي؟ ولماذا في رأيك النمو البطيء فيه؟
– من وجهة نظري كمصرفية سابقة، حالة الائتمان المحلي شبه مشلولة فمتى كانت المصارف الكويتية تنمو بـ 5 أو 6 في المئة؟ هذا رقم غير طبيعي لسوق حيوي مثل الكويت. السبب هو الطلبات الكثيرة من الجهات الرقابية التي حدت من الائتمان في حين أن المشكلة الإقتصادية جزء من حلها هو تحفيز الائتمان.
فمثلا لحل مشكلة الإئتمان المتفاقم والناتج عن أعوام سابقة يمكن خلق محفظة للديون المتعثرة مثل أيام سوق المناخ عندما خلقت «محفظة المديونيات الصعبة» والتي تم سدادها بمشاركة من الحكومة والقطاع المصرفي عن طريق فوائد مخفضة ومد أجل الدين وغيرها.
دار الاستثمار
• هل استوفت «خطف القابضة» مستحقاتها على شركة دار الاستثمار بالكامل؟
– شركة خاطف القابضة مثل شركات وبنوك عدة كانت مرتبطة بعقد مرابحة قصير الأجل مع شركة دار الاستثمار يستحق في نهاية عام 2008 وعندما تعثرت شركة دار الاستثمار وامتنعت عن السداد. قامت الإدارة التنفيذية في شركة خاطف القابضة بمبادرة تجميع صفوف الدائنين والوقوف على آلية لسداد مستحقاتنا، حتى قام الدائنين المحليين بترشيح «خاطف» كممثل عنهم في لجنة الدائنين التي أعدت خطة الهيكلة لشركة دار الاستثمار. وبعد عناء دام 4 سنوات وتحت مظلة محكمة الاستقرار الاقتصادي استطاع دائنو الدفعة (أ) و(ب) الحصول على كامل مستحقاتهم والحمد لله.
• هل هناك خطط للشركة للإدراج في سوق الكويت للأوراق المالية؟
– رغم وجود هذه الخطة منذ التأسيس، إلا أن الوضع الإقتصادي المحلي والعالمي يحد من الاستفادة من الأدراج في الاسواق تنقصها السيولة والاستقرار وحالياً مساهمين خاطف يفضلون الإبقاء على استثماراتهم بقيمها الحقيقية.
• تركت فاطمة البدر واحداً من أهم المناصب القيادية في الشركة الكويتية (الرئيس التنفيذي لشركة المباني) لتبدأ مغامرة خاطف، فهل كان القرار صائباً والتوقيت صح؟
– فاطمة البدر دائما تبحث عن التحدي، فمنذ استقطابي كأول كويتية في سيتي جروب لأكون ممثلة لهم في منطقة الخليج تعاملت مع هذه التحديات ونجحت في تمثيل البنك في المنطقة وفتح مجال للكويتيين مع البنوك الأجنبية، وبالطبع كانت قيادة شركة المباني تحدي آخر، حيث أنني أول امرأة ترأست شركة عقارية مدرجة ودخولي لشركة المباني في وقت حرج لإنجاز مشروع الأفنيوز المرحلة الأولى وإعادة هيكلة الشركة مالياً وإدارياً لتصبح الشركة مواكبة للشركات العقارية الرائدة في مجالها ونجاحي في ذلك جعل عندي تعطشا لتحد جديد ولطالما كان يراودني موضوع كيفية استمرارية الشركات العائلية الناجحة التي تعتبر العصب الأساسي الذي يرتكز عليه الاقتصادي المحلي والخليجي.
• لماذا أسستم «خاطف للاستشارات»؟
– مع وجود فريق عمل متخصص في خاطف القابضة يقوم بدراسة وتحليل وتقييم جميع الفرص الاستثمارية والاستحواذات. وبعد العزوف عن الكثير من الاستحواذات لوجود فرق بين ما يطمح له الملاك وحقيقة وواقع التدفقات النقدية المستقبلية للشركة والذي تبنى بأسلوب علمي. وجد أن هؤلاء الملاك يطلبون من خاطف استشارات في الهيكلة المالية والإدارية وفي كيفية بناء تدفقات مستقبلية صحيحة بدل من عرض جزء من شركتهم للبيع. كذلك وبحكم علاقاتي المصرفية وجدت الكثير من عملائي السابقين يطلبون الاستشارة في كيفية إعادة هيكلة استثماراتهم وتوزيع مخاطرهم فأصبحت خاطف الاستشارات تلعب دور المستشار لهؤلاء الأشخاص. والشركات وأصبحت درعا رئيسيا في المجموعة؟
• علمنا أنك كنت أحد المحكمين في «إنجاز» وكذلك «كويتي وافتخر» فما سر اهتمامك بالمشروعات الصغيرة؟
– منذ بداية حياتي المهنية وأنا مهتمة بالمشروعات الصغيرة وقد قمت بأكثر من مشروع صغير وأنا أعمل كمصرفية، منه الذي نجح ومنه الذي لم ينجح. كذلك كنت من أكثر الداعمين لتمويل المشاريع الصغيرة في البنوك لاسيما على شكل تسهيلات غير نقدية (LC وكفالات) والحمدلله كل من قمنا بتمويله في بداية العام 2000 أصبحت شركات ناجحة اليوم.
قم بكتابة اول تعليق