أعرب الناشط السياسي راكان خالد بن حثلين عن استياؤه من ظاهرة استغلال بعض التيارات السياسية لأبناء القبائل، وتغريرها بالشباب من اجل تحقيق بعض المكاسب السياسية، محذرا من استخدام الشباب كورقة ضغط على الحكومة من اجل اسقاط القضايا التي تلاحق بعض السياسيين، دون مراعاة لمصائر هؤلاء الشباب، وما قد يلحق بهم من ضرر.
وقال بن حثلين في مؤتمر صحافي عقده على هامش افتتاح ديوانه في منطقة الرقة لن نسمح بأن تتخذ هذه التيارات القبائل جسرا للعبور والوصول الى أهدافها، او شماعة يعلق عليها العنصريون واصحاب النظرة الضيقة سلبيات الممارسات التي لا تتصل للقبائل بصلة.
وبيّن ان البلاد تمر هذه الايام بظروف عصيبة تتطلب تضافر جميع الجهود من اجل تجاوز هذه المرحلة بايجابياتها وسلبياتها، وطي صفحة الاحتقان السياسي والاجتماعي التي ساهمت بتعزيزهما بعض الممارسات السلبية من مختلف الاطراف، وفتح صفحة جديدة مبنية على الحوار الايجابي وتقبل الرأي والرأي الاخر، مؤكدا ان كل متابع للساحة السياسية والاحداث الاخيرة، تتبادر الى ذهنه تساؤلات عدة، لماذا وإلى متى وإلى أين نتجه بالبلد وابنائه.
وزاد بقوله «لا نخفيكم اننا نضع ايدينا على قلوبنا ونحن نتابع هذه الاوضاع غير المسبوقة وغير المألوفة في بلدنا، ويختلجنا شعور من الارتياب والتوجس من ممارسات بعض التيارات السياسية التي اتخذت من الشباب وقودا لحراكها، واخذت تدفع بصغار السن الى الشوارع، مستغلة الحماسة في جيل الشباب واندفاعهم بحسن نية وراء الشعارات الرنانة التي ترفعها تلك التيارات، مشيرا الى اننا نلاحظ للاسف الشديد تكريس بعض المفردات والمفاهيم الغريبة على مجتمعنا وعبارات الطعن والتخوين بمكونات المجتمع ومحاولات فرز المجتمع الى قسمين، اما معنا او ضدنا، في حين ان الخلاف هو خلاف سياسي يحتمل تعدد وجهات النظر، كما ان هناك اغلبية صامتة هي بالاساس تقف على الحياد مع جميع الاطراف دون انحياز لهذا الطرف او ذلك، ولكن انحيازها للوطن وامنه واستقراره.
ورأى بن حثلين أنه مما تشمئز منه النفوس تحويل الحراك والمسيرات من الساحات المفتوحة الى داخل المناطق السكنية وتحويل تلك المناطق الى ساحات مواجهة مع رجال الامن، مما ادى الى ترويع الاهالي والاضرار بالمصالح الخاصة والعامة، لافتا الى انه بعد كل مسيرة او مظاهرة تخرج هنا او هناك تكون هناك حملة اعلامية شرسة تتبناها بعض القنوات وكأنها تتشفى بالكويت وما يحصل فيها وتحاول ان تشبه ما يحصل لدينا بما يحصل ببعض الدول من انقلابات على الانظمة والسلطات هناك، مبينا ان هذا الامر يعزز لدينا المخاوف من وجود ايدي خبيثه تسعى الى استغلال هذا الخلاف السياسي، وتطويره الى امور بعيدة كل البعد عن الواقع.
وأبدى استياءه الشدي من محاولة البعض تركيز هذا الحراك في المناطق التي تسكنها اغلبية قبلية، وجعل ابناء القبائل وقودا لهذا الحراك، وما يقابله من استغلال هذا الامر من قبل بعض العنصريين واصحاب الافق الضيق من اجل الانتقاص من القبائل وتصويرها على انها طرف خارج على القانون والنظام، في حين ان التاريخ حافل بشواهد الولاء والعطاء من ابناء القبائل لهذا البلد وللأسرة الحاكمة، ووقوفهم سدا منيعا للدفاع عن الكويت في احلك الظروف والازمات، وامتزاج دماء ابناء القبائل مع دماء نظرائهم من ابناء الكويت من مختلف الشرائح والفئات.
وشدد بن حثلين على ان هناك سلبيات كثيرة تشوب اداء الحكومة أدت الى هذا الاحتقان في اوساط الشباب، وأن الحكومة شريكة في المسؤولية عن اتجاه الشباب الى اتجاهات خاطئة، بفعل حماسهم للاصلاح وتصويب الاختلالات في الاداء الحكومي، عبر اساليب نختلف معها، ولكننا على يقين من انها تأتي من منطلق الحرص على البلد وليس بهدف الاضرار به، الا اننا نرفض استغلال الشباب بشكل عام وابناء القبائل بشكل خاص في هذا المعترك، وبهذه الاساليب غير المنطقية من اجل تحقيق مآرب سياسية لبعض التيارات، بغض النظر عن الاثار التي ستلحق بهؤلاء الشباب والاحكام القضائية التي تتهدد الكثيرين منهم.
ورأى ان الحكومة تتحمل تتحمل المسؤولية عن التمايز في تطبيق القانون، والانتقائية التي دامت لسنوات طويلة، ضاربة بعرض الحائط القواعد القانونية والدستورية، التي لا تجيز التفريق بين الناس على أساس العرق او الجنس او اللون، مما شجع على التمرد على القانون، ودفع البعض للاحتماء بالتكتلات والانتماءات، بدلا من الاستظلال بمظلة القانون الذي يفترض ان يطبق بسواسية على الجميع.
وبين انه لا يجد تفسيرا لهذا التصعيد واصرار بعض السياسيين على دفع الشباب نحو الشارع والمظاهر المخالفة للقانون، الا ان الكثيرين من السياسيين الذين تلاحقهم القضايا والاحكام المنتظرة بحقهم، يسعون الى خلط الاوراق وجعل الشباب ورقة تفاوض مع الجانب الحكومي من اجل اسقاط القضايا المسجلة بحقهم.
وتمنى على الحكومة تفويت الفرصة على هذه التيارات، واحتواء الشباب المخلص لهذا البلد، واتخاذ خطوات «تأخرت بها الحكومة كثيرا»، تقتضي الجلوس مع الشباب على طاولة الحوار والاستماع الى مطالبهم، وتلبية متطلبات الاستفادة من الطاقات الشبابية بما يخدم البلد.
وأكد أننا في بلد ديموقراطي وربيعه ممتد منذ عام 1962، واذا كنا نؤمن بالديموقراطية والدستور فعلينا ان نحتكم الى القضاء لحسم الخلاف على مرسوم الصوت الواحد، والقبول بحكمه ايا كان، او الاحتكام الى قاعة عبدالله السالم ورأي اغلبية ممثلي الشعب الذين يملكون رفض المراسيم او اقرارها، لافتا الى وجود العديد من الطعون التي تنظر الآن في المحكمة الدستورية بهذا الخصوص.
واستبشر بأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة انجاز وتنمية وقضاء على الكثير من المشاكل التي ظلت عالقة لسنوات طويلة، ونزع لفتيل الازمات التي ادت الى ما نشهده من احتقان شل البلد وتعطيل مصالح المواطنين، وجعل البلد تتأخر في الكثير من المجالات بعد ان كانت مضرب مثلا في التنمية والازدهار.
وأعلن بن حثلين «اننا كأغلبية التزمنا الصمت طوال الفترة الماضية، ولكننا لا يمكن ان نسمح بتدهور الوضع أكثر من ذلك، ولذلك سنسعى الى مد قنوات الحوار مع الشباب، والبحث مع العقلاء في سبل حلحلة الكثير من الامور والقضايا التي ترتبت نتيجة خلاف هو بالاصل سياسي، ولكن البعض اراد له ان يأخذ بعدا امنيا واجتماعيا.
قم بكتابة اول تعليق