الزبدة
المشهد السياسي الذي تمر به البلاد أشبه بدخان حريق إطارات (ارحية) الجهراء الذي حدث في الأيام الماضية, وتؤكد الدلائل أنه بفعل فاعل, ونخشى أن تحفظ القضية لعدم وجود الأدلة الكافية, والقضية تتطلب التفاف كل الأغلبية النيابية والأقلية حولها وتشكيل لجنة بهذا الشأن واطلاع الشارع على من يقف وراء الحريق, ونحن نعلم أن بعض نواب الأغلبية مجرد تابعين للشعبي, أو بمعنى أدق صورة بلا صوت والغريب ان الحريق وقع بعد زيارة وفد نيابي وبعض أعضاء المجلس البلدي لهذا الموقع, وهناك علامات استفهام كثيرة تحوم حول هذا الأمر, وتستدعي البحث في كل شاردة أو واردة للوصول الى الخيوط المؤدية للحريق حتى لو تطلب الأمر الإطاحة بكل الحكومة, ولا نستبعد افتعال هذه القضية »على ذمة الراوي« فالبعض ارجع افتعال حريق الاطارات الى انه نوع من انواع صرف الانظار عن الفشل في ملف تحقيق الايداعات والتحويلات لعدم الوصول لأدلة دامغة تؤكد تورط كل من تم استدعاؤه, وأن القضية مجرد تصفية حسابات وشخصانية ولم تسلم منها حتى رئيسة اللجنة التطوعية الشيخة أمثال الأحمد التي تعمل لوجه الله ووطنها, وآخر أعمالها لوحة حامي الدستور التي جسدت فيها الوحدة الوطنية بين طلاب وطالبات المدارس وبحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وولي العهد الشيخ نواف الأحمد, وللأسف نجد أن رئيس مجلس الأمة بالإنابة خالد السلطان ترك الحفل وخرج لأن تياره يحرم الغناء حتى بين الأطفال ولو من اجل حب الوطن وإعلاء شأن الدستور.
هجوم بعض نواب رمي التهم من دون مخافة من الله, وصل الشيخة أمثال وبثوا إشاعات كثيرة عبر مواقعهم الاعلامية بأن كلفة الأوبريت قاربت 7 ملايين دينار وذلك لمجرد تشويه صورتها ودورها الوطني الذي لا يستطيع القيام به من يهاجموها, علما أن المبلغ الحقيقي »للاوبريت«, والذي لا يعرفه رئيس الإيداعات والتحويلات, تبرع شخصي من سمو أمير البلاد وولي عهده وسمو رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد, وكان الأجدر بهم أن يكون الانتقاد فنياً وليس شخصياً وإذا استمر رئيس لجنتي الإيداعات والتحويلات بتوزيع التهم على كل من يطرأ على بالهما فلن يبقى أحد إلا ويتم استدعاؤه, لكن الغريب سكوت رئيسا مجلس الأمة أحمد السعدون عما يحدث في هذا المجلس, وهل فعلاً مثلما يتردد بأنه أخطأ التقديرات السياسية لتوليه الرئاسة في الوقت الحالي وغير موقفه في ظل أغلبية نيابية ذات أفكار خطيرة, وهو غير قادر على ادارة الجلسات, إذا كان هذا الأمر صحيحا فلماذا لا يستقيل حفاظا على تاريخه السياسي وتجنيب البلاد كارثة تطل برأسها?
* كاتب كويتي
salem alwawan@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق