جميلة ومعبرة تلك اللقطة التي نشرتها أمس الزميلة الراي لشباب مستهترين يمارسون هواية خطرة باستخدام السيارة، والأدهى أن أحدهم أخرج قنينة ويسكي يسكب منها أجزاءً على الأرض فيما هم يستعرضون بسيارتهم التي انسلخت إطاراتها الخلفية من الاستعراض.
الموقع الدائم الذي يشهد مثل هذه المناظر والأحداث هو الوفرة، حيث يبعدون عن رجال الشرطة والقبضة الأمنية ويمارسون هواياتهم الخطرة عليهم وعلى غيرهم من المتفرجين أو مرتادي الطريق، وكم من حوادث وقعت وأرواح أزهقت عند ارتكاب السائق غلطة غير محسوبة أثناء استعراضه الذي يكون أحياناً على طرق خارجية وبعيدة، وأحياناً على تقاطعات داخل الوفرة ذاتها وبشكل يهدد المارة ويقطع الطريق.
لكن القبضة الأمنية بالتأكيد ليست هي الحل الوحيد لمواجهة ذلك، وكلنا نعلم كم من مرة حاول رجال الأمن هناك ضبط مستهترين ومستعرضين لكن أصحابهم سرعان ما يحاصرون بسياراتهم سيارات الأمن ويجبرون رجال الأمن على ترك من ضبطوهم، ولو عاند الأمن وعاند الشباب ستتطور الأمور لما لا تحمد عقباه.
المطلوب أن تقوم الدولة وبسرعة كبيرة بعيداً عن سقم الروتين والإجراءات الحكومية بتخصيص ساحات في منطقة الوفرة ومناطق أخرى في عدة محافظات للاستعراض ولتكن بعضها ساحات ترابية وأخرى ساحات اسفلتية، وتزود تلك الساحات بشكل دائم أو أسبوعي بسيارات الإسعاف والمسعفين وبعض الإشراف الأمني والفني حرصاً على سلامة الحضور وسلامة المستعرضين أنفسهم.
في هذه الحالة لن يكون هناك أي أدنى عذر لمن يستخدم غير تلك الساحات لممارسة مثل تلك الهوايات، وعندها سيكون منطقياً اتخاذ إجراءات صارمة بحقه، وربما حتى إصدار تشريعات تتيح مصادرة السيارة والتصرف فيها إما ببيعها أو حتى بوضعها داخل «مكبس» يحوّلها الى قطعة مستطيلة من الحديد تأخذ طريقها الى تجار الخردة كما يحدث في بعض الدول الخليجية التي لا يجرؤ فيها مواطن ولا مقيم على كسر قوانين المرور لأنه يعرف ألا مكان للواسطة ولا طريق للخلاص إذا ارتكب مخالفته. وهو عكس الوضع تماماً في الكويت التي صار الجميع فيها يظن أنه فوق القانون، فلا ترى احتراماً لحق الطريق ولا اعتباراً لأخلاق القيادة.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق