قال باحثان متخصصان انه لا بديل عن استخدام الطاقة البديلة بتوسع في المستقبل في كل دول العالم ومنها دول الخليج العربية معتيرين تأثير هذه الطاقة على اهمية النفط محدودا في الوقت الحالي.
وأضاف الباحثان في لقاءين منفردين لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم على هامش الملتقى الجغرافي الأول الذي تقيمه الجمعية الجغرافية الكويتية تحت عنوان (مصادر الطاقة البديلة الواقع والتحديات) ان دول الخليج العربية لديها مقومات نجاح استخدام الطاقة البديلة مؤكدين أهمية تضافر جهود الباحثين الخليجيين لتطوير استخدامات الطاقة البديلة وبتكلفة مناسبة.
وقال نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية الجغرافية الكويتية الدكتور جاسم العلي ان هذا الملتقى الجغرافي الاول من المنتظر أن يستمر تحت عناوين اخرى في السنوات المقبلة موضحا ان الجمعية دائما ما تسلط الضوء على القضايا الحيوية والملحة التي تحتاج اليها البشرية وكل الدول.
ورأى العلي ان الاعتماد شبه الكلي في الصناعة الان على مصادر الطاقة الاحفورية “وهي مصادر ناضبة وملوثة للبيئة وهو ما يحول الاهتمام الى مصادر الطاقة البديلة” معتبرا هذا التوجه عالميا بشكل عام ومن الاولويات للدول المتقدمة كظاقة الرياح والشمس والمياه.
وأضاف ان اهمية الطاقة البديلة جعلت الدول تدخل في مشاريع عملاقة خاصة بهذا المجال كبناء السدود للاستفادة من طاقة المياه علاوة على مشاريع اطلاقة الشمسية والرياح مشيرا الى أن المحاضرين في هذا الملتقى متخصصون من دول خليجية مختلفة ما يمنح هذا الملتقى اهمية كبيرة فضلا عما يخرج به الملتقى من توصيات ستكون مفيدة لدول الخليج كلها.
وقال “اننا متأخرون في استخدام الطاقة البديلة كدول مجلس التعاون بشكل عام لأن اعتمادنا الكلي على البترول لكن التوجه الحالي الآن نحو تطوير استخدامات الطاقة البديلة” مشيرا الى ان معهد الكويت للابحاث العلمية لديه عمل جاد على ابحاث الطاقة البديلة خصوصا الطاقة الشمسية وكذلك الحال بالنسبة لدول الخليج العربية.
وبين العلي ان الاعتماد على الطاقة البديلة في الكويت سيكون على المدى البعيد معربا عن تمنياته بان تكون هناك خطوات واسعة للتحول الى استخدام الطاقة البديلة لتحل محل البترول “لاسيما ان الكويت لديها وفرة في مصادر الطاقة البديلة”.
وأشار الى ان فترة الصيف طويلة وتتوافر فيها اشعة الشمس بشكل كبير علاوة على الرياح الشمالية الشرقية التي توفر طاقة الرياح ويمكن الاستفادة منها بشكل كبير مبينا أن الطاقة البديلة تحتاج الى تكنولوجيا متطورة ومعدات واجهزة مرتفعة الثمن وليست كالبترول الذي يستخدم كمادة اولية بعد استخراجه بتكلفة بسيطة وهو ما يعوق التطور في استخدامات الطاقة البديلة”.
واستدرك بالقول ان التطور التكنولوجي سيصل حتما لتوفير الطاقة البديلة بشكل تجاري مع مرور الوقت مشيرا الى ان ارتفاع سعر برميل النفط جعل العالم يتوجه للتفكير جديا بالتعويض باستخدام الطاقة البديلة.
من جهتها شددت الاستاذ في قسم الجغرافيا بكلية الآداب في جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية الدكتورة عواطف الشريف الحارث على ضرورة مشاركة المتخصصين في دول مجلس التعاون الخليجي في العمل على ايجاد طرق مفيدة لاستخدام الطاقة البديلة بشكل تجاري اقتصادي.
وقالت الدكتورة الشريف ان مشاركتها في الملتقى تلقي الضوء على تجربة المملكة في استخدامات الطاقة البديلة وبالاخص التجربة الناجحة لاستخدام الطاقة الشمسية مشيرة الى ان المملكة لديها توجه للاهتمام بالطاقة البديلة والتركيز عليها في السنوات المقبلة على كل المستويات.
وعما اذا كان بالامكان أن تؤثر الطاقة البديلة على النفط كمصدر للطاقة وهو ما يضر بالدول النفطية قالت ان الطاقة البديلة لن تؤثر في اهمية النفط خصوصا اذا ما حدث توازن في استخدامات انواع الطاقة مشيرة الى انه مع مرور الزمن من الممكن وعلى المدى البعيد ان تحل الطاقة البديلة محل النفط “وهو ما يجب ان تنتبه اليه الدول النفطية”.
وحول النسبة المتوقعة في الاعتماد على الطاقة البديلة كمصدر للطاقة في استخدامات دول الخليج العربية توقعت ان تصل الى ما بين 15 و20 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة.
قم بكتابة اول تعليق