أكد الملحن عبدالله القعود عدم وجود خلاف بينه وبين أحد، مضيفا أن بابه مفتوح للجميع واعترف القعود أنه اقتبس جملاً موسيقية، ولكنه في الوقت نفسه أشار إلى أنه «ليس حرامي»، مستبعداً أن يقدم تجربة غنائية كما فعل غيره من الملحنين بطرحه تساؤل «هل يعقل أن أزيد الطين بلة وأغني؟».
ورأى القعود في حوار له مع صحيفة الراي أن شركات الإنتاج «شلت» في العالم العربي، وتساءل: «ليش منو قادر ينتج الحين؟». كما شدد على أن الشباب بحاجة إلى التشجيع والدعم «وإلا فنسكت وايد أحسن إذا ما عندنا كلمة زينة».
وقال القعود في الحوار: «قد لا أكون أضفت إلى عبدالله الرويشد في مسيرته شيئاً مثل غيره»، وكشف أن الفنانة المغربية أسماء المنور تصدرت الحفلات في الكويت هذه السنة… موضحاً أنهم هم من قصدوا تسريب أغنيتها «أدري» التي حققت نجاحاً كبيراً.
• كيف تنظر إلى مشاركتك في أوبريت الدولة للسنة الخامسة؟
– البعض يعتقد أن الأوبريت أمر سهل، ولكنه في الواقع أمر شاق وممتع في الوقت نفسه، خصوصاً حال خلق «هارموني» بين المجموعة التي تعمل فيه، وأتولى فيه الجانب الموسيقي وهناك من يهتم ببقية النواحي. فالمخرج هو أحمد الدوغجي، الفكرة للشيخة أمثال الأحمد، الشعراء ساهر، أحمد الشرقاوي، منصور الواوان، والملحنون عبدالله القعود، أحمد الحمدان، الأنين، بدر خليفة، والتوزيع لربيع الصيداوي، والغناء سيكون لطلاب وطالبات وزارة التربية.
• ألن يكون تولي ملحن واحد مهمة تلحينه وشاعر واحد كتابته أمراً أفضل؟
– لا، فمجموع الملحنين والشعراء الذي يضمه العمل أمر صحي للغاية، وإذا رجعنا إلى التاريخ، فسنجد أن غالبية الأعمال التي قُدّمت تمت بصورة جماعية.
• ألا ترى مجازفة بتقديم أسماء جديدة كل سنة للمشاركة في عمل بهذه الأهمية؟
– لا توجد مجازفة بتقديم دماء جديدة كل سنة، «ويا ريت احنا في بدايتنا» كان هناك من يدعمنا، وشخصياً أستفيد من الشباب المشاركين معنا، فهم يعطوننا «نفساً» مختلفاً، وهذه السنة تنضم إلينا الملحنة الأنين، وهي المرة الأولى التي أشرك فيها العنصر النسائي بالعمل، واخترتها بعدما راقبت أعمالها من السنة الماضية، وغنى لها كبار الفنانين في الوطن العربي أمثال عبدالله الرويشد، نوال، أسماء المنور، وهي من الأسماء التي لا يختلف عليها أحد وحتى الزملاء الملحنين والفنانين.
• هل ترى أن الإقبال على الأوبريتات ما زال موجوداً؟
– هناك إقبال كبير ولها مكانتها، ويتم تجزئة «الأوبريت» وتقديمه على مدار السنة، وكنت مستمتعاً وأنا أشاهد الألعاب النارية بمناسبة مرور خمسين عاماً على الدستور وهي تنطلق على وقع نغماتي، وهذا شيء نفتخر به.
• كيف ترى الساحة الفنية اليوم في الكويت؟
– كانت أفضل في السابق، وحالياً لا يوجد دعم للشباب.
• وأين دور شركات الإنتاج؟
– «ليش منو قادر ينتج الحين؟»، فشركات الإنتاج شُلّت في العالم العربي كله، لأنها باتت تخسر مادياً، وفي النهاية هي شركة تجارية أساسها المكسب المادي والجودة، وعندما لا يتحقق الشرط الأول وهو المكسب فلن تكون هناك استمرارية.
• لكننا رأينا في الآونة الأخيرة الكثير من الفنانين افتتحوا شركات إنتاج خاصة بهم؟
– لا تسمى شركات إنتاج كونها تقتصر على إنتاج أعمال الفنان لنفسه، وليس أعمال فنانين آخرين وتصوّر لهم كليبات وتدعمهم.
• البعض يرى أن الساحة الفنية في الكويت لا توجد فيها أصوات تستحق، ولهذا الإنتاج غائب عنها؟
– «كلمة ما شفنا» أتحفظ عليها مع أنني استمعت إليها أكثر من مرة ومن أسماء لها تاريخ في الفن، وارى أنه يجب ألا نحبط الفنانين ونقول لهم هذا الكلام، لأن هناك فنانين موجودين ويعملون ولا بد أن ندعمهم، وهناك أصوات جميلة كفواز المرزوق، فواز الرجيب، بشار الشطي وعبد القادر الهدهود أصواتهم جميلة ويمتلكون فرصة ليحققوا نجومية أكبر، والدليل أن الهدهود استطاع في ألبومه الأخير أن يصل إلى المغرب. ومساعد البلوشي من الأصوات الجميلة وقدم ألبوماً جميلاً وناجحاً، وشخصياً معجب به. وحتى بدر الشعيبي ممكن أن يقدم أعمالاً جيدة وأن يلحن له أغنيات جيدة.
• وما الذي ينقص هذه الأسماء لتنجح؟
– لا يوجد دعم، والإعلام لا يسلط الضوء على هؤلاء الشباب ولم يعطهم الفرصة. ولا أريد أن أنظّر، ولكنني أرى أن الشباب يحتاجون إلى التشجيع والدعم و ليسوا بحاجة إلى الإحباط «والا فنسكت وايد أحسن إذا ما عندنا كلمة زينة»، وشخصياً لن أتحدث عنهم بصورة سيئة والكويت فيها الخير والمواهب وستظل كذلك.
• هل هناك وجه مقارنة بين نجومية هؤلاء والكبار أمثال عبدالله الرويشد، نبيل شعيل ونوال في بداياتهم؟
– ذاك زمن وهذا زمن، وحتى على صعيد التلحين نحن كنا محظوظين وقت انطلاقتنا، فاليوم إذا حاولنا أن «نحفر القاع» كملحن «لما استطعت، واليوم الأوضاع مختلفة والتنافس شديد، ولكن في الوقت نفسه هناك ميزة للفنانين الذين ظهروا اليوم مع وجود «ميديا» جديدة خدمتهم. وفي مرحلة الستينات والسبعينات كان المستمع مختلفاً ولديه الاستعداد أن يذهب إلى حفل ويستمع إلى أم كلثوم وفيروز لمدة ثلاث ساعات، ولكن اليوم الثقافة اختلفت ويجب أن نجاريها ونقدم فنوناً تتناسب مع هذا العصر. ولا أقصد أن نتنازل ونقدم فناً تافهاً، بل نرتقي ونقدم ما يتناسب مع هذه الفترة.
• هل ترى أن الحل يكمن في عودة وزارة الإعلام إلى الإنتاج مجدداً؟
– لا، فهل وزارة الإعلام القطرية أو السعودية تنتج على سبيل المثال؟ فهذا دور الخصخصة والقطاع الخاص، واليوم إذا كانت الشركات أغلقت أبوابها، فالمجال ما زال مفتوحاً واتجه الشباب إلى الإذاعات وتقديم الأغنيات على حسابهم ونجد البعض منهم يتصدرون سباق الأغنيات كبدر شعيبي وغيره من الشباب، وهذا نجاح. وكل ما يحتاجونه هو فرصة ليحققوا النجاح وأن يتم تأهيلهم أكثر ويكون لهم تواجد في الحفلات.
• لماذا تغيب الكويت عن الحفلات؟
– لا يوجد فيها «مربح»، وإذا أقاموا الحفل يخافون ألا يكون هناك حضور… وعموماً المناخ في الوطن العربي الآن لا يساعد.
• أترى أن جمع بعض الفنانين الشباب بين أكثر من موهبة واتجاه هو نوع من الإفلاس؟
– بشار الشطي ملحن، مغن، والآن بات ممثلاً… أليست هذه مواهب تستحق التقدير والدعم؟ ومن يقول عكس هذا منافق، فعمالقة الفن جمعوا بين الغناء والتمثيل كعبدالحليم حافظ، وهناك فريد الأطرش الذي قدم الغناء والتمثيل واللحن، وفيروز ممثلة وغنت، فهل تعتبر مفلسة؟!
• هل ترى أن مستوى الكلمة انحدر اليوم؟
– هناك انحدار على مستوى الكلمة، ودائماً أقول إننا نواجه هذه المشكلة، فدائماً كان يضرب المثل بالكلمة الخليجية، للأسف أننا صرنا نستمع إلى نجوم يتغنون بكلمات لا تليق بنجوميتهم، فهناك كلمة دارجة تغنى وكلمة أخرى وقحة لا تقال.
• هل نحن في عصر الملحن؟
– لا، نحن في عصر «التيم»: موزع مهم، كلمة مهمة، ملحن والصوت، فهناك أغنيات تكون الكلمة فيها الأبرز، مثل «مسألة وقت» لعبدالله الرويشد، فالكلمة لفتتني وساعدتني وكانت مهمة، وفي بعض الأحيان أقف أمام نص وأجد نفسي عاجزاً أمامه، وأعتذر عن اللحن.
• البعض يقول إن الأغنية الكويتية انتهت على يد الإماراتية؟
– هم أنشط ويعملون على نشر إيقاعاتهم وناجحون فيها. ولا أعتقد أن الأغنية الكويتية تنتهي «شنو ينهيها من صجكم انتو؟»، وهي غزيرة وموجودة في كل مكان.
• كيف ترى تجربتك في لجنة تحكيم برنامج «سوبر ستار»؟
– كانت تجربة ناجحة، وبعد أن انتهيت من تصوير البرنامج وبدأ عرضه تفاجأت من كمّ النجاح غير العادي الذي حققه، وأصبحت كالفنانين أوقّع الأوتوغرافات للمعجبين، وكان المهم في الموضوع أن البرنامج ليس تجارياً بحتاً، بدليل أنه كان يأخذ تصويتاً من الإنترنت وحاولوا تقديم ألبومات للمتسابقين. ومع العلم، فأنا رفضت البرنامج ثلاث مرات عندما عرضوا عليّ المشاركة فيه لتقديمه و«دزوني دز عليه»، والصدفة وحدها هي ما جعلتني أقبل بالمشاركة فيه.
• وما كان وجه اعتراضك؟
– لا أحبّ الالتزام، فالأمر يتطلب تواجدي بصورة أسبوعية في بيروت مهما كان عندي من مشاكل أو التزامات، وتطلّب الأمر تنقلي في عدد من الدول ولا يحق لي الاعتراض على هذا ولست من محبي كثرة التنقل. ولكن من ناحية أخرى جعلني أكسب شهرة واسعة، وأتعرف على الكثير من الفنانين، ولكن في الوقت نفسه جعلني لا أعمل على صعيد كبير بحكم ارتباطي المستمر مع البرنامج.
• كيف تقوّم نجوم الموسم الأول ديانا كرزون، رويدا عطية وملحم زين؟
– الشباب ظلموا لأن الإدارة لم تستمر معهم، فالموضوع لم يكن مدروساً والإدارة لم تكن تعي هذا النجاح الكبير، وأن تحدث ثورة إذا خرج ملحم زين.
• هل تؤيد هذه البرامج؟
-هي أمر صحي وباتت المتنفس الوحيد للشباب، بالرغم من أن هناك بعض المحطات التي تأخذها من جانب تجاري. وأعتقد أن المشكلة تكمن في سرعة إنهاء الـ Show، وقبل أن يتم دعم هؤلاء المواهب بصورة كافية فتخرج مواهب أخرى بعد ستة أشهر، والجمهور في النهاية سيدعم المواهب الجديدة.
• كيف رأيت النسخة الجديدة منه «أرب آيدل»؟
– لم أشاهد برنامج «أرب آيدل»، وعموماً لم أشاهد أياً من البرامج الأخرى وحتى «سوبر ستار» بسبب ضيق الوقت. • رغم تعدد المتسابقين الكويتيين الذين شاركوا في برامج الهواة، بقي بشار الشطي الأبرز، لماذا؟
– لأنه الأول «واللي حصله ما حصل لأحد»، وكانت فرصة ذهبية له.
• هل استغل الفرصة الذهبية؟
– نوعاً ما، وكان ممكن أن يستفيد أكثر من كل النواحي، ولكنه كان صغيراً في العمر ولو كان في ذلك الوقت بوعيه الحالي ومعه إدارة صحيحة لكان الأمر اختلف تماماً.
• ما رايك بألبوم نوال الأخير؟
-لم أستمع إليه جيداً حتى أحكم عليه، ولكن أعجبتني أغنية «يا فاهمني».
• ما سر العلاقة القوية التي تجمعك بعبدالله الرويشد؟
– لأننا أصدقاء وبيننا إنسانية، وقد لا أكون أضفت إليه شخصياً شيئاً في مسيرته مثل غيري، وقدمنا الكثير من الأعمال الناجحة وما زلنا نكرر هذا النجاح، ويكفي أننا عندما نعمل معاً يتنازل هذا النجم ويأتي إلى الاستوديو لنستمع إلى الأغنيات ونتناقش فيها وهو صديق.
• هل هذا تنازل؟
– الفنانون اليوم يطلبون «غايد» وأن نرسله إليهم عبر «الإيميل»، وشخصياً لا أعرف اتباعها ولا أعتبرها فناً. فلا بد أن يستمع الفنان إلى اللحن ليتأكد من أنه يحبه وأتأكد بدوري أنه قادر على غنائه.
• لماذا تُحسب دائماً على عبدالله الرويشد؟
– بابي مفتوح للجميع والعملية تعتمد على الصدفة والتواصل، ولا يوجد خلاف مع أحد.
• كَثُرت أخيراً ظاهرة دخول الملحنين بأصواتهم في الأغنيات مع المطربين… فماذا عنك؟
– لست ضد الأمر، ولكن هذا لا يعني أنني سأقدم هذا وأقلدهم، وشخصياً أعجبت بالجملة الموسيقية للملحن وليد سعد مع نانسي عجرم في أغنية «مين ده اللي نسيك».
• ألم تفكر بالغناء مثل بعض الملحنين الذي سبقوك؟
– لا أؤمن بأن صوتي «حلو»، وأقول للناس إن من صوته مثل صوتي لا يغني، فهل يعقل أن أزيد الطين بلة وأغني؟ سبق وقدمت تجربة غنائية في فواصل لدعايات و«كورال» للأغنيات التي أقدمها.
• كثيرات من الفنانات العربيات يحرصن على العمل معك، ما السبب؟
– التعاون معهن مثمر فنياً وتجارياً، وفي النهاية يتجهن إليّ ليدخلن إلى السوق الخليجية، وتحديداً الكويتية عبر مكتب عبدالله القعود.
• ما سر تهافت الفنانات العربيات على الأغنية الخليجية؟
– لأنها سوق قوية من ناحية الحفلات الخاصة، المهرجانات، القنوات، ولا ننسى أن الطلب على الفنانات أكبر كون الأعراس في الخليج نسائية، وتقديم المطربة للأغنية الخليجية يقرّبها أكثر من الجمهور.
• من تصدّرت الحفلات في الكويت هذه السنة؟
– أسماء المنور، وفي العام الماضي ميريام فارس، وفي سنة من السنوات كانت يارا.
• هل تدعم الفنانين الذين توقع معهم إدارة أعمال؟
– بالطبع، فعملي أن أسوّقهم وأفتح لهم الفرص والمجالات، وكانت هناك فنانة دعمت وجودها في إحدى الحفلات المهمة ودفعت من حسابي الخاص تكلفة الفرقة الموسيقية، ولم تنجح الفنانة ولم يكن عليها طلب.
• هل يلتزم الفنانون بعقودهم من واقع خبرتك بالتعامل معهم؟
– ليس بالعقد تقاس الأمور، فاذا لم يشعر الفنان من داخله بأن هذا الشخص قدّم وساعد معه، وله حق فلن يلزمه أي شيء.
• تدعم تسريب الأغنيات؟
– بعض الأغنيات أفضّل تسريبها، لأن الجمهور يحبّ الممنوع، وقصدنا أن نسرّب أغنية «أدري» لأسماء المنور وحققت نجاحاً وأصداء كبيرة.
• هل تقبل دخول ابنتك الوسط الفني؟
– أرفض، لأن حياة الفنانة شاقة، وأفضّل لابنتي الاستقرار.
• هل ترى أن وجود دار أوبرا في الكويت سيكون له إقبال؟
– فئة قليلة من الكويتيين تهتم بالأوبرا، ولكن عموماً لا ضير من وجودها.
• كيف ترى لجوء البعض إلى اقتباس ألحان أو جمل لحنية؟
– أن يكون حرامي ناجحاً أفضل من أن يكون حرامي فاشلاً، وهناك أشخاص قادرون على الاقتباس ولا تستطيع أن تمسك عليهم شيئاً.
• هل اقتبست؟
– نعم اقتبست، وهناك جمل أعجبتني وقدمت مثلها، ولكنني «لست حرامي»، والحرامي هو الذي يأخذ الجملة كما هي من دون إضافة أو تعديل.
قم بكتابة اول تعليق