أكد السفير النمساوي لدى الكويت أولريخ فرانك أن الكويت والنمسا تربطهما علاقات تاريخية على الصعد السياسية والاقتصادية والتجارية وكثير من الكويتيين يزورون النمسا للسياحة في فصل الصيف وكشف عن دعوة من الرئيس النمساوي لسمو الأمير لزيارة النمسا لكن لم يتم تحديد موعد لها، ونتطلع أن تكون قريبة.
وقال السفير، في لقاء مع صحيفة الجريدة ان الحراك السياسي في الكويت مرتبط بالربيع العربي، رغم تأكيده أن هناك فرقاً بين الكويت وباقي الدول الأخرى، وأنها بلد ديمقراطي ويترأسها أمير يحظى بالشرعية من الشعب كله.
وفي ما يلي نص الحوار:
• بداية كيف تقيمون التجربة الديمقراطية والتجاذبات بين الحكومة والبرلمان في الكويت؟
– الكويت يوجد بها ديمقراطية وبرلمان ومعارضة ومحاكم ودستور، وأنا مقتنع أن هذا شيء مهم جدا في المنطقة، ووجود المعارضة شيء مهم، وأنا متفائل أن يكون لتجاذبات البرلمان والحكومة حل لتصبح العلاقة بينهما طبيعية وعادية.
• هل ترون أن ما يحدث في الكويت من حراك سياسي مرتبط بالربيع العربي الذي شهدته بعض الدول العربية؟
– نعم هناك ترابط، ولكن هناك فرق بين الكويت وبين هذه الدول، فالوضع في الكويت يختلف بشكل كبير عن الاوضاع في المنطقة، فالكويت بلد ديمقراطي ولديها دستور يحمي حقوق الانسان، ويترأسها أمير يحظى بالشرعية من الشعب كله، والكويت بلد غني وتوزع من ثرواتها وإيراداتها على الشعب بشكل متساو، إضافة إلى أن المحرك الأساسي لما حدث في دول الربيع العربي غير موجود بالكويت.
سياسة الكويت الخارجية
• كيف ترى سياسة الكويت الخارجية مع دول الاتحاد الأوروبي بشكل عام والنمسا بشكل خاص؟
– سياسة ممتازة، خاصة أن العلاقات بين الكويت والنمسا تاريخية وقديمة والاتصالات التجارية على احسن ما يكون، وهناك اتصالات مستمرة بين البلدين، وكثير من الكويتيين يزورون النمسا كسياح خاصة في فصل الصيف.
• تمثل النمسا إحدى الوجهات السياحية المفضلة للكويتيين فما رأيكم في عدد السائحين الكويتيين إلى النمسا؟
– الكويتييون مرحب بهم في النمسا، والعائلات التي تعرفت عليها بالكويت عند زيارتهم أكدوا عزمهم عن معاودة الذهاب إلى النمسا، ويبلغ عدد السائحين الكويتيين خلال العام الماضي نحو 5 آلاف سائح، ويسعدني هذا الحضور وأتمنى أن يزداد خلال الفترة المقبلة.
أما عن أعداد النمساويين في الكويت فيبلغ حوالي 100 مواطن يعملون في القطاع الخاص الى جانب عمل بعضهم بالتجارة الحرة، وأغلبهم يشغلون مناصب جيدة جدا بالكويت.
الفيزا النمساوية
• وماذا عن مدة استخراج الفيزا النمساوية للكويتيين؟
– لم أسمع يوما عن وجود مشاكل بالنسبة لحصول الكويتيين على التأشيرات، إذ يحصلون عليها بكل سهولة، خاصة أنها تأشيرة سياحية، وعادة ما تستغرق عدة ايام في حال توافر جميع البيانات المطلوبة.
• ماذا عن الرحلات العلاجية من الكويت إلى النمسا؟
جيدة جدا، فالنظام الصحي بالنمسا مميز، ولا أريد ان اذكر مجالا معينا لأن لدينا الكثير من المستشفيات والأطباء المميزين في جميع المجالات.
• هل هناك خطوط طيران مباشرة إلى النمسا؟
– في السابق كانت شركة طيران الوطنية قبل إيقاف رحلاتها تصل إلى النمسا مباشرة، ونأمل في المستقبل توفير تلك الخطوط بشكل مباشر مرة أخرى.
• هل هناك زيارة مرتقبة للرئيس النمساوي للكويت أو زيارة لسمو الأمير للنمسا؟
في الوقت الحالي لم يتم تحديد أي زيارات للرئيس النمساوي للكويت، أما بشأن زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للنمسا فقد كان هناك دعوة من الرئيس النمساوي لسموه لزيارة النمسا، والدعوة مازالت قائمة، لكن لم يتم تحديد موعد لها، ونتطلع أن تكون قريبة.
الأزمة الاقتصادية
• هل تأثرت النمسا بالأزمة الاقتصادية التي عصفت بالدول الأوروبية مؤخرا؟
بالتأكيد، ولكن النمسا في مشوارها الاقتصادي جيدة جدا ولديها اقل نسبة عاطلين عن العمل وتبلغ 4.5 في المئة مقارنة بباقي الدول الاوروبية، والعجز المالي
في النمسا قليل جدا مقارنة بباقي الدول.
• هناك كثير من التقارير التي تتنبأ بسقوط منطقة اليورو في عام 2013، وبما أن النمسا احدى دول المنطقة، فهل هناك مؤشرات للسقوط؟
لا يوجد مؤشرات للسقوط، ولا اعتقد ان منطقة اليورو ستسقط في 2013 والاتحاد الاوروبي سيتحدى كل الصعاب وسيعيش وهناك خطوات للاصلاحات، وحكومة النمسا مقتنعة باننا سنتخطى اي صعوبات، صحيح ان هناك مشاكل ولكن نعمل على تخطيها، وانا مقتنع تماما ان الاتحاد سيعمل على تخطي هذه الازمة وبذلك سيصبح اقوى مما عليه الآن.
• تولي النمسا اهتماما في حوار الأديان والثقافات، وهو ما تمثل بانشاء “مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الاديان والثقافات” في العاصمة النمساوية، فهل حقق هذا المركز أهدافه؟
افتتح المركز مؤخرا بمبادرة من المملكة العربية السعودية واسبانيا والنمسا ومركزه في فيينا ونحن متفائلون بنجاح هذا المركز وذلك لانضمام جميع الاديان والحضارات للتحاور وهذه افضل وسيلة للوصول الى النتائج المرجوة، واود ان اشير في هذا الصدد الى ان النمسا تعترف بالدين الاسلامي بشكل رسمي منذ 100 عام ولهذا تجد ان النمسا تأخذ قضية حوار الاديان على محمل الجد وتعتبره من أولويات السياسة الخارجية لديها.
• كيف تقيم نظرة الكويت تجاه احترام الاديان والمعتقدات؟
تولي الكويت اهتماما بقضية احترام الاديان خاصة وان لديها عددا من الكنائس.
الكويت دولة ديمقراطية ومنفتحة على الجميع، والمستوى المعيشي فيها مرتفع، وانا سعيد لوجودي حاليا كسفير لبلادي في الكويت، اذ ان البلدين صديقان ولديهما علاقات اقتصادية وسياسية وتجارية متميزة، وانا سعيد في العمل على تعزيز هذه العلاقات.
استئناف تصدير 10 آلاف برميل نفط يومياً الشهر الماضي
كشف السفير النمساوي ان الكويت استأنفت تصدير النفط الى النمسا الشهر الماضي “ديسمبر 2012” بواقع 10 آلاف برميل نفط يوميا وهذا يمثل 100 مليون دولار في السنة الواحدة.
ولفت السفير الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 200 مليون دولار اميركي سنويا، حيث تصدر النمسا الآلات والعصير والمركبات وقطع غيار السيارات.
واضاف ان الكويت والنمسا تعملان على تكثيف وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بينهما، لانه من القضايا المهمة التي يعمل عليها البلدان، وقد وقعتا اتفاقية حماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي.
واشار الى ان القطاع الخاص يلعب دوراً كبيراً في العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال تعاون رجال الاعمال والشركات الخاصة في الاستثمارات والمشاريع التجارية، والاستثمارات بين البلدين موجودة وجيدة، وهذا ما سأعمل جاهدا على تنميته كسفير جديد لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
قم بكتابة اول تعليق