أكد مدير عام الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية د.سليمان شمس الدين انه ومع اندلاع أحداث الأزمة السورية، ونزوح آلاف السوريين إلى دول الجوار تركيا والأردن ولبنان، أطلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية حملة تبرعات شعبية لإغاثة اللاجئين السوريين بتوجيهات من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مع بداية شهر فبراير من عام 2012م، تحت شعار «النخوة يا أهل الكويت.. سورية تناديكم»، واستنفرت الهيئة كل جهودها إعلاميا وميدانيا وتواصلت مع جميع المؤسسات الرسمية الداعمة والمتمثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف، والمؤسسات الأهلية المتمثلة في مؤسسات القطاع الخاص وجميع أفراد المجتمع الكويتي من المواطنين والمقيمين.
وأضاف شمس الدين خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بجنوب السرة صباح أمس قائلا «وكعادته فزع المجتمع الكويتي رسميا وشعبيا لنجدة مئات الآلاف من أشقائه السوريين الذي فروا من جحيم الأحداث ليجدوا أنفسهم على الحدود بلا مأوى ولا مطعم ولا مشرب، وجسد أهل الكويت ملحمة إنسانية تكافلية، فتدفقت التبرعات من الأسرة الحاكمة وحكومة دولة الكويت والمؤسسات الرسمية والأهلية وأهل الخير والعطاء على الهيئة حتى بلغت 29.23 مليون دولار».
وتابع «وجاءت هذه التبرعات حصادا لحملات إعلامية على قناة الكويت الرسمية وقناة الوطن والراي وشارك في عرض مأساة سورية من أبعادها الإنسانية ما يقرب من 100 شخصية من مختلف شرائح المجتمع من العلماء والمشايخ والمثقفين وأعضاء في مجلس الأمة وشخصيات معنية بحقوق الإنسان».
وأردف شمس الدين «كما شملت الحملة جمع التبرعات في عدد من المساجد الرئيسية لأسابيع عدة، هذا بالإضافة إلى تفاعل أصحاب المجمعات التجارية، حيث تم عرض أزمة الشعب السوري في خمسة مجمعات تمثلت في مجمع الأفنيوز الذي يتجاوز زواره في عطلات نهاية الأسبوع السبعين ألفا، بالإضافة إلى مجمع أوتاد في محافظة الجهراء التي تضم نسبة 12% من سكان الكويت، ومجمع الكوت في منطقة الفحيحيل والتي يسكنها 12% من سكان الكويت، بالإضافة إلى مجمعات أخرى، وقد ضمت فرق الهيئة في هذه المواقع العديد من الشباب المتطوع».
وأضاف «وقد كان لشركات الاتصالات الثلاث (زين ـ الوطنية ـ فيفا) مواقف إنسانية رائدة بإسهاماتها في إرسال رسائل نصية للآلاف من مشتركيها، للتبرع عبر الهاتف، (كل رسالة نصية بدينار واحد)، وقد بلغ إجمالي ما تم تحصيله من خلال هذه الرسائل 438 ألف دينار (1.57 مليون دولار) مما يعكس مستوى التفاعل والاستجابة لهذه المأساة الإنسانية، بتلقي عدد (438 ألف مسج) من الأفراد. واستعرض حجم الإنجازات بالقول «وعلى صعيد تنفيذ البرامج الاغاثية وجهت الهيئة الخيرية مساعداتها الإنسانية الى مناطق تجمعات اللاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية والجمهورية التركية، وحددت ثلاثة أنواع من المشاريع، وهي الاجتماعية بنسبة 83% والصحية 16% والتعليمية 1%، وأوفدت العديد من الفرق الاغاثية لتنفيذ البرامج التالية:
أولا: البرامج الاجتماعية:
1- برامج الإسكان: وتتمثل في تغطية تكاليف الإسكان للاجئين السوريين والتي تتمثل بشكل واضح في المساهمة كليا أو جزئيا بتكاليف الإسكان من إيجارات ورسوم مرتبطة بالسكن، والهيئة بصدد الانتهاء من بناء 1000 بيت جاهز للاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن بتكلفة (4.5 ملايين دولار) بالإضافة إلى مدرستين ومسجد ومستوصف وخدمات أخرى، وكذلك يجري بناء 800 بيت جاهز في تركيا للاجئين بتكلفة 8 ملايين دولار مزودة بكامل الخدمات الاجتمــاعيــة والصـحـيــة والتعليمية.
2- توفير مستلزمات المعيشة: وهو برنامج يتم من خلاله توفير المستلزمات الأساسية من سجاد ووسائد وبطانيات وثلاجات وغسالات وطباخات ومستلزمات الطبخ، هذا بالإضافة إلى أدوات التدفئة في المخيمات.
3- السلال الغذائية: ويشتمل هذا المشروع على تقديم سلة غذائية متكاملة لكل أسرة نازحة وفقا للغذاء الأساسي (مثل الأرز ـ الطحين ـ الزيت ـ السكر…) بحيث تغطي حاجات الأسرة لفترة شهر، ويتوالى تقديمها مرة أخرى وفق سجلات ومتابعات دقيقة بهذا الشأن.
4- توفير بيوت مؤقتة: من برامج الإغاثة الحيوية التي يجري تنفيذها مع تزايد أعداد المتضررين، ويبلغ عدد البيوت الجاهزة 1800 بيت، 1000 في الأردن، و800 في تركيا.
ثانيا: البرامج الطبية والنفسية:
1- برنامج الخدمات الطبية الأساسية في المخيمات: ويتمثل في توفير الخدمات الطبية من فحوصات وعلاج في أماكن تواجد المتضررين (المخيمات أو أماكن سكنهم)، وهذه الخدمات تستهدف بشكل رئيسي الأطفال والنساء (أمراض النساء ـ الولادة) باعتبارها الفئة المتضررة بشكل كبير خلال الأزمات والكوارث.
2- توفير الأدوية والمستلزمات الطبية: وذلك للمستشفيات المعنيـة بعــلاج الجرحــى والمصابين.
3- توفير أجهزة طبية: من أجهزة التخدير والتنفس وأجهزة الصدمات وشفط السوائل وفحص الرئة، والتي قد يدخل من ضمنها أجهزة التشخيص من X-Ray – CT – Scan.
4- برنامج معالجة الجرحى والمصابين: وذلك بتغطية تكاليف العمليات الجراحية للمصابين في عدد من المستشفيات بحيث يغطي البرنامج مبلغا محددا ويتكفل المستشفى بالحصول على دعم من مؤسسات اغاثية أخرى.
5- وحدات طبية متنقلة: ويتمثل البرنامج في توفير تجهيزات طبية لسيارات الإسعاف التي تتنقل في المناطق الحدودية لتوفير متطلبات العلاج للجرحى والمصابين تمهيدا لنقلهم إلى الوحدات الطبية الثابتة، فضلا عن تجهيز أجنحة كاملة لعلاج اللاجئين السوريين، حيث تم تجهيز جناح في لبنان للعلاج الفيزيائي والطبيعي بتكلفة (300.000 دولار).
6- برنامج التأهيل النفسي والتربوي: وهو برنامج موجه للفئات المتضررة نفسيا والتي يأتي في مقدمتها النساء لمعالجتهم نفسيا من قبل اخصائيين في هذا المجال.
كما نفذت الهيئة برنامجا اغاثيا لصالح اللاجئين السوريين في جمهورية أرمينا بالتنسيق مع سفارة دولة الكويت، بتكلفة 100،000 دولار، وأرسلت وفدا اغاثيا بهذا الخصوص.
ثالثا: البرامج التعليمية
1- توفير كتب تعليمية ومستلزمات الترفيه للأطفال: حيث يعتبر الأطفال والنساء وكبار السن من الفئات الأكثر تضررا في النكبات والكوارث، وتضمنت برامج الإغاثة توفير كتب تثقيفية وبرامج ترفيهية للأطفال.
2- تأمين رواتب للمعلمين: وذلك في الدول التي لم توفر خدمة التعليم لأبناء اللاجئين.
3- بناء وتجهيز فصول دراسية: في مخيمات اللاجئين وتجهيز الفصول بالمستلزمات والتجهيزات الأساسية لهذه الفصول.
وأشار شمس الدين الى البرامج التعليمية في هذه المرحلة لم تحظ بنسبة عالية من مخصصات برامج الهيئة، نظرا لأن جهات أخرى تكفلت بدعمها.
وتوضح ان الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية نفذت برامجها الاغاثية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا مع العديد من الجمعيات المحلية في تلك الدول ومكتبنا في الأردن وجمعية الـ IHH التركية وعدد من المؤسسات السورية الرسمية المسجلة في تركيا، وعدد آخر من المؤسسات الرسمية والمؤسسات والمستشفيات المتخصصة في علاج الجرحى السوريين في لبنان.
وأشار الى ان الهيئة تقوم بتنفيذ كل برامجها الاغاثية مع سفارات دولة الكويت، ومع السلطات والجهات الحكومية المعنية ببرامج إغاثة اللاجئين السوريين، ومع المؤسسات الاغاثية الدولية منها والإقليمية والمحلية، ومازالت الحملة الاغاثية مستمرة.
قم بكتابة اول تعليق