نفى النائب طاهر الفيلكاوي ما ردده بعض النواب في شأن وجود “انفلات امني”في البلاد على خلفية بعض الحوادث الفردية, وبينها مقتل طبيب وافد في احد المجمعات التجارية الشهيرة بسلاح ابيض, مؤكدا ان الانفلات يعني عمليا الا يأمن الشخص على نفسه في بيته او في خارجه وهو ما لم يحدث في الكويت.
وقال الفيلكاوي في حوار مع “السياسة” هناك حوادث فردية تقع هنا وهناك ليس لوزارة الداخلية اي سلطة عليها لأن السبب الرئيسي هو الفراغ عند الشباب وسوء التربية وعدم تحمل البعض مسؤولياتهم الاجتماعية, والأهم من ذلك عدم تطبيق القوانين الرادعة.
لكن الفيلكاوي – وعلى الرغم من ذلك- رأى ان الهجمة على وزير الداخلية لها ما يبررها بسبب عدم اتباعه سياسة الباب المفتوح اسوة بما يفعله وزراء آخرون لافتا الى انه طلب موعدا للقاء الوزير ورغم مرور عشرة ايام على طلبه إلا انه لم يتلق ردا عليه حتى الآن
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
بعد مرور شهر على بدء أعمال المجلس كيف تنظر اليه
المتمعن في تركيبة مجلس الأمة يستطيع ان يتفاءل بهذا المجلس, وانا ارى ان ما تم حتى الآن هو فوق الممتاز فهناك اولا تفاوت بالأعمار ما بين الشباب والشياب مع ان الفئة الشبابية هي الأكثرية و 80في المئة من تركيبة المجلس هم من المؤهلين علميا سواء من حملة البكالوريوس او الماجستير او الدكتوراة مما يجعل المجلس مثقفا ومتعلما من دون الانتقاص من المجالس السابقة, كما انه لا توجد تكتلات للدخول في شد سياسي او تتبنى اجندات سياسية وبمعنى أصح لا يوجد ما يمكن ان نسميه بـ “التكتل الأعمى” الذي يرفع شعار” ان احسن الناس احسنت وان اساؤوا اسأت” وما تم الإعلان عنه هو تكتل يمثل نفسه ولهم الحرية في اتخاذ القرار الذي اعتقد ان اي قرار سيكون في مصلحة البلد من دون التطرق الى الطائفية او القبلية في اي تكتل يولد, وبالتالي مجلس الأمة يده ممدودة للتعاون مع الحكومة للدفع بعجلة التنمية الى الأمام ونحن نأمل من الحكومة الوفاء بوعودها لتنفيذ المشاريع التنموية وفق الزمن المحدد.
ولكننا لاحظنا ان فئة الشباب من النواب يهيمن عليهم القلق والتوتر من التعامل مع الملفات السياسية.. فكيف يمكن ازالة هذا الهاجس
الطريقة التي سنسعى من خلالها الى معالجة الملفات هي ايجاد افضل مخرج ومعالجة للمشكلات القائمة ونحن سنتبع نهج التفاهم وحسن النية, وكلنا ثقة بان هذا النهج سيؤتي ثماره, ولكن مازالت الوسائل الدستورية من الاستفهامات والاستجوابات قائمة والمجلس يتمتع بقوته الدستورية ولن نلوح بها إلا عند الحاجة ولمصلحة البلاد, ولن نستخدمها لاي اسباب شخصية,
الأجندات الخارجية
وكيف تنظر لمن يتبنى اجندات سياسية من خارج المجلس?
أؤكد ان اي شخص او تكتل يسعى الى تمرير اجندة معينة داخل مجلس الأمة لن يحصل على الاغلبية البرلمانية, واذا كان لدى احدهم او بعضهم اجندات شخصية فلن يتفاعل معهم باقي النواب لان مصلحة الكويت قبل وفوق كل شيء.
كتلة المستقلين
هل يفهم ان هناك كتلة للنواب المستقلين ستمنع مثل ذلك?
هي ليست كتلة او تكتلات ولكن من فهمي لتوجهات اغلب النواب فجميعهم يسلكون التوجه الذي يصب في مصلحة الكويت, واي قرار فيه المصلحة العامة سيتم الموافقة عليه واي قرار لا يصب في مصلحة الكويت سيرفض .
الانفلات الامني
كيف تقرأ الهجوم النيابي على وزير الداخلية واثارة ملف الانفلات الامني
وزارة الداخلية تعاني من مشكلات كثيرة, ولكن اذا اردنا الحديث عن الانفلات الامني فهي كلمة كبيرة جدا, فوجودك الان معي لاجراء لقاء صحافي دليل على عدم وجود انفلات امني لأن الانفلات الامني مفهومه الا تكون آمنا على نفسك وانت في المنزل او خارج المنزل وهذا في حقيقة الامر غير موجود في الكويت, ولكن هناك حوادث فردية تحدث هنا وهناك وبالتالي ليس لوزارة الداخلية اي سلطة عليها لان السبب الرئيسي هو الفراغ عند الشباب وسوء التربية لدى البعض منهم, وعدم تحمل المسؤولية الاجتماعية, والأهم من ذلك عدم تطبيق القوانين الرادعة للجرائم السابقة, مما جعل الشباب لا يتورعون عن القيام بهذه الجرائم نظرا لضعف تطبيق القانون, ولدينا مثال جريمة القتل التي حدثت منذ خمسة اعوام وثمانية شهور للشاب الكويتي عبدالله الحاي والى الآن لم يتم الحكم فيها, وانا شخصيا اعتبر هذه القضية تشجيعا للشباب على الاجرام, وللعلم وزارة الداخلية في جميع الجرائم تقوم بالقبض على الجناة بزمن قياسي, لذلك اذا اردنا ان نحد من الخلل فعلينا ان نعالج القضية من جميع الجوانب من خلال العقوبات الرادعة وملء اوقات الفراغ عند الشباب مع حسن التربية في المنزل.
الأم والتعليم
ألا تعتقد ان اساس الانفلات الامني يعود إلى آلية التعليم والستراتيجية المطبقة
نحن وللاسف نجني الآن ما زرعناه منذ اكثر من 20 سنة, فعندما يكون الابناء وحيدين بالبيت مع الخدم والسائق, والأب والأم يكدحان وراء لقمة العيش وتوفيرسبل الحياة, فكيف سيتم تربية هؤلاء الابناء? لذلكوجود الأم في البيت اكبر استثمار ستراتيجي للبلد لكن المجتمع من خلال الزيادة الرهيبة بالاسعار وتردي التعليم وتراجعه وكذلك الغلاء الفاحش في اسعار العقار جعل الام تترك المنزل وتترك اولادها للخدم, وما نشاهده من ارتفاع معدل الجريمة اكبر دليل على ذلك, ونحن الان نجني ثمرة ما جنته ايادينا من التربية السيئة لبعض هذا الجيل وليس الكل, فإذا اردنا الاستقرار الاجتماعي والسياسي فعلينا اغراء المرأة بملازمة بيتها لتربية النشء القادم التربية السليمة, بحيث تكون هذه الاغراءات من خلال صرف معاش لربة البيت حسب شهادتها او تخفيف ساعات العمل على المرأة العاملة لتستطيع التوفيق ما بين العمل وتربية الابناء وزيادة مدة اجازة الوضع فبدلاً من ان تكون شهرين يجب زيادتها الى عام كامل, وبهذا تستطيع الدولة ان تستثمر بالمرأة استثماراً ستراتيجياً ستجني ثماره بعد 18 عاماً.
هجوم مبرر
اذا كيف تبرر هجوم النواب على الوزير بهذا الملف
كثير من النواب يحاول توصيل وجهة نظر المواطنين الى وزير الداخلية, وأنا ارى ان الهجمة على الوزير لها ما يبررها بسبب عدم اتباعه سياسة الباب المفتوح على عكس باقي الوزراء الذين يفتحون قلوبهم قبل مكاتبهم, وانا شخصياً طلبت تحديد موعد مع وزير الداخلية عن طريق مدير مكتب الوزير منذ عشرة ايام الى الان لم يتم الرد علي, فكيف يمكنني نقل ما لدي من ملاحظات لذلك النواب يضطرون الى ابداء ملاحظاتهم تحت قبة البرلمان او عبر وسائل الاعلام.
موقف شجاع
وماذا عن الهجوم النيابي على وزير النفط وهل هو هجوم مستحق
نحن نتابع عن كثب الاحداث التي صاحبت قضية التعيينات في القطاع النفطي وما آلت اليه الامور من تشكيل لجنتي تحقيق كانت اخرها للنظر في التظلمات وبالتالي لا نستطيع الحكم على الموضوع, الا بعد انتهاء لجنة التحقيق من عملها وما ستؤول اليه نتائج التحقيق حيث سيكون لنا موقف شجاع ازاء ذلك, واعتقد بما ان الوزير شكل لجنة تحقيق فهذا دلالة على حرصه بأن تكون التعيينات للمستحقين وهذا يصب في صالح ومصلحة القطاع النفطي.
أولويات المواطن
من خلال جولاتك على ديوانيات دائرتك الانتخابية اين يتجه هم المواطن وتراها كأولويات
فعلاً انا من خلال التقائي بعدد من اصحاب الديوانيات وكذلك المواطنين وجدت ان اهتماماتهم تدور حول القضايا المعيشية بسبب الغلاء الفاحش للاسعار والزيادة المطردة لها وكذلك الارتفاع المستمر لاسعار العقار بالاضافة الى تردي الخدمات الصعبة والتعليمية والبطالة وفشل التوصل الى معالجة حقيقية لتوفير فرص العمل والقضية الاسكانية, حيث وجدت ان هذه القضايا هي ما تؤرق المواطن ويريدونها ان تكون على سلم اولويات جدول اعمال المجلس خلال المرحلة الحالية.
زيادة الجلسات
كيف تقرأ قرار مكتب مجلس الامة الخاص بزيادة عدد الجلسات الى ثلاثة
اعتقد ان قرار مكتب المجلس حول زيادة عدد الجلسات الى ثلاث له اسبابه مع اننا نتمنى الا تكون بشكل دائم وانما وفق المصلحة العامة فنحن لا ننكر اننا بحاجة الى جلسات اضافية للنظر في الكم الكبير من جدول الاعمال التي تراكمت فيه المشاريع والقوانين, لذلك نتمنى ان تكون الجلسات الاضافية وفق حالة الاضطرار والحاجة.
الجلسة الخاصة
الا تعتقد ان طلب عقد جلسة خاصة لمناقشة القضية الاسكانية هو تحصيل حاصل
الكل يعرف ان المجلس ليس بحاجة الى عقد جلسة خاصة لمناقشة القضية الاسكانية لان اللجنة الاسكانية تبذل قصارى جهدها مع الحكومة للتوصل الى معالجات جذرية لهذه القضية, واعتقد انه يمكن مناقشة القضية الاسكانية من خلال اللجنة بالتوافق مع الحكومة للتعرف على الحلول الموضوعة, وبالتالي ارى ان تخصيص جزء من جلسة للتعرف على ما قامت به الحكومة يجعلنا نخرج بقرارات ايجابية بعيداً عن الجلسة الخاصة.
شرائح البدون
هناك استياء شعبي من طريقة معالجة ملف البدون خاصة ما تم الاعلان عنه من شرائح وبطاقات فكيف تقرأ ذلك
ملف البدون شائك وتم تقسيمه الى ثلاث فئات الاول من يستحق الجنسية وتنطبق عليه الشروط القانونية يجب منحه الجنسية بأسرع وقت, اما الفئة الثانية فهي الشريحة التي لا تنطبق عليها الشروط بدلائل قاطعة وهذه يجب استبعادها من ملفات التجنيس مع الطلب منهم ضرورة معالجة اوضاعهم من خلال استخراج وثائقهم الاصلية وتعديل وضعهم القانوني, اما الفئة او الشريحة الثالثة فهي الملفات التي لا تزال قيد الدراسة والتمحيص ويجب البحث بدقة في ملفاتهم والتحقق من اوراقهم الثبوتية ومن ثم ضمها الى احدى الشريحتين السابقتين بحيث لا يظلم احد وان يأخذ كل ذي حق حقه ولا يصرف حق لغير مستحق.
قم بكتابة اول تعليق