هذا المقال موجه ـ بحروفه وكلماته كافة ـ إلى سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وإلى جميع الوزراء وإلى أعضاء مجلس الأمة جميعا، بل وإلى كل كويتي ذي ضمير حي، ولكل من لا يرضى أن يكون شيطانا أخرس ساكتا عن الحق.
كتب الزميل ـ الحاد في جدّيته والجاد في حدّته ـ أحمد الصراف: أن النائب والوزير السابق «شعيب المويزري» قال إن كلفة إنشاء الكيلومتر الواحد في طريق الجهراء تبلغ 24 مليون دينار، وبأرقام قريبة من ذلك لكل من طريق عبدالناصر وجسر جابر. وأن كلفة توسعة مطار الكويت ستبلغ 3 مليارات دينار، وكلفة إنشاء جامعة الشدادية ارتفعت من 350 مليون دينار إلى ملياري دينار، فضلا عن أرقام أخرى كلها استفزازية!
أنا شخصيا استفزتني تلك الأرقام التي لن أبدي شكي فيها، ولكنني ابدي استغرابي من واقع جهلي بكلف الإنشاء لمثل تلك المشاريع، وبالتأكيد فإن كل من بلغه خبر تلك الأرقام قد استفز مثلما استفززت أنا.
وما أطالب به سمو رئيس الوزراء ووزراءه وأعضاء مجلس الأمة هو التحقيق والتحقق ـ لا من قول المويزري ـ بل من تطابق هذه الأرقام مع تلك المشاريع. فهل الأربعة والعشرون مليونا هي رقم طبيعي لإنشاء كل كيلومتر في الطرق؟ وهل هذا الرقم هو سائد في كل دول العالم؟
أنا أشك في أن الطرق في الدول المتسعة جغرافيا تبلغ فيها كلفة الكيلومتر الواحد مثل هذه الكلفة والطرق تمتد في بعضها الى ملايين الكيلومترات فهل أصدق أن الولايات المتحدة الأميركية ـ مثلا ـ أو الصين أو حتى في الشقيقة المملكة العربية السعودية تبلغ كلفة الكيلومتر الواحد لطرقها مثل هذا المبلغ الخيالي؟
وما أطالب به ونحن مقبلون على عهد جديد عنوانه الأبرز هو محاربة الفساد، أن يثار هذا الموضوع على أعلى مستوى فربما كانت الأرقام طبيعية فنأمن على أموالنا وأنها في أيد أمينة، أو أنها غير طبيعية فيتم التحقيق ومحاكمة السراق، كي نصدق أننا في عهد جديد صادق الوعد في مكافحة الفساد.
كما أطالب أصحاب الاختصاص بالإدلاء بآرائهم حول هذه القضية، حتى نعرف هل نحن نعيش في غابة أم في دولة ديموقراطية دستورية!
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق