قال تقرير (الشال) الاقتصادي المتخصص ان أداء سوق الكويت للأوراق المالية كان مختلطا خلال الأسبوع الماضي مع تراجع عدد الصفقات المبرمة مقابل ارتفاع مؤشرات كل من القيمة والكمية للأسهم المتداولة وقيمة المؤشر العام.
وأضاف التقرير الذي أعدته وحدة البحوث الاقتصادية في شركة (الشال) للاستشارات والصادر اليوم ان قراءة مؤشر الشال (مؤشر قيمة) كانت في نهاية تداول يوم الخميس الماضي بلغت نحو 1ر444 نقطة وارتفاع بلغت قيمته 9ر4 نقطة ونسبته 1ر1 في المئة عن اقفال الاسبوع الذي سبقه وبانخفاض بلغ قدره 1ر6 نقطة أي ما يعادل 4ر1 في المئة عن اقفال نهاية عام 2011.
وحول أزمة العالم المالية رأى أن زمن الأزمات الكبرى “يتطلب بعض الخروج على طرق المواجهة التقليدية لها ولعلها المرة الأولى في تاريخ الفكر الاقتصادي التي يتم فيها ربط السياسة النقدية ليس بالنمو أو التضخم وإنما بأحد مؤشرات النمو أو رقم البطالة”.
واستذكر تصريحات رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي الامريكي (بن برنانكي) ومفادها ان السياسة النقدية ستبقى توسعية بسعر فائدة قريب من الصفر حتى ينخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة الامريكية الى ما دون ال 5ر6 في المئة وكان في نهاية شهر نوفمبر 2012 بحدود 7ر7 في المئة.
وأشار التقرير الى تزامن اعلان (برنانكي) الذي جعل من الممكن لاي انسان التنبؤ بقرار تغيير سعر الفائدة لوجود وسيلة قياس معلنة وزيادة جرعات التيسير النقدي بنحو 45 مليار دولار أمريكي شهريا لتصبح 85 مليار دولار.
واعتبر ان بنك الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأمريكي) “بات قلقا” من وضع الهاوية المالية الامريكية والتي تتطلب مواجهتها سياسة مالية انكماشية صلبها خفض النفقات العامة وزيادة الايرادات العامة بزيادة الضرائب.
وأشار تقرير (الشال) الى انه في زمن النمو الاقتصادي الهش قد تؤدي السياسة المالية الانكماشية الى عكس المطلوب منها أي الدفع باتجاه الركود (النمو السالب) بتبعاته على خفض مستوى الايرادات أيضا لافتا الى ان الركود هو عدو رئيسي للبنوك المركزية.
وقال ان ما يسعى اليه (الفيدرالي الأمريكي) هو احتواء الآثار المحتملة للسياسة المالية الانكماشية بتبني سياسة نقدية شفافة من جانب وشديدة التوسع من جانب آخر “ولكن في الوقت نفسه أعطى هذا الاعلان (اعلان برنانكي) دورا أكبر كثيرا للبنك المركزي في مواجهة الأزمة فيما يعتبر مؤشرا غير مباشر على ضعف ثقته في مواجهة حكيمة متأتية من السياسيين.
ولاتضاح مدى شفافية تلك السياسة -بحسب التقرير- يتوقع الفيدرالي الأمريكي أن يهبط مستوى البطالة في الربع الأخير من عام 2013 الى ما بين 4ر7 الى 7ر7 في المئة ما يعني توقع البنك باستقرار سعر الفائدة ثابتا وقريبا من الصفر إلى ما بعد نهاية عام 2013.
وتوقع تقرير (الشال) تسجيل التضخم للسنة الحالية معدلات بحدود ال 6ر1 في المئة ترتفع الى 9ر1 في المئة في عام 2013 ما يعني أن سعر الفائدة الحقيقي (سالب9 وسوف يزداد انخفاضا في عام 2013 وما بعده “أي امعانا في توسع السياسة النقدية وسوف يظل كذلك ما دامت معدلات التضخم غير متخطية لحاجز ال 5ر2 في المئة.
وذكر ان الأزمات غير التقليدية تحتاج أحيانا لمخارج وحلول غير تقليدية ورأى ان تخلي الفيدرالي الأمريكي عن أكثر أدوات السياسة النقدية أهمية (سعر الفائدة) بربطها بهدف معلن يمكن للجميع أن يتابعوه “سياسة غير تقليديةط في اشارة الى ان محافظ بنك انجلترا المركزي الجديد (مارك كارني) الذي سيتولى منصبه في الصيف القادم ينوي اتباع نهج (برنانكي) غير التقليدي وربط سعر الفائدة بمعدل البطالة.
ورأى تقرير (الشال) أن تلك السياسة “محسوبة” اذ ان مصمميها من مدرسة “تشبعت بأدبيات كساد عام 1929” ومعظمهم على اتصال لصيق بنظرائهم المؤثرين حول عالمنا الحاضر وضمن هذه السياسات وزن استباقي أكبر يتعامل مع واقع القرارات السياسية والتي قد لا تكون حصيفة حماية للمستقبل.
قم بكتابة اول تعليق