الوهيب لـ”هنا الكويت”الحكومة تعمل على بناء الثقة مع المواطن

كشف أستاذ الفلسفة في جامعة الكويت الدكتور محمد الوهيب أن الحكومة اليوم تريد إعادة بناء الثقة مع المواطن عبر انطلاق مجموعة من القرارات الخدمية والإصلاحية، مبيناُ أن عذر المجلس الذي عطل التنمية هو عذر غير مقبول اليوم.
وقال لـ”هنا الكويت”أن المعارضة لا تملك اليوم إلا استدراج السلطة لاستخدام العنف ضد المواطنين بتحريك المسيرات الليلية وجرها للاعتداء عليهم وذلك من أجل كسر الرابطة الوثيقة والحميمة التي تجمع أسرة آل الصباح بأفراد الشعب

كيف تقرأ المشهد السياسي الحالي بعد انتخاب مجلس أمة جديد؟

لا يمكن فهم أي كتاب بقراءة صفحته الأخيرة، ولا يمكن كذلك فهم ما يجري في الكويت اليوم بتجاوز حلقات من الأزمات أفضت لهذا الوضع الذي نراه اليوم والذي وصفه الكثير من المتابعين بأنه وضع متأزم يصعب الخروج منه دون جراح سياسية. إن كل وضع جديد في تطور الديمقراطية الكويتية كان في الغالب محصلة صراع بين إرادتين مختلفتين لم يكن من المقدر اتفاقهما ومن المعروف أن هذا المجلس قد جاء في أعقاب حلقات متعددة من الصراع كانت قد ابتدأت في الغالب مع مجلس 2009، وهو المجلس الذي قد انتهى بقبول استقالة رئيس الوزراء السابق وحله، أما انتخابات 2012 فلقد طغى عليها نفسا طائفيا وقبليا إلى حد العنف الجسدي في بعض الأحيان، أما مجلس 2012 المبطل ذو الشهور الأربعة فقد أدى بطلانه إلى أحداث عدة في الشارع الكويتي كان أهمها تنظيم المعارضة على اختلاف أطيافها في الجبهة الوطنية لحماية الدستور.

دخلت هذه الجبهة في صراع مع السلطة حول نظام الدوائر الخمس وهي التي قد تم إقرار دستوريتها من قبل المحكمة الدستورية، ودخلت في صراع مع السلطة حول استخدام مرسوم الضرورة في تعديل آلية التصويت من 4 أصوات إلى واحد، وهو الأمر الذي تنظره المحكمة الدستورية اليوم والتي أقر سمو الأمير باحترامه لقراراتها في حال انتهت هذه المحكمة إلى عدم دستوريته.

نواب وأطراف المعارضة وزعاماتها القبلية قرروا المضي قدما في الصراع مع السلطة متذرعين بعدم دستورية مرسوم الضرورة وقرروا مقاطعة الانتخابات.

وهكذا كانت انتخابات ديسمبر والتي أعلن المشاركون بها نجاحها التام.

لم تنته القصة هنا فلقد ظهرت المعارضة بثوب النزول للشارع تحت مسمى “كرامة وطن” أملا في إجبار السلطة على سحب المرسوم، وتكرر النزول مرات عدة وتحت غطاء السلطة التي سمحت بهذه المظاهرات. سياسيا، وكما هو ظاهر الأمر، يبدو أن الحكومة قد انتصرت في معركتها مع المعارضة، أما باطن الأمر فهو أن الحكومة قد خسرت اجتماعيا وصنعت لنفسها عداءات داخل منظومة القبيلة والحراك الشبابي. المسيرات الليلية في المناطق السكنية كانت تعبيرا عن هذا الغضب في ما يسمى بالمناطق الخارجية وهي المسيرات التي واجهتها السلطة ببعض من العنف.

ما رأيك في الحكومة الحالية ؟

الحكومة اليوم تريد إعادة بناء الثقة مع المواطن عبر انطلاق مجموعة من القرارات الخدمية والإصلاحية فعذر المجلس الذي عطل التنمية هو عذر غير مقبول اليوم. الحكومة اليوم رهانها يبدو واضحا: معظم أشكال مقاطعات الانتخابات انتهت بعزل المقاطعين عن الشارع وعن الإعلام، الأمر الذي يؤدي تلقائيا لتفكيك صفوف المعارضة وتفتيت قواعدها الانتخابية. إن تحدي السلطة هو تحد زمني: أطل أمد الأزمة وتستطيع عندئذ أن تفقدها زخمها (وذلك بالتعويل على الملل الطبيعي الذي يصيب الناس من تكرار المظاهرات الهزيلة التي لا تقدم شيئا.

ما هي توقعاتك للقوى الوطنية المعارضة في المرحلة المقبلة ؟

كان بإمكان المعارضة الكويتية أن تقوم بالشيء الكثير إلا أن أخطائها المتكررة قد جعلتها تخسر المعركة مبكرا.

المعارضة لا تملك اليوم إلا استدراج السلطة لاستخدام العنف ضد المواطنين بتحريك المسيرات الليلية التي تحدثنا عنها آنفا وجرها للاعتداء عليهم وذلك من أجل كسر الرابطة الوثيقة والحميمة التي تجمع أسرة آل الصباح بأفراد الشعب، بل هي لم تتوان في استخدام كل وسائل الإعلام المتاحة لديها لرفع حالة التذمر الشعبي ضد الأسرة.

أما السلطة، من ناحية أخرى، فتدرك جيدا مدى قوتها في سحق المعارضة فلقد حدثت مواجهات عدة من قبل واستطاعت السلطة أن تخرج منتصرة، على الرغم من حدوث هذا في أجواء تختلف عن أجواء الربيع العربي القائم اليوم.

وبرغم تلويح السلطة بقوة درع الجزيرة في كبح جماح الشغب على غرار ما حدث في البحرين، إلا أن الحكومة تدرك أن للعنف ثمن لا تريد أن تدفعه: فهي لا تريد عنفا يكسر من تعلق الشعب بها ولا تريد في نفس الوقت ضغوطا دولية تشوه صورة الديمقراطية الكويتية.

البديل في مثل هذه الحالة هو محاولة السلطة لجر المعارضة للعنف وتشويه سمعتها وعزلها تلقائيا وهو الأمر الذي يبدو أن الحكومة قد نجحت فيه، فالمسيرات الليلية قد أزعجت الأهالي وأوقعتهم في صدامات هم في غنى عنها.

برأيك ما هو دور الحكومة والمجلس لإنهاء المسيرات الغير مرخصة ؟

لا أظن أن للمجلس دور حقيقي في هذا، الأمر كله في يد الحكومة اليوم، وأهم تحدي أمامها هو تفكيك المعارضة. ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب دراسة واعية وعميقة بماهية هذه المعارضة. ليس هناك من شك لدى السلطة الكويتية اليوم بأن المحرك الحقيقي والمنظم لجميع تحركات المعارضة هم الإخوان المسلمين وكوادرهم الشبابية وأبرزها (نهج) وهي الذراع الشبابي الذي يقوم بحشد الشباب عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعي بالإضافة لأبناء القبائل.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.