أثبت فشل الأزرق في الاحتفاظ بلقبه بطلا لمسابقة غرب اسيا وخروجه من الدور التمهيدي للبطولة التي تستضيفها الكويت حاليا ان هناك اكثر من خلل يعاني منها.
وقبل ولوجه في خوض المنافسات كانت المؤشرات جميعها توحي بأنه لن يستطيع بسهولة من المحافظه على لقبه بما انه يمتلك جميع المقومات التي تؤهله لذلك حيث تعد صفوفه متكامله واغلبها من اللاعبين الكبار بعكس المنتخبات الاخرى التي معظمها من الرديف والشباب والامر الاخر انه يلعب على ارضه و بين جمهوره ومن ثم ان هاتين الورقتين كفيلتان ان تمنحه المزيد من القوة والعطاء والاهم من ذلك ان الدافع الكبير الاحتفاظ باللقب ولكن الازرق لم يكن مؤهلا من تحقيق ذلك عطفا على مرحلة الاعداد التي سبقت البطولة بما انه بدأت منذ وقت مبكر في مطلع سبتمبر الماضي حيث خاض 5مباريات مع منتخبات وخسر امام الامارت واوزبكستان وفاز على الفلبين ووتعادل مع سورية والبحرين وبعدها توجة الى انطاليا التركية ولعب خلالها 3مباريات وفاز بها جميعها وبنتائج كبيرة ومع فرق لم تكن ذي مستويات مرتفعة.
وهذا وفقا الى اعتراف الجهاز الاداري الذي أكد على ان المباريات ضعيفة ولم يستفد منها المنتخب وألقى باللوم على المتعهد الذي لم يلتزم بهذا الجانب. ومن ثم انعكست النتائج من وراء هذه المباريات على حالة الفريق في البطولة وتحديدا امام فلسطين في المباراة الاولى وفاز بها 2-1ولكن بعد اداء اقل ما يصف بانه متواضع وتجلت الحقيقة في المباراة الثانية بالخسارة على يد المنتخب العماني 2-0 حيث انكشف وضع الفريق وبدا مدى عدم قدرة المدرب غوران توفجيتش على الاخذ بالفريق نحو المكانة المثالية بالرغم ان المنتخبات المنافسة تشارك بلاعبين شباب الا انه ظل ملتزما بنهجه المعتاد دون ان يحدث اي تغير على اسلوب اللعب.
وبما ان الازرق نجح من الفوز على نظيرة اللبناني 2-1 في المباراة الاخيرة وان اظهر شجاعة في اللعب والتحرر من القيود المفروضة عليه من خلال منهجية غوران التقليدية الا هذه الافضلية لاتعني انه مسح الصورة غير المقنعه التي ظهر عليها في المباراتين السابقتين بل شعر اللاعبون بالمسؤولية مع ضرورة اعادة ثقة الجماهير اليهم هو السبب المباشر الذي دفعهم لذلك ولا يمكن ان ارجاع الفضل للمدرب غوران بشكل مباشر.
وبعد هذا الخروج من البطولة فمن الطبيعي ان الجماهير الرياضية لم يتبق امامها سوى «خليجي 21» في البحرين فهي تامل ان تشاهد ازرقها في حالة مغايرة عما بدا عليه في غرب اسيا.
ومثل ذلك الامر لابد ان يضعه غوران على رأس اولوياته حيث درجات الغضب وعدم الرضا بلغت اعلى مراحلها في الشارع الرياضي وبما انه اعلن تشكيلة الفريق للبطولة فانه سعى الى تفادي تجاهل اختيار بعض اللاعبين باعادة علي مقصيد وعبد العزيز السليمى وفهد الرشيدي بعد ان استبعدهما من القائمة في غرب اسيا بالاضافه الى ضم مساعد ندا وحسين فاضل وفهد العنزي بعدما تماثلوا الى الشفاء من جراء الاصابات التي حالت دون المشاركة مع الفريق في غرب اسيا.
فهو يدرك تماما ان هذه المرحلة مغايرة عما سبقتها حيث تأخذ البطولة اهمية خاصه والازرق يحمل لقب النسخة الماضية وعلى تقدير ان الجماهير تتطلع الى بطولة يحاول من خلالها نسيان كثرة الانتكاسات المتعاقبة في الفترة الماضية بدءا من الخروج من كاس اسيا وتصفيات مونديال 2014 والبطولة العربية في قطر وكاس العرب في جدة واخرها احفاق غرب اسيا.
وعلى ضوء هذه الاخفاقات فمن الطبيعي ان الشارع الرياضي لم تعد لديه الرغبه من اخفاق جديد ومن ثم على غوران ان يعرف تماما ان الاستمرارية بالاخطاء وعدم قراءة الاوضاع بمنطقية ووضوح فأن مسلسل الاخفاق من المؤكد انه سيختتم في فقدان لقب كاس الخليج.
وطالما انه اعترف بان المعسكر في انطاليا لم يكن مجديا وان غرب اسيا مجرد اعداد لـ«خليجي 21» فهو بذلك عليه ان يحسن علاج العلل على الصعيد الفني حيث معسكر ابوظبي فرصة مناسبه ليصل لمبتغاه بما انه اشترط ملاقاة فرق قوية وخصوصا انه استعان بافضل اللاعبين وان كان غياب الحارس خالد الرشيدي يترك عدة تساؤلات فالتبرير انه يعاني من اصابه لايمكن الاخذ بها فهناك وقفة مع النفس من قبل اللاعب فهو كان يرى انه مؤهل للعب اساسيا في البطولة بناء على اقتناع مدرب الحراس الا انه يرى ان غوران قد تجاهله ولذلك اوجد الاصابة مبررا للاعتذار فهذه الامور لابد ان تأخذها بعين الاعتبار فلم يعد ينفع السكوت وغض النظر عنها فلابد من بترها من الاساس لكي لاتستفحل،والاهم من ذلك لابد ان يكن الجميع سواء غوران اوالجهاز الاداري واللاعبين ان يكونوا قد استوعبوا الدرس فما «خليجي 21» الا الاختبار الاخير اما البقاء او التسريح.
المصدر “النهار”
قم بكتابة اول تعليق