الداعون للتموين المجاني للشعب لمدة ٤ سنوات لا أشكك أبدا في نواياهم الطيبة، ومبادرتهم لتحويل الفائض من الميزانية إلى دجاج ورز وسكر وحليب ليأكله الشعب أمر طيب ومبادرة رائعة، فقط في حالة ان كان كل شيء على الأرض على ما يرام، فتحويل الأموال الفائضة إلى وجبات مجانية للشعب ليست أولوية بل لم تكن يوما على سلم مطالبات الشعب ولا أذكر أن كويتيا واحدا طالب بها منذ سنة 1941 والتي عرفت باسم «سنة البطاقة» إبان الحرب العالمية الثانية عندما كان يتم توزيع المواد التموينية بنسب محددة على المواطنين كل حسب عدد أفراد أسرته لندرتها بسبب الحرب.
نريد علاجا ولا نريد دجاجا، نريد أن توجه الأموال الفائضة لبناء مستشفيات جديدة متخصصة في جميع المحافظات، ومدارس محترمة نموذجية لأولادنا وشوارع أكثر اتساعا، نريد أن تعالج مشاكلنا البيئية وتزال المصانع من جانب أم الهيمان، نريد جامعة بل جامعات حكومية تبنى بفضل الفائض في عامين وليس في 14 عاما كما مع جامعة الشدادية التي طارت ميزانيتها دون وضع حجر أساس حقيقي لها، نريد مسارح ونريد مدينة صناعية حقيقية، نريد أن توجه أموال الفائض لنهضة البلد، لا إلى بطون الشعب، من غير المعقول أن نطالب بتحويل المليارات الفائضة إلى دجاج بينما بمقدورنا أن نحيل بها جزءا من حياتنا وحياة أولادنا إلى جنة.
فقط وجهوا بصرف الفائض إلى ما فيه الصالح العام وشرعوا قوانين تحمي أوجه الصرف وحاسبوا الحكومة كل شهرين لمعرفة كيفية الصرف، ولكن «واللي يعافيكم ما نبي دجاج».
وإن كنتم مصممين على «فسفسة» فلوسنا على «مجابس الدجاج» فحبذا لو صرفتموها على شراء فوائد القروض مثلا فذاك أفضل مليون مرة من اقتراحكم بالتموين المجاني لمدة 4 سنوات.
توضيح الواضح: فائض الميزانية المتوقع للسنوات الأربع القادمة هو 60 مليار دينار، وهو يكفي لشراء 60 مليار دجاجة ستوزع كتموين مجاني في 4 سنوات كما هو مقترح، فهل تعتقدون أن الشعب «حصاني» وملهوف على الدجاج؟! أنه شعب متلهف على أن تنهض بلده صحيا وتعليميا وبيئيا وتنمويا.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق