قال صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته في ختام القمة الخليجية أن قرارات القمة إضافة ستمكننا من تحقيق تطلعات شعوبنا في الأمن والإستقرار والرخاء كما أكد سموه أن استمرار الظروف والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، يتطلب استمرار تشاور قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لمراجعة ما تم اتخاذه من خطوات وتدابير لمواجهة تلك الظروف بما يكفل تحصين مجتمعات دول الخليج وتحقيق تطلعات شعوبها في الأمن والاستقرار والازدهار ورغد العيش.
ودعا سموه في كلمته أمام مؤتمر قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المقام في مملكة البحرين أمس الاثنين، دعا سموه الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الاستجابة لدعوات انهاء قضية الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة، وموضوع الجرف القاري، وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء الى التحكيم الدولي.
كما دعا سموه ايران الى الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجاوب مع الجهود الدولية لتجنيب الشعب الايراني والمنطقة أسباب التوتر وعدم الاستقرار، حتى تنصب الجهود والامكانات لتعزيز الاستقرار والتنمية في دول المنطقة، مشيرا سموه الى القلق الذي انتاب دول المنطقة جراء ما تناقلته وسائل الاعلام أخيرا عن الخلل التقني في محطة بوشهر النووية، ما يؤكد حتمية تعاون ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بمعاييرها وشروطها لسلامة دول المنطقة وشعوبها من أي آثار اشعاعية محتملة.
وفيما يلي نص كلمة سمو الأمير في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الـ33 في المنامة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صاحب الجلالة الأخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة أصحاب الجلالة والسمو معالي الأمين العام أصحاب المعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني ان أتقدم لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والى حكومة وشعب مملكة البحرين الشقيقة بجزيل الشكر والامتنان على ما أحاطونا به من حسن وفادة وكرم ضيافة واعداد متميز لهذا اللقاء الذي يأتي متزامنا مع الاحتفالات التي يشهدها أشقاؤنا في كل من مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة قطر بمناسبة أعيادهم الوطنية متمنيا لقياداتها موفور الصحة ولشعوبها الشقيقة كل التقدم والازدهار.
واننا لعلى يقين بان حنكة ودراية جلالته ستشكل اضافة تثري دون شك تعزيز مسيرة التعاون، مشيدا بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال ترؤسها أعمال دورتنا السابقة والتي أسهمت في تعزيز عملنا الخليجي المشترك وأضافت جهودا مشهودة ومقدرة الى صرحه الشامخ.
كما لا يفوتني هنا ان أتوجه الى الباري عز وجل بالحمد والثناء على سلامة أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متقدما بأخلص التهاني الى أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والى الشعب السعودي الشقيق مبتهلا الى الله جلت قدرته ان يديم على خادم الحرمين الشريفين نعمة الصحة والعافية ليكمل مسيرة الخير والنماء لشعبه ووطنه وأمته.
أصحاب الجلالة والسمو نجتمع اليوم في لقاء الخير على أرض مملكة البحرين الشقيقة في ظل استمرار الظروف والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص الأمر الذي يتطلب استمرار تشاورنا ويؤكد على أهمية لقائنا لمراجعة ما تم اتخاذه من خطوات وتدابير لمواجهة تلك الظروف بما يكفل تحصين مجتمعاتنا ويحقق تطلعات شعوبنا في الأمن والاستقرار والازدهار ورغد العيش فلاتزال أمامنا صيغ عديدة لعملنا المشترك تستوجب منا تحقيق الفاعلية لها وصولا الى أهدافنا المنشودة وبما يكفل تعزيز مسيرة تعاوننا الخليجي المشترك.
أصحاب الجلالة والسمو احتفلنا قبل أسابيع بحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة وهو نجاح دبلوماسي مميز حققته عدالة القضية بما يستوجب استغلاله في حث المجتمع الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية للاضطلاع بمسؤولياتها التاريخية بالضغط على اسرائيل لحملها على القبول بالسلام والاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة بموجب قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.ان العدوان الهمجي الاسرائيلي الذي وقع على غزة أخيرا وما خلفه من قتل ودمار يؤكد ما نقوله دائما بأن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام ولن تشعر شعوبها بالعدالة دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة واذعان اسرائيل لهذه الحقيقة الجلية.
أصحاب الجلالة والسمو ان مما يدعو الى الأسى والألم ان الجرح السوري لازال ينزف وآلة القتل تتواصل لتقضي كل يوم على العشرات من الأشقاء في سورية فلم ترحم تلك الآلة وهن من هو طاعن في السن أو براءة طفل أو قلة الحيلة لامرأة ثكلى حيث أحالت العمار الى دمار وأدى تواصل القتل الى تحطيم آمال وتطلعات أبناء الوطن الواحد في بنائه وتعميره.
ومما يضاعف من الأسى والألم ان الدلالات على قرب نهاية هذه المأساة ما زالت بعيدة المنال على الرغم من الجهود الاقليمية والدولية لتتضاعف بذلك معاناة الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج مما يستوجب معه ان يتحرك المجتمع الدولي وبشكل فاعل وسريع لوضع آليات يتحقق من خلالها دعم انساني يخفف من معاناة الأشقاء ويضمد جراحهم.
ويسرني في هذا الصدد ان أعلن لمجلسكم الموقر واستجابة لعرض معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون بعقد مؤتمر دولي للمانحين لدعم الشعب السوري ان دولة الكويت قد وافقت على استضافة هذا المؤتمر في نهاية شهر يناير المقبل يتولى تقديم المساعدات الانسانية مؤكدا ان دعمكم لهذا المؤتمر واسهامكم في فعالياته سيكون عاملا حاسما في تخفيف المعاناة التي نسعى الى رفع وطئها عن الشعب السوري الشقيق.
ان وحدة المعارضة السورية والتي تحققت أخيرا بالاعلان عن انشاء الائتلاف الوطني السوري والذي حصل على مباركة واعتراف اقليمي ودولي واسع يعد خطوة هامة تسهم دون شك في تمكين أبناء الشعب السوري الشقيق من توحيد صفوفه وسعيه الى تحقيق تطلعاته المشروعة.
أصحاب الجلالة والسمو نجدد الدعوة الى الأصدقاء في الجمهورية الاسلامية الايرانية للاستجابة الى دعواتنا لهم بانهاء القضايا العالقة بين دول المجلس والجمهورية الاسلامية الايرانية لاسيما قضية الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة وموضوع الجرف القاري وذلك من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء الى التحكيم الدولي كما ندعوهم الى الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتجاوب مع الجهود الدولية المبذولة لتجنيب الشعب الايراني والمنطقة بكاملها أسباب التوتر وعدم الاستقرار لتنصب الجهود والامكانيات جميعها لتعزز الاستقرار والتنمية في دول المنطقة.
ان القلق الذي انتاب دول المنطقة جراء ما تناقلته وسائل الأعلام أخيرا عن الخلل التقني الذي أصاب محطة بوشهر النووية يؤكد أهمية ما ذكرناه سابقا من حتميَّة تعاون الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بمعاييرها وشروطها ضمانا لسلامة دول المنطقة وشعوبها من أي أثار اشعاعية محتملة لا سمح الله.
أصحاب الجلالة والسمو أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمعالي الأخ الأمين العام عبداللطيف راشد الزياني على ما بذله والعاملون في الأمانة العامة من جهود كبيره للاعداد لهذا الاجتماع.
وفي الختام لا يسعني الا ان اكرر الشكر لأخي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشعب البحريني الشقيق.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قم بكتابة اول تعليق