أعرب النائب خليل الصالح عن اعتقاده بوجود علاقة وطيدة بين الاخوان المسلمين في الكويت، والجماعة في مصر، لافتا إلى ان «الاخوان المسلمين هم الذين يقودون الحراك السياسي في البلاد.
وقال النائب خليل الصالح، في برنامج لقاء الراي ان الصوت الواحد، كسر الثقافة الاجتماعية التي تقوم على اختيار الأهل والأقارب، وانتشل البلاد من الفوضى والاختطاف موضحا أن التحالفات في المجلس المبطل، اعطت لـ35 نائبا ان يحركوا المجلس كيفما شاءوا، مشيرا إلى أن مشكلة سمو رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد، في كثرة مستشاريه، في حين أن المجلس «المبطل»، سقط سياسيا عندما رفض اعضاؤه الاجتماع فيه، معلنا انه سيصوت لصالح الصوت الواحد لأنه مقتنع به في المرحلة الراهنة لنزع فتيل الازمة.
وبين الصالح، أن الحراك الشبابي والمعارضة لابد ان لا تذهب بعيدا وتدمر فنحن نختلف مع ذلك، وأن أي مظاهرة او مسيرة تتم وفق القانون لا مشكلة لدينا معها، لكن اتمنى ان تصل رسالتنا بصورة حضارية، لافتا إلى أن «الاعتقالات» كلمة حق يراد بها باطل… فلا يعقل ان تتم إهانة رموز بالدولة ويترك الأمر دون محاسبة، وأن اسوأ حالة نصل اليها أن يتعمد أحد أن يأخذ حقه بيده… وإننا إذا لم نثق في القضاء فكيف نستطيع ان نعيش في هذه الدولة؟
وقال إنه «بخصوص تصريحات نائب رئيس الوزراء وزير المالية مصطفى الشمالي بخصوص القروض، كانت استفزازية، وقد رددت عليها، فهناك مليارا دينار ضاعت في مشروع الداو… والحكومة لا تريد ان تقر بالخطأ في قضية القروض».
وعن وزير المواصلات، أشار «نحن مستمرون في المساءلة السياسية ان لم يتعاون معنا»، موضحا أن الأسبوع الجاري سيكون بداية للحراك النيابي الرقابي من اكثر من نائب، وأن أي ملف يمس السيادة الوطنية ينبغي مناقشته في جلسة سرية، منتقدا ثقافة التراضي القائمة على المعارف في وزارة الداخلية.
وحول الاتفاقية الأمنية الخليجية، قال إن «لم تكن تلك الاتفاقية متوافقة مع الدستور فسنعارضها»، لافتا إلى أن إيران تظل جارة وكان لها موقف كبير جدا من الغزو الغاشم ولابد ان نتعايش معا.
وأعلن النائب خليل الصالح، عن تأييده مرسوم الرياضة، مشيرا إلى انه تمت معالجة التخوف من أن تكون هناك كنتونات بالاندية.
وفي ما يالي المزيد من التفاصيل:
• خضت الانتخابات اكثر من مرة، دون ان تصل إلى المجلس إلا بواسطة الصوت الواحد… فهل فزت بسبب ذلك؟
– منذ عام 1983، وانا اقود حملات انتخابية، وحاولت في عدد من المرات الترشح بالدائرة الأولى، ولم يحالفني الحظ إلى ان قرأت الوضع ودرسته ميدانيا في الدائرة الثانية وقررت الترشح، وقد تميزت الانتخابات الاخيرة بالصوت الواحد، الذي كسر الثقافة الاجتماعية التي كانت تقوم على اختيار الأهل والاقارب، فالصوت الواحد مهم للمرحلة الراهنة لانتشال البلاد من حالة الفوضى والاختطاف لرأي الأقلية لصالح الأغلبية.
• من الذي اختطف المجلس؟
– التحالفات التي كانت في المجلس المبطل، اعطت لـ35 نائبا، ان يحركوا المجلس كيفما شاءوا، وكان هناك حبل مشنقة ملفوف برقبة الوزراء، ولو مشى هذا المجلس وفق اطروحاته الانتخابية دون تسابق لفرض الهيمنة لكان موجودا حتى الآن، لكن كان هناك عنف في تطبيق القرار، وكان هناك تسرع في القوانين، وكان هناك تراض في اولوياتهم، وهنا كان الخطأ، مثل الموافقة على اقتراحاً النائب السابق خالد السلطان بشأن المدينة الطبية، وقد كانت هناك افكار طيبة في المجلس السابق، لكن عندما طغى عليها تغليظ عقوبة السب ومصادرة الرأي الاخر كان القشة التي قصمت ظهره.
ونحن كسياسيين نتجمع ونفترق على رأي وقانون، وتنتهي هنا الممارسة، لكن ان يصل الأمر إلى مرحلة رفع الاخرين من الحسابات بالمرة، كما حدث مع النائب صالح عاشور، حينما أراد الانضمام لمجموعة الـ35 برغم انه كان جادا في ذلك، أما مسألة الايداعات المليونية فلا نقبل بها، وبرغم انها لم يثبت وجودها.
• المجلس بالاخير سقط سياسيا، ورحل ايضا عن رئاسة الحكومة سمو الشيخ ناصر المحمد؟
– أعتقد أن مشكلة سمو الشيخ ناصر المحمد، في كثرة مستشاريه، والمجلس سقط سياسيا عندما رفض اعضاؤه الاجتماع فيه.
• هل ستصوت لصالح الصوت الواحد، ان عرض عليكم بالمجلس؟
– طبعا، لأنني مقتنع به في المرحلة الراهنة لنزع فتيل الازمة، والابتعاد عن مرحلة التصادم، وأتمنى أن يستوعب المجتمع العملية السياسية.
• هل افتقاد مجلس الأمة الحالي لاسماء وتيارات سياسية لها ثقلها، يؤثر فيه من وجهة نظرك؟
– صحيح ان هناك من اصحاب الخبرة والتاريخ لهم وضعهم، لكن لابد من التجديد والاتيان بعناصر جديدة، كما ان هناك عناصر من اصحاب الخبرة في المجلس الحالي الذي يعمل، ولكن الحكومة إلى الان متعطلة في برنامجها الذي يجب ان يكون جاهزا.
والحراك الشبابي والمعارضة مهم، لكن ان تذهب بعيدا وتدمر، فنحن نختلف مع ذلك، وفي مجلس 80 كانت هناك دوائر جديدة صوت عليها المجلس، والان نحن امام واقع بوجود مجلس جديد يتأمل في مستقبل الكويت.
• حساب «كرامة وطن»، أعلن عن مسيرة جديدة (غدا) فما موقفك من المظاهرات والمسيرات؟
– أي مظاهرة او مسيرة وفق القانون لا مشكلة لدينا معها، لكن اتمنى ان تصل رسالتنا بصورة مدنية حضارية بعيدا عن الاحتكاك ودخول المناطق السكنية، كما اتمنى من الشباب الصغار ان يتبنى قضاياهم أولياء أمورهم، أما بخصوص كلمة (الاعتقالات) فهي كلمة حق يراد بها باطل، فلا يعقل ان تتم اهانة رموز بالدولة، وان تتركه الدولة دون محاسبة، كذلك لا نقبل الممارسات التعسفية من السلطة، ونقول للجميع رأفة بهذا البلد.
• لكن هناك شرائح في المجتمع ترى ان القانون يطبق على البعض دون الآخر، فأرادت ان تأخذ حقها بيدها؟
– هذه اسوأ حالة نصل اليها، إذا كان هذا الشعور لدى الناس.
• عائلة الميموني قتل ابنهم، ولم يعدم القاتل، فماذا تفعل لو كنت مكانها؟
– أولا هناك قضاء موجود، وان لم يكن الحكم غير كاف، فهناك وسائل اخرى، والان هناك طعن مقدم في القضية كلها من احد النواب، وان لم نثق في القضاء فكيف نستطيع ان نعيش في هذه الدولة؟، وعدم الثقة في قضائنا هو بداية انهيار هذه الدولة.
• يعتزم النائب خالد الشليمي استجواب وزير المالية مصطفى الشمالي، لأنه يرى ان عودته مشروع أزمة بين الحكومة والمجلس، ما رأيك؟
– نحن لا نملك فيتو في عودة وزراء سابقين، وعلينا محاسبته على أدائه اعتبارا من المرحلة الراهنة، وان كان هناك وزراء يستوجب عليهم اصلاح ملفات وزاراتهم بناء على توصية الخطاب السامي خصوصا لمن عاد إلى وزارته، وبالنسبة للوزير مصطفى الشمالي فان تصريحه بخصوص القروض كان استفزازيا، وقد رددت على هذا التصريح.
وبالاخير فان المجلس هو من يحكم على بقاء هذا الوزير أو ذاك، فهناك 340 ألف مدين بالكويت، وهناك قضايا لا تستحق «ضبط واحضار»، ولكن هناك فوضى موجودة، فالدولة لديها ممارسات سابقة كما في أزمة المناخ.
• ربما هذا لأنه يعزز ثقافة المنح لا العطاء؟
– سياسة المنح كانت في ضخ 22 مليار دينار أيام ازمة المناخ لحل أزمة 117 شخصا، فلنرجع للقضية ونعمل بخط مباشر فالبنك المركزي اخطأ في حق الشعب عندما غلظ القوانين.
• لكن هناك من يرى ان مطالباتكم تعتبر نوعا من انواع شراء تهدئة الناس والالتفات عن الامور السياسية؟
– وهل المطلوب ان ننتظر حتى يلقى الناس في السجون وبعدها نتحرك؟، فهذا كلام بعيد عن التكافل الاجتماعي، هناك ملياري دينار ضاعت في مشروع الداوكيميكال، والحكومة لا تريد ان تقر بالخطأ، ومعالجة قضية القروض التي تسببت بها.
• ماذا بشأن وزارة المواصلات؟
– قدمت ومجموعة نواب اقتراح بتشكيل لجنة تحقيق ضد وزير المواصلات منذ أسبوعين، وكنت اتمنى منه تطبيق جزء من الخطاب الأميري بخصوص إقلاع احد الطيارين بالطائرة بطلب من الحكومة وتسبب ذلك في ايقافه عن العمل، وان لم يتعاون معنا وزير المواصلات فنحن مستمرون في المساءلة السياسية.
فالوزير طلب 3 تقارير مختلفة من متخصصين، وكان يحابي الاغلبية وخائفا منهم، وربما يتعاون معهم لكن لابد من اخراج الحقيقة، وجميع القطاعات التابعة لوزارة المواصلات كلها تحت الضوء، وقد ذهبت إلى الوزير وطلبت منه حل هذه القضايا فالمجلس لا يعتقد احد بأنه مجلس هادئ، والأسبوع الجاري سيكون بداية للحراك النيابي الرقابي، من اكثر من نائب، فهناك معارضة نيابية ليست مقتصرة فقط على خارج المجلس.
• هل أنت مؤيد لسرية الجلسات كما سيحدث في جلسة الانفلات الأمني المرتقبة؟
– أي ملف يمس بالسيادة الوطنية فانا مؤيد لسرية الجلسة لمناقشته، وطالما طلب الزملاء ذلك فربما لأن هناك معلومات ستناقش بعيدا عن الإعلام، والانفلات الأمني حركت مياهها جريمة «الافنيوز»، فنحن لا يمكن ان نمنع الجريمة، وهناك حالة من عدم الامان لدى بعض الناس بسبب هذه الجريمة، وكنت اتمنى من وزير الداخلية ان يتحدث من موقع الجريمة لطمأنة الشعب، واستغرب من مسألة ترخيص الاسلحة فمن لديه تهديد فالداخلية مسؤولة عن حمايته، وكذلك ترخيص اسلحة الصيد فليس لدينا براري أو غزلان لكي تصاد، وكذلك لابد من تطبيق قانون جمع الاسلحة، وان يسرع القضاء في بت حكمه بسرعة في القضايا.
• هل ترى ان وزارة الداخلية مخترقة؟
– وزارة الداخلية مخترقة بسبب ثقافة التراضي بناء على المعارف، فهناك بعض القيادات في وزارات الدولة تعتمد على علاقات المعارف، وإما أن يطبق القانون على الجميع او يترجل القيادي من موقعه.
• هل تؤيد كلام النائب عبدالله التميمي الذي يشير إلى وجود خلايا نائمة تابعة للاخوان؟
– كانت هناك علاقة وطيدة بين اخوان الكويت، واخوان مصر، بعد وصولهم إلى سدة الحكم، فهناك مطالبات كانت موجودة من الوافدين إلى الساحة، كما نشر في احدى الصحف.
• لكن شباب الحراك السياسي متنوعون وليسوا فقط من الاخوان؟
– الرموز كانوا بالصورة واضحين، فالاخوان هم من يقودون الحراك الشبابي، كما حدث في مصر التي يقودها الان الأخوان، وقد استمعت لتقرير الفريق ضاحي الخلفان، في وضع نحو 28 نقطة تهدد استقرار المنطقة، وكان الاخوان المسلمين محور الحديث في التقرير، لأن لديه اهدافا بتغيير نظام حكم.
الان هم يقولوا إنهم مع النظام، ويقولون سمعا وطاعة، لكن لا نجد ذلك على أرض الواقع، ويكفي ما حدث من التظاهر بين البيوت في حراكهم الأخير، برغم انه مخصص لهم ساحة الإرادة للتعبير عن آرائهم.
• لكن رأي الشباب المؤيد للحراك يتساءل لماذا يتم تحديد مكان لتظاهرهم؟
– لأنهم يريدون الفوضى، وتوصيل الرسالة يمكن بالقول أو البيان، وانا اكن كل احترام للتنظيم السياسي للاخوان فهم منظمون ومتمرسون، وتجدهم مع الخصم والصديق في الحكومة، وضد الحكومة، وتجدهم مع حزب الله وضده، فلديهم سياسة في الوصول، ولا ننسى انهم متغلغلون في كل مكان، للتمرد فيما بعد كما حدث في مصر.
انا أعيب على جانب الاخوان المسلمين، انهم ليسوا اصحاب سياسة ومبدأ، ففي قضية الداوكيميكال كان ممثل الحكومة من الاخوان، والمعارضة من التيار الشعبي، وكانوا بالمجلس يتهمون بعضهم بعضا، والان غلبت المصلحة لكي تنزل الرأس عن حقائق، فانا احترم التنظيمات السياسية ذات المبادئ، وكان اوجب على الاخوان ان يعترفوا بخطئهم في قضية الداو، كي نشعر بمصداقيتهم.
المشكلة انه عندما يخرج علينا احد رموز الحركة الدستورية، ينفي وجود اخوان في الكويت، ثم يطلع رئيس الحكومة الحالي ويقول الاخوان طيبين، فالاخوان ليسوا كجواز سفر.
• ما رأيك في الاتفاقية الأمنية الخليجية وهل هي حماية لنا من الخطر الايراني؟
– بالاخير إيران تظل جارة، وكان لها موقف كبير جدا من الغزو الغاشم، ولابد ان نتعايش معا، والاتفاقية ان لم تكن متوافقة مع الدستور الكويتي سنعارضها، فلا تراهن الحكومة على الانقسام السياسي الموجود، لأننا سنقف إلى جانب ما يخص المواطن الكويتي، وما يهمنا في هذه الاتفاقية هو عدم انتهاك حقوق الإنسان.
• ما رأيك في قضية «البدون» والقضية الرياضية؟
– لو اصبحت الحكومة جريئة وتنتفض لنفسها لتم تجنيس الـ30 ألفا المستحقين، ومعالجة اوضاع البقية الاخرين، أما بخصوص القضية الرياضية، فمرسوم الرياضة تمت الموافقة عليه، وهو صراع رياضي مزمن منذ 5 سنوات، وقد مر على القضية 4 وزراء، وهناك صلاحيات للهيئة اعيد استخدامها بطريقة اخرى، والان انشئت محكمة رياضية لحل النزاعات، فلا يمكن ان تكون الخصم والحكم، ولو رفضنا المشروع المقبل حتى لا تتوقف الرياضة بشكل كامل، لذا فانا اؤيد المرسوم، وهناك تخوف من أن تكون هناك كنتونات بالاندية، لكن تمت مراجعة النظم الاساسية للاندية، والوزير السابق كان اجراؤه غير صحيح في هذه القضية، وسأوجه سؤالا بهذا الخصوص، واتمنى من وزير الشباب ان يأخذ بزمام المرحلة.
• هل من كلمة اخيرة؟
– ايدينا مفتوحة للتعاون مع الحكومة ولتبين جديتها كي يستأنس الشعب بالبرلمان الذي اختاره، لكن لا يعتقدون اننا كراسي ما تتحرك، فالوزراء قاعدون على كراسيهم وان اخفقوا سيجدون انفسهم خارج كراسيهم، وفي موقع المساءلة السياسية، واتمنى من الشعب الكويتي ان يسمع كلمات صاحب السمو بنوع من الإمعان، لأنه صمام أمان البلاد لاخراج الكويت من مأزقها.
قم بكتابة اول تعليق