شهدت الدراما الكويتية خلال العام 2012 الكثير من الأحداث التي تستوجب ان يتوقف عندها القائمون عليها من منتجين وفنانين وكتّاب ومخرجين وفنيين، وذلك بما أفضت اليه من انجازات أو اخفاقات.
ورغم ان الموسم المنتهي شهد رواجاً وتفاؤلاً في بدايته، الا انه شهد هبوطاً حاداً في عملية التسويق في نهايته وهي ظاهرة لم تحدث منذ فترة طويلة، الأمر الذي انعكس سلباً على العديد من الشركات والمنتجين وأصابهم بالقلق، ولعل تأخر البداية القوية لموسم 2013 خير دليل على ذلك، بل ان عدم عرض العديد من الأعمال التي تم انجازها في بداية موسم 2012 الى الآن يؤكد ان الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن الانتاج الدرامي.
الموسم الدرامي للعام 2012 بدأ بحماسة شديدة، فكانت الفنانة حياة الفهد تعكف على تصوير مسلسل «سيدة البيت» بعد نجاح مسلسل «الجليب» وبالفعل انجزت هذا المسلسل مع كل من الفنان أحمد الصالح، زهرة الخرجي، أحمد السلمان، مشاري البلام، شيماء علي، صمود، طلال السدر، ريم الفضالة وغيرهم، وهذا المسلسل من تأليف الشاب محمد النشمي واخراج محمد البكر، وبالفعل تم عرضه عقب الانتهاء من تصويره.
في التوقيت نفسه، دخلت الفنانة سعاد عبد الله تصوير مسلسل «غريب الدار» مع سليمان الياسين، ابراهيم الحربي، عبير الجندي، مرام، يعقوب عبد الله، شيماء علي، صمود، عبد الله بهمن، شهاب جوهر، ليلى العبد الله وغيرهم، ولعل من تابع هذين العملين تحديداً سيجد ان حياة الفهد لا تزال تعشق البحث عن دور جديد مهما كان الأمر وبصرف النظر عن أسماء المؤلفين أو سواء كانت منتجة العمل أم ممثلة، وهذه دائماً هي تطلعات الكبار، فقد اختارت «تيمة» درامية جديدة قدمها مؤلف شاب هو محمد النشمي وأيضاً مخرج شاب هو محمد البكر، فعندما تعمل نجمة بحجم حياة الفهد في هذا المسلسل يعني انه يحمل قضية مهمة وهذا ما كان بالفعل.
كذلك كان الأمر مع سندريلا الشاشة الخليجية سعاد عبد الله التي كلما أقدمت على عمل جديد شعرنا ان الوسط الفني بالكامل يعمل معها، ففي مسلسل «غريب الدار» عادت أم طلال بحشد كبير من الفنانين وقدمت أجواء اجتماعية رائعة وأثارت بعض القضايا الشائكة.
المتابع لأعمال أم طلال يجد انها تقدم في السنوات الأخيرة نماذج اجتماعية في الدراما تلمس من خلالها الحياة البسيطة للناس وما يدور فيها، مبتعدة عن المبالغة والتكرار الذي قصم ظهر الدراما وجعلها بلا طعم أو لون، وقد فتح هذان العملان شهية المنتجين والفنانين على دخول حلبة المنافسة وتصوير 20 عملاً درامياً سواء في الكويت أو دول الخليج منها «مجموعة انسان» «أول الصبح»، «الحلال و الحرام»، «أكون أو لا»، «الوداع»، «كنة الشام وكناين الشامية»، «مذكرات عائلية جداً»، «حلفت عمري»، «خادمة القوم»، «شارع 90»، «ساهر الليل 3 – وطن النهار»، «بو دروش»، «الحرمان»، «عجب»، «هجر الحبيب»، عمر ثاني»، «سنة أولى جامعة»، «سكن الطالبات»، «مطلقات صغيرات»، «امرأة تبحث عن مغفرة»، «هوامير الصحراء»، «لو باقي ليلة»، «خوات دنيا»، «حبر العيون» وغيرها من الأعمال التي تم تصويرها داخل الكويت وخارجها بالاضافة الى بعض الأعمال الاماراتية والعمانية والبحرينية والسعودية والتي تم تصويرها حصرياً لبعض القنوات.
دراما رمضان
لا يزال شهر رمضان هو موسم الحصاد والسوق الرائجة للدراما العربية من المحيط الى الخليج، بل ان العمل الذي لا ينجح في شهر رمضان من الصعب ان تقوم له قائمة مرة أخرى وهو ما جعل العديد من النجوم الكبار يستفسرون مسبقاً عن مواعيد عرض أعمالهم وعلى أي قناة، فالسباق يكون محموماً وعلى أشده بين الفنانين والمنتجين وكذلك القنوات.
مسلسل «خوات دنيا» كان صاحب الكلمة القوية أيضاً في دراما رمضان لاسيما ان الفنانة سعاد عبد الله كانت جريئة كعادتها عندما أعادت من جديد التلاحم الفني العربي بمشاركة الفنانة الأردنية عبير عيسى والمصرية مها أبو عوف، وتدور أحداث العمل حول مجموعة من الصديقات يتشاركن الماضي بأفراحه وآلامه بعدما جمعهن حب حقيقي صادق الى درجة جعلتهن عائلة واحدة، هذه القصة تكاد تكون نادرة وقليلة في عالم الدراما العربية وهذا ما كان له دور في انتشار هذا المسلسل الذي قام بتأليفه الاماراتي محمد الحمادي وأخرجه غافل فاضل وشارك في بطولته أيضاً حسين المنصور، زهرة الخرجي، عبير أحمد، منى شداد، قحطان القحطاني، مشاري البلام، صمود وغيرهم.
وفي مسلسل «حبر العيون» أطلت الفنانة حياة الفهد على جمهورها خلال الشهر الكريم مع الفنان أحمد الصالح، أحلام حسن، حبيب غلوم، محمود بوشهري، هند البلوشي، هيا عبدالسلام، يلدا، أحمد الجسمي، منصور الفيلي وغيرهم. وكان للعمل دلالة كبيرة فالفهد ذهبت الى الامارات للبحث عن «لوكيشن» جديد تظهر من خلاله بحلة جديدة تتناسب مع جمهورها وتاريخها وقدرتها الفنية، ولعل من تابع أدرك كيف كانت الأحداث الدرامية لهذا المسلسل، لاسيما انه يناقش قضية في غاية الأهمية وهي كيف تتعامل مع الحياة ومن حولك حين يكون لديك شخص معاق في وقت تفقد العلاقات الانسانية معناها.
أما الفنان عبد الناصر درويش فظهر بشكل مختلف ومغاير، واستطاع ان يقدم وجبة كوميدية من العيار الثقيل مع المؤلف ضيف الله زيد والمخرج الشاب مناف عبدال، ابتعد من خلالها عن التقليد، ولعل ما جعل هذا العمل يحظى بزخم جماهيري هي القصة التي تدور حول زوج وزوجة لم ينجبا أولاد ويفكرا في طفل انابيب وبعد ان رزقا بولد أطلقا عليه اسم «بو دروش» المختلف في الشكل واللون عن والديه وحين يكبر يسبب لهما الكثير من المشاكل بسبب الدراسة وحتى عندما يتزوج من أخت صديقه، وقد نجح عبد الناصر الى حد كبير في العودة مجدداً الى الكوميديا مع الفنان محمد جابر وعلي الغرير وياسه ونجوى محمد.
ويعد مسلسل «لو باقي ليلة» من أبرز الأعمال التي تم عرضها خلال الموسم، وتصدى لاخراجه المخرج الشاب علي العلي الذي اعتاد ان يترك بصمة في كل عمل يقدمه، ولعل وجود جيلين في هذا المسلسل كان له دور مهم في زيادة جماهيرته خصوصاً انه ناقش التفكك الأسري من منظور مختلف بوجود فنان متميز مثل عبد العزيز جاسم ومعه صلاح الملا، حمد العماني، خالد أمين، أسيل عمران، شيماء علي، بثينة الرئيسي، صمود وغيرهم.
ملاحظات فنية
– مرة أخرى يغيب الفنان عبد الحسين عبد الرضا عن الدراما في هذا الموسم.
– ظهرت الفنانة هدى حسين من خلال عملين هما «حلفت عمري»، و«خادمة القوم» وقد عادت في الأخير الى حلبة الانتاج.
– ظهرت الفنانة مها محمد بشكل جديد ومختلف في مسلسل «خادمة القوم».
– على مستوى الاخراج استطاع سلطان خسروه وخالد الرفاعي ومناف عبدال ان يتواجدوا على الساحة بقوة كمخرجين شباب.
– تسبب ارتفاع أجور النجوم الشباب في أزمة لدى الكثير من المنتجين لعدم توزيع أعمالهم ومن المتوقع ان ينعكس ذلك على أجورهم في الموسم الجديد.
– الأمر المهم هو «تأنيث» الدراما والذي أدى الى جلوس جيل الوسط من الفنانين الرجال متفرجين.
– حصلت الفنانة ريم أرحمة على فرصة عمرها في مسلسل «ساهر الليل» مع الفنان محمد صفر.
– استطاعت زهرة عرفات ان تعلن عن نفسها مجددا في مسلسل «امرأة تبحث عن مغفرة».
– شهد الموسم الدرامي استعانة كبيرة بفنيين ومصورين ومخرجين من خارج الكويت.
المصدر “الراي”
قم بكتابة اول تعليق