أقام اتحاد الصناعات الكويتية ندوة لمناقشة التجربة الصناعية السعودية متمثلة بمشاريع الهيئة الملكية السعودية بالجبيل بحضور نخبة من قياديي القطاع الصناعي في البلدين.
وعقدت الندورة بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الدكتور مصلح العتيبي وكبار مسؤولي قطاع الصناعة بالكويت وممثلي عدد من شركات الصناعات النفطية والبتروكيماوية والصناعات التحويلية.
واستعرض الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل في الندوة تجربة المملكة العربية السعودية في اقامة مدينة الجبيل الصناعية التي تعتبر نموذجا متقدما تستفيد منه المملكة في كافة المجالات.
وقال العتيبي ان حجم الاستثمارات الصناعية التي انفقتها المملكة ممثلة بالهيئة الملكية للجبيل تجاوزت 770 مليار ريال سعودي.
وذكر ان اجمالي الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية التي تنتجها المدينة تقدر بحوالي 36 مليون طن من المواد المصنعة التي يتم تصديرها الى الخارج من خلال ميناء الملك فهد الصناعي في حين بلغت الواردات حوالي 2ر7 مليون طن مشيرا الى انها بمجملها مواد خام تحتاجها المصانع في عملية التصنيع.
واضاف ان (مدينة الجبيل الصناعية) تمتد على ارض مساحتها حوالي 1016 متر مربع وهي عبارة عن مدينة صناعية متكاملة تقع على بعد 100 كيلو متر عن مدينة الدمام عاصمة المنطقة الشرقية ويوفر موقعها الفريد ميزتين هامتين اولاهما قربها من الممرات البحرية الدولية عبر الخليج وثانيهما قربها من مصادر الطاقة ومواد الخام اللازمة لصناعات التكرير والصناعات البتروكيماوية.
واوضح العتيبي انه قبل البدء في مشروع بناء مثل هذه المدينة قام المسؤولون عن هذا الملف بالبحث عن افضل المواقع التي تقام عليها واضعين في عين الاعتبار ان يكون الموقع على عمق بحري مناسب قادر على استيعاب جميع انواع سفن الشحن والنقل مع قابلية للتوسع في المستقبل مؤكدا ان مدينة الجبيل الصناعية قادرة على التوسع المستقبلي للعشرين عاما القادمة.
وشدد على ان اهم سر لنجاح مدينة الجبيل الصناعية هو ما يسمى بالادارة الشاملة للمدينة بمعنى ان الهيئة الملكية هي التي تشغل المدينة بالكامل وتكون لها استقلالية تامة عن باقي اجهزة ووزارات المملكة مايضمن سرعة تنفيذ المشاريع والوصول الى الاهداف الصناعية بكل سهولة ويسر.
وبين ان المهمة كانت كبيرة بكل المقاييس لبدء بناء مدينة الجبيل الصناعية نظرا لان ارضها ملحية سبخة ما تطلب رفع مستوى سطح الارض بمقدار 5ر2 متر لتكون مرتفعة بالقدر الذي يحمي المنشآت من ملوحة المياه الجوفية المرتفعة.
وذكر ان المدينة تعتبر متكاملة من حيث الخدمات والتجهيزات لجميع سكانها الذين هم اساسا عاملين في المصانع كالمدارس بجميع مراحلها والمعاهد والجامعات والمستشفيات والواجهات البحرية السياحية بالاضافة الى جميع الخدمات المدنية التي يحتاجونها.
واشار العتيبي الى ان المدينة تتميز بشبكة متكاملة من الطرق التي تربطها مع باقي مناطق المملكة مع وجود حرم خاص محجوز لكل طريق رئيسي بحيث يكفي لتوسعة الطريق بالمستقبل.
من جانبه قال مدير عام الشؤون الفنية للهيئة الملكية بالجبيل المهندس احمد البلوي ان جميع المشاريع التي تم تصميمها في المدينة راعت المقاييس والمواصفات العالمية موضحا ان معدل النمو الصناعي للمدينة بلغ 6 بالمئة خلال عام 2011.
واضاف ان المدينة تستوعب حاليا موظفين ذو كفاءة عالية وقوى بشرية سعودية تبلغ حوالي 470 موظف ينتجون كافة انواع المنتجات البتروكيماوية التي تصدر لجميع الاسواق الاقليمية.
واوضح ان هناك حاضنات صناعية قامت الهيئة الملكية بإنشائها متخصصة في جذب المشروعات الصناعية الخفيفة التي يقوم بها الشباب السعودي المبادر مضيفا انه بالفعل بدأ الكثير من الشباب في الانخراط بالمشاريع الشخصية المستقلة بدلا من الذهاب الى التوظيف في المصانع.
من ناحيته قال المدير العام للتخطيط الاستراتيجي في الهيئة الملكية بالجبيل عبدالعزيز عطرجري ان حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة في المدينة الصناعية في ازدياد مستمر وبلغت في اخر الاحصائيات حوالي 159 مليار ريال سعودي ويوجد 20 مصنعا تابعا لشركات عالمية عاملة في المنطقة.
واضاف ان عدد الشركات العالمية العاملة في المنطقة المتخصصة بالمنتجات التقنية والتكنولوجية بلغ 15 شركة مبينا انه بالاجمالي بلغ رأس المال حاليا 522 مليار ريال سعودي.
واشار الى ان اهم الدروس المستفادة من تجربة الهيئة الملكية بالجبيل في بناء هذه المدينة هو ان العامل الاساسي للبدء بمثلها يكمن بالتخطيط الاستراتيجي وترابط الخطط مع الجهات الحكومية الاخرى بالاضافة الى اهمية الاستثمار في تأهيل وتطوير الكوادر البشرية والاستفادة من الخبرات العالمية.
وشدد على ضرورة اكتمال كافة التجهيزات الاساسية التي تلبي حاجة المستثمرين الاجانب والمحليين وتبسيط الاجراءات للحصول على الارض الصناعية مع اعطاء سنة كاملة مجانية بدون مقابل ليتمكن المستثمر من انشاء المصنع والبدء بالانتاج.
واوضح ان المستثمر في مدينة الجبيل الصناعية لا يجد اي صعوبة في عملية الحصول على التراخيص اللازمة والتصاريح التي تخوله في بدء المشروع من خلال برنامج الكتروني وضع خصيصا لذلك بالاضافة الى اعتماد سياسة (الشباك الواحد) لتخليص كافة معاملات المستثمر بكل سهولة ويسر.
من جهته قال رئيس اتحاد الصناعات الكويتية حسين الخرافي في نهاية الندوة ان الكويت يمكن ان تستفيد كثيرا من تجربة الممكلة العربية السعودية مضيفا انها “الاقرب لنا وتجربتها ناجحة في مجال الصناعات بكافة انواعها”.
واضاف ان الكويت تستطيع الاستعانة بالخبرات السعودية المجربة في مجال الصناعة عند انشاء المدن الصناعية التي ينتظرها المستثمر الكويتي لاسيما مدينة الشدادية الصناعية التي نأمل ان تحذو حذو مدينة الجبيل الصناعية في نجاح تجربتها وتكامل جميع مرفقاتها وبنيتها التحتية
قم بكتابة اول تعليق